أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th June,2000العدد:10119الطبعةالاولـيالأثنين 10 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

أريد أن أقول
الإدارة بالحب
خلدون السعد
إذا سألت رجل أعمال عن السبب وراء عدم استثماره لأمواله في مشروع معين أو دولة بذاتها، قد تكون أبسط وأقرب التبريرات التي يسوقها إليك هو أن: راس المال خواف أو جبان فهل هذا صحيح؟ وهل ينطبق الوصف السابق على أمور أخرى غير مالية؟, الحقيقة تقول: إن ما ذكر ليس سوى إسقاط دبلوماسي ، يفسره غياب الثقة والخوف من المجهول القادم وربما تقصير بعض الدول أحياناً، ولعل العلة المشار إليها عربية الأصل والمنشأ، فهناك عقارات ومراكز تجارية وشركات مملوكة لعرب جزئياً أو كلياً في دول أوروبية، أيضاً توجد عقول عربية تدير مؤسسات علمية غربية، أو تشارك بدور فاعل فيها، كذلك لا ننسى هجرة العائلات العربية لأسباب استعمارية أولاً تلتها إرهاصات سياسية واجتماعية ثم لندرة الفرص الوظيفية المتاحة وغلاء المعيشة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى اغتراب الإعلام العربي النزيه خارج أوطانه, والقضية عميقة ومتداخلة حد التعقيد، فالمال الوطني مثلاً لا يشعر بالأمان داخل ارضه ولو أعفي من الضرائب والرسوم واستقر أمن بلاده الداخلي ونزاعاتها الخارجية!، والعقول المفكرة لا تُحترم بشكل يتناسب مع عطائها ولا تُعطى مساحات كافية للابداع والانجاز، أما الأوساط الاجتماعية الصغيرة فقد عانت اضطهاد الاستعمار ليحل محله اضطهاد السلطة وآخر الحصاد الفكر الاقتصادي الترشيدي الذي لا ينظر بعين فاحصة لمطالب الحياة اليومية المتصاعدة، بقدرما يسعى لكتابة استراتيجيات نظرية بل واختيار تنفيذها على الورق وصولاً لجعلها أمراً واقعاً لا مناص منه ولا حيلة تجاهه؟!، وبالنسبة للاعلام العربي فالسياسات الرقابية الصارمة وتقييد حرية الرأي والتعبير في الدول العربية لم تترك أمامه خياراً ممكناً سوى حمل الأمتعة والسفر إلى البلاد البعيدة، وهذه المسألة عولجت نوعاً ما حالياً بإنشاء مدن ومؤسسات إعلامية مستقلة برأيها في الإمارات ومصر وغيرها, أتدرون ما المشكلة، المشكلة أننا عربياً نتبع أسلوباً غريباً للإدارة نعتمد عليه في إدارة شؤوننا المختلفة، وجرياً وراء عادة العرب الذين يخترعون همومهم بأنفسهم فقد اخترعت له اسماً جديداً وأطلب هنا تسجيل براءة اختراعي بواسطة الجهات المعنية بحفظ حقوق المخترعين والمؤلفين والمجانين - ان وجدت - عموما الاسم المخترع أو المقترح هو: (الإدارة بالحب)، والعقول المفكرة لا تمنح صفة الاقتدار والجدارة والريادة إلا إذا كانت محبوبة ومطأطئة ومحسوبة على انتماءات قادرة ومستفيدة منها؟! فالحب بمثابة الأساس المكون لها مضافاً إليه عوائق اجتماعية، باستثناء إهمال أو غياب مؤشر المحتطين تحت خط الفقر وأصحاب الحاجات والمداخيل المتدنية لدى واضعي السياسات المالية، ولا يخفى فيما يخص القنوات الفضائية ودور الصحافة والإذاعة, إجمالاً ما أريد الوصول إليه لا يتعدى البحث عن مكامن الخلل وإصلاحها.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved