أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th June,2000العدد:10119الطبعةالاولـيالأثنين 10 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

اليتيم,, ومن يتكفل بهذا الإنسان,,؟
عبدالرحمن بن عبدالله الصبيحي *
من منّا لا يعرف فضل كفالة اليتيم، بل من منّا لا يعرف اليتيم، أو من لم يتلوع باليتم، قد لا تكون كذلك، لكن اعلم بأن ما وقع لغيرك قد يقع لك أو لأولادك (لا قدر الله)، ان اليتيم أخي القارىء هو من فقد أغلى ما يمكن ان يمتلكه الإنسان، هل تصورت أنك يتيم؟ ان الذي يعرف الإجابة هو من عاش وعاصر اليتم بحزنه وحرمانه.
إن مسألة أن يعيش الإنسان دون ان يجد أباً يحنو عليه أو أماً تعطف عليه، وتسقيه مع لبنها الحنان والأمان لهو غاية الحرمان، وعلماء النفس يقررون أن الحاجة إلى العطف والحنان تعادل حاجة الانسان الى الطعام والشراب، صحيح أن الإنسان اذا لم يأكل أو يشرب يموت، لكن الذي لا تلبى حاجاته العاطفية، يموت وهو مع الأحياء، بل انه يموت كل يوم وكل ساعة.
لقد استبشرنا خيرا بعد صدور قرار إنشاء جمعية للايتام،، برئاسة كافل الايتام وجابر عثرات الكرام، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والذي اختار لها رجالاً مشهوداً لهم بالخير والصلاح والبذل كيف لا وقد علمنا أن من بين هؤلاء معالي الدكتور حمود البدر، وسعادة الدكتور سعود الضحيان، وغيرهما مما لا أعرفهم بأسمائهم لكنهم معروفون بأعمالهم الخيّرة، وعدم معرفتي بهم لا ينقصهم حقهم، بل هو نقص في معرفتي.
إن إنشاء جمعية الأيتام في هذا الوقت أعطى مؤشراً على مستوى الوعي والحس الإسلامي والوطني والحضاري الذي وصلنا إليه، وأصبحت الكرة في ملعبنا كمواطنين لنساهم بالكثير والقليل كل حسب استطاعته وقدرته في إنجاح هذه الجمعية وتحقيق أهدافها السامية التي تسعى إليها, وفي هذا المقام أدعو جميع المواطنين ان يتعرفوا على الجمعية وأهدافها الخيرة، وان يأخذوا العهد على أنفسهم بأن يشاركوا في تحقيق تلك الأهداف إما بالمال والجهد أو الوقت، أو حتى التعريف بالجمعية، حتى يشاركوا في الأجر وينالوا الرضا من الله.
ويجب ألا يغيب عن أذهاننا حقيقة علمية تتمثل في أننا لو دفعنا كل أموال العالم ليتيم واحد فقط فلن يعوضه ذلك فقد والديه أو حتى أحدهما، لكن تبقى الحقيقة الأنصع وهي أن الهدف من كفالة اليتيم هو أن يعيش حياة كريمة دون حقران أو إذلال، وأن تكون كفالته عاملاً مساعدا في تخفيف معاناته وتجرعه آلام اليتم.
إن دعم أهداف جمعية رعاية الأيتام سهل وميسور وهو في متناول كل إنسان، لكن قبل المبادرة بالمساهمة يجب أن يتمتع المساهم بشروط أهمها:
1 أن يكون مواطناً صالحا غيورا على دينه ووطنه.
2 أن يعي في قرارة نفسه أن ما قدمه ويقدمه ليس منة على أحد.
3 أن يخلص عمله هذا لوجه الله.
فإذا توفرت هذه الشروط فان الأمر ميسور للجميع، وليس لأحد حجة في الإحجام عن المساهمة، خاصة إذا علمنا أن اليتم قد يلحق أبناءه، وفي ذلك الوقت (لو كان يعي ما يحصل بين الأحياء) فسيتمنى أن يقدم لأبنائه ما يجعلهم يعيشون في عزة وكرامة.
ولأن طرق البذل كثيرة فإني سأكتفي بفكرة واحدة لو تفاعلنا معها وفعلناها فسيكون لها الأثر الكبير في تحقيق الهدف السامي الذي نسعى وتسعى الجمعية لتحقيقه، وتتمثل المبادرة في أن تتبنى جمعية الأيتام فكرة (ادفع ريالاً تكفل يتيماً)، فلقد تركت حملت ادفع ريالاً تنقذ فلسطينياً في طفولتنا أثراً واسعا، ومكنتنا من أن نساهم في وقت كنا في أمس الحاجة إلى ذلك الريال، فكيف وقد أنعم الله علينا وتدفقت النعم على بلدنا من كل مكان ولله الحمد، فجدير بناء أن نتفاعل مع هذه الفكرة وأن نعوّد أبناءنا على البذل من خلال إعطائهم الريال وعشرة الريالات وحتى المائة الريال ليساهموا بها في كفالة اليتم، وعلى ميسوري الحال ورجال الأعمال تقع المسؤولية الأكبر.
ولتكن هذه الحملة في شكل كوبونات بقيمة ريال واحد، وتتم مع بداية كل شهر هجري لمدة عام، من خلال المدارس، والجامعات، وجميع الدوائر الحكومية، وفي الأسواق التجارية، ويمكن لكل مواطن أن يحصل على دفتر كوبونات من فئة ريال واحد، ويدفع قيمتها للجمعية مباشرة، ثم يتولى توزيعها على أهل الخير ليتبرعوا كل حسب استطاعته، وبالنسبة للمدارس فإن التنسيق يتم من خلال وزارة المعارف، ورئاسة تعليم البنات، والتعليم الفني، وفي الأسواق فإن التطوع مطلوب من الشباب للوقوف عند أبواب الأسواق في كونترات معدة لهذا الغرض، وتمتد هذه الحملة كما أشرنا لمدة عام مع بداية كل شهر هجري، بحيث يتوفر مبلغ مناسب تستطيع معه الجمعية شراء عقار أو أسهم، والعائد من ذلك الاستثمار يوظف في تحقيق أهداف الجمعية.
إن تنفيذ فكرة ادفع ريالاً بسيطة جدا وكل ما تحتاج إليه بعض الإجراءات الدعائية والإدارية والمحاسبية، وبإذن الله فستحقق النجاح المأمول.
إن كل ما أتمناه أن يتفضل صاحب القلب الكبير وكافل الأيتام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتبني هذه الفكرة وأن يعلن عن انطلاقتها، وتكون بذلك باكورة أعمال الجمعية، وأنا شخصيا على استعداد للمشاركة بكامل وقتي في إنجاز هذه المهمة الخيرية، وطبيعي أن كلنا كمواطنين على استعداد للمشاركة بالمال والجهد والوقت.
ولن يبقى بعد هذا إلا أن تتفاعل وسائل الإعلام مع الحملة وأن يلبي المواطنون المخلصون النداء، وأن يبذلوا الغالي والنفيس في سبيل كفالة اليتيم وليعلموا أنهم بهذا الريال يكونون كمن كفل يتيماً فما بالنا بمن قدم مائة ريال وألف ريال.
نسأل الله أن يأخذ بأيدي هؤلاء وأن يرحم والديهم، وأن نكون نحن آباءهم لحياة أرحب وعيش كريم.
وبالله التوفيق
* مشرف البحوث التربوية
وزارة المعارف


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved