|
| مقـالات
بارك الله في الجامع الأزهر وفي رجاله الذين بقوا ما يزيد عن ألف سنة أئمة للحق ولمواجهة الباطل، وكان وما زال دوره رائدا في الدفاع عن حياض الاسلام, كما قال شوقي فيه:
ظلمات لا ترى في جنحها غير هذا الأزهر السمح شهابا |
لقد لمع شهاب الأزهر عندما تجرأ كاتب فكتب رواية تعتدي على عقائد المسلمين فكان الشهاب الذي أضاء ظلمات جهله، ونبه الناس الى عدوانه على العقيدة.
كنت أسمع ما يقال عن رواية وليمة لأعشاب البحر فظننت ان فيما قيل عنها نوعا من المبالغة حتى قرأت بيان مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر الذي نشر في مجلة الأزهر، في عدد ربيع الأول لعام 1421ه (يونيو 2000م) للسنة الثالثة والسبعين ص / 319 فاذا بالأمر في مستوى ان تهب مؤسسة علمية عريقة للتصدي للباطل ولدعاته، لقد أشار البيان بالنص وبتحديد رقم الصفحة لنصوص من تلك الرواية تحقر وتهين جميع المقدسات الاسلامية بما في ذلك ذات الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم واليوم الآخر والقيم الدينية فقد وصف الكاتب ذات الله بأنه فنان فاشل وأنه نسي بعض مخلوقاته من تراكم مشاغله التي لا تحد في بلاد العرب وحدها وأنه أقام مملكته الوهمية في فراغ السموات ليدخل في خلود ذاته بذاته .
وافترى المفتري على الرسول صلى الله عليه وسلم انه تزوج لأكثر من عشرين امرأة ما بين شرعية وخليلة ومتعة، وأنه كان يتزوج من عذارى القبائل بغية توحيدها ثم حرف في آيات القرآن ونسب اليه ما ليس منه كقوله والله تعالى قال في كتابه العزيز: اذا بليتم بالمعاصي فاستتروا وفوق ذلك دعا الى ضرورة الانفصال عن الدين والله والأخلاق والتقاليد والأزمنة الموحلة والجنة والجحيم الخرافيين وطاعة أولي الأمر والوالدين والزواج المبارك بالشرع الخ,.
وكنت أتوقع ان الكاتب سيتراجع ويعتذر للأمة بعد اساءته الى عقيدتها ولو فعل ذلك لكان موقع الاكبار من الناس، ولكنه استمر في صلفه وعناده واعتدائه، فقد شاهدت مقابلة معه متلفزة قال فيها: ان المعترضين على روايتي يريدون العودة الى عهود الظلام .
وعهود الظلام وصف للعهود الاسلامية المشرقة ما زال يلوكها اليساريون منذ ان ابتلى الله بهم الأمة وهم ليسوا مبتدعين في ذلك بل ينقلون وصفا أطلقه قبلهم كتاب الغرب والشرق من غير المسلمين الذين يرون في انتصارات الاسلام تقويضا لحضارة الجاهلية التي سقطت أمام نور الاسلام.
كاتب رواية وليمة لأعشاب البحر شيخ هرم كما ظهر في التلفاز، ولكنه ما زال يعيش في بداية العصر الحديث حينما كان يرى بعض الكاتبين ان الابداع هو في اعلان الكفر والاستهزاء بالدين وحشر بعض الألفاظ المسيحية في كتاباتهم ليقال عنه: انه متحرر أو حصل على حظ من الثقافة الحديثة، ونسي ان الشيوعية التي يصفق لها قد سقطت وان الشعوب التي كانت مغلوبة على أمرها قبل سنوات أمام جبروت الطغاة أصبحت قادرة على التعبير عن غضبها اذا اعتدي على مقدساتها، وهاهو شعب مصر وأزهره شاهد على ذلك، لكن النائمين في سبات التقليد لأفكار المستعمر مازالوا في ليل طويل.
|
|
|
|
|
