أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th June,2000العدد:10119الطبعةالاولـيالأثنين 10 ,ربيع الاول 1421

لقاءات

العمدة والسائق والعسكري حمود القويعي في حديث الذكريات
عملت سائقاً للملك عبدالعزيز ومواقفه الإنسانية العظيمة لا تنسى
* حائل عبدالعزيز العيادة
في لقاء يحمل عبق الماضي وأصالته ووفاء الحاضر قلبنا أوراق الماضي مع ضيفنا اليوم وهو رجل تشرف بخدمة الملك عبدالعزيز رحمه الله (كسائق) وقضى أكثر من اربعة وأربعين عاما في خدمة وطنه في اعمال حكومية وانتهى به المطاف ليعمل كعمدة لحارة العليا وسماح في مدينة حائل حتى تقاعد في 1/7/1420ه إنها ليست تجربة شخصية بقدر ما هي اضافات تاريخية تفصيلية لمواقف انسانية مشرقة في حياة الملك عبدالعزيز القائد المؤسس رحمه الله يرويها لنا ضيفنا حمود بن سليمان فهد القويعي فتعالوا معنا نقلب صفحات الذاكرة ونستكشف بعض المواقف في حياة الملك عبدالعزيز ضمن مواقفه الانسانية الكثيرة وماذا دار بين الملك فيصل يرحمه الله والملك فاروق وقصص ومواقف تروى لاول مرة ما زالت شواهدها راسخة لدى ضيفنا الذي ما زال يحتفظ بالدلائل حتى وقتنا الحاضر فاليكم هذا اللقاء.
* نريد أن نبدأ بسؤال عن جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز يرحمه الله وعن ذكرياتك عند قدومه لحائل؟
- قال القويعي: ان قدوم الملك عبدالعزيز الاول لحائل كان وأنا صغير السن اما (جيته) الثانية فقد جئت معه وانا عسكري (أسوق) المسلحة من الرياض حتى حائل وكان هدفه رحمه الله تفقد احوال الناس وجلس ثلاثة أو أربعة أيام وكان حريصا على استقاء المعلومات الصحيحة عن أحوال الناس المعيشية وسأل رحمه الله (الخدام) و(إبراهيم السالم) وقال رحمه الله: (عسى الارزاق راهية) ثم قال رحمه الله إذا قصر شيء (أخبرونا) وقد ارسل لابن مساعد سيارات بها أرزاق ووزعها على اهالي حائل ووعد رحمه الله بأرزاق اخرى من جدة فيما بعد وفعلا وصلت فقد كان رحمه الله مهتما بأهالي حائل وقال رحمه الله مرة ونحن في المقناص: انه أمر ابن قباع بألا يُرجع احدا من أهالي حائل دون ان يأخذوا أرزاقهم وعندما قال ابن قباع للملك عبدالعزيز بعضهم لا يستطيع حمل الارزاق قال: (اللي ما يستطيع خفضوا له واللي يستطيع ضاعفوا له الكمية).
الحرس الملكي
* كم عدد حرس الملك عبدالعزيز آنذاك؟
الحرس الملكي 150 رجل بضباطه وجنوده (وما يصفي منهم إلا النصيفة اللي غايب واللي مستأذن واللي وجعان)!
وأشار القويعي: ان الملك عبدالعزيز رحمه الله وهو طالع من الديرة إذا بشباب صغار وقد اصطفوا في الطريق فسألهم رحمه الله مابكم؟ قالوا: ابن خثيلة لم يوافق على تسجيلنا بالجهاد حيث ان ابن خثيلة يوم بدا الجهاد كان (يتخير) الذين يسجلهم فقال الملك عبدالعزيز رحمه الله انا سوف اوجه ابن خثيلة لقبولكم وبعد ان استلحق ابن خثيلة سأله الملك عبدالعزيز فقال ابن خثيلة انهم شباب صغار فقال الملك عبدالعزيز ألا يستطيعون حمل البارود,, إذن لا مانع من تسجيلهم وكان هدف الملك عبدالعزيز رحمه الله ان يعيش الكبير والصغير عيشة كريمة ويصبح لهم مصادر دخل.
دعوة العجوز
* من مواقف الملك عبدالعزيز رحمه الله ماذا تذكر؟
لا يمكن انسى دعوة تلك (العجوز) ابداً التي قابلها الملك عبدالعزيز رحمه الله ونحن (طالعين للبر في الدفينة) وسألت: ماشفتوا (عبدالعزيز) ورد عليها رحمه الله ماذا تريدين منه قالت: أريد ان يرزقني فرد عليها رحمه الله قال: يرزقك الله فقالت هي: يرزقنا الله ثم الملك عبدالعزيز فقال لها رحمه الله ماذا تريدين من عبدالعزيز قالت أريد (طبيخة قهوة) وفي هذه الاثناء كانت الحملة كلها ذاهبة إلى الدفينة قبلنا,, فالتفت رحمه الله يمينا وشمالا وكل همه ان يلبي طلب العجوز بما طلبت تحديداً ويزيد عليه من عنده مالا فقال الملك عبدالعزيز (ما هنا لا قهوة,, ولا شيء) ثم قدم لها كيسا مملوءا بالنقود ففرحت تلك العجوز فرحا شديدا وسألت مرة اخرى أنت عبدالعزيز فرد عليها رحمه الله: (عبدالعزيز أو غيره رزقك وجاكِ) وقال رحمه الله الله سايقنا من ها الطريق لك وهذا رزقك وما زالت دعواتها ودعوات آخرين ترن في أذني وكأنني سمعتها منها أمس فقط لصدق المشاعر ولقدرة الملك عبدالعزيز رحمه الله على التغلغل في قلوب ابناء شعبه.
الرواتب قليلة
* كم رواتبكم في ذلك الوقت وكيف كانت المعيشة؟
الرواتب بدأت ب15 ريالا ثم تزايدت حتى وصلت 30 ريالا بعد احد عشر عاما خدمت بها وقال القويعي كان (الضعوف) يأتون للملك عبدالعزيز كل خميس وكل اثنين في صفين الرجال صف والنساء صف في (المربع) وكان يرحمه الله يوزع المال والارزاق عليهم باستمرار وكذلك بعز الصيف يذهب للملز وعليشة وإذا بها الضباط صافين على عادتهم ويعطي رحمه الله ابن نامي وسعيد جودة والذيب كل واحد كيسين أو ثلاثة ويوجههم بتفرقته على الجنود لانه رحمه الله كريم وسخي بشكل لا يوصف وهذا هو سبب توالي الخير على المملكة ولله الحمد,؟
يتهجد ليليا
* كيف كان يقضي الملك عبدالعزيز ليله في رحلة المقناص؟
أجاب القويعي: أولا الملك عبدالعزيز رحمه الله عندما يكون في البر والمقناص من تواضعه وقربه لابناء شعبه يكون واحدا منهم ففي احدى رحلات المقناص قدم إليه رجل في حالة يرثى لها ومعه ولدان له كانت مظاهرهما سيئة جداً من الفقر والغرابيل وبعد ان قابلوا الملك عبدالعزيز كان رحمه الله يمازح أحد الابناء ويسأله اي اقرب إليك وأحب والدك أو والدتك بروح محببة واعطاهم ارزاقا وكان يحتضن الطفلين.
وأشار القويعي ان الملك عبدالعزيز رحمه الله كان طوال الليل في المقناص (يصلي ويتهجد) وقال: أنا وزملائي فقد كنت وكيل عريف نقوم بالحراسة وما نشوفه رحمه الله إلا وهو يالخيمة طوال الليل وحتى الفجر يصلي وهذا ليليا تذهب كل فرقة وينتهي عملها وتأتي الاخرى والملك عبدالعزيز رحمه الله قائم يصلي ويتهجد.
وقال القويعي: كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله يأخذ بالمقناص اكثر من ثلاثة اشهر وكانت في رماح والثمامة ومواقع أخرى.
مواقف مع الرؤساء
* وماذا تذكر من مواقفه رحمه الله ومواقف الرؤساء والملوك الذين زاروا المملكة في ذلك الوقت؟
الملك فاروق ملك مصر في ذلك الوقت جاء لمقابلة الملك عبدالعزيز رحمه الله في ينبع البحر بعد الحج بفترة وأذكر ان الملك عبدالعزيز وهو في طريقه إليه ولصعوبة الطرق آنذاك (غرزت) سيارة الملك عبدالعزيز رحمه الله وتوقفت بأحد الاودية وكان معه (ابن الجعباء) و(ابن منديل) و(ابن خثيلة) وابن مشعان والقويز.
وأشار الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى سعيد جودة الذي اشار لي فيما بعد بأن اسحب سيارة الملك عبدالعزيز ولكنني لم أعمل حساب ضعف الصدام وبقوة السحب وبعد ان ازداد غبار السيارة وخوفي من ان أكون ضايقت الملك عبدالعزيز رحمه الله سحبت السيارة بقوة فانطلق صدام السيارة معي ولم استطع اخراج سيارة الملك وكان سواق الملك عبدالعزيز يرحمه الله اسمه عبدالكريم بن محمد الذي كان تعلم قيادة السيارة من السواق الذي كان قد استقدمه من الهند آنذاك قبل ان يغادر ويصبح عبدالكريم المحمد اول سائق للملك عبدالعزيز واستمر طوال حياته.
ونعود للملك فاروق فقد وصلنا إلى ينبع قبل وصول الملك فاروق وعملنا ميناء خشب وكان الامير منصور وزيرا للدفاع.
وفي هذه الاثناء جانا خبر ان احدى (المسلحات) انقلبت بالصبخاء وقال الأمير منصور للذيب: خلوا القويعي يشيل المسلحة المنقلبة وخذوا معكم ضابط وسلموهم ابن طاسان فرجعت انا وإبراهيم السويلم ضابط المدفعية حملنا خويانا وذهبنا بهم وسلمناهم إبراهيم الطاسان بجدة وعندما رجعنا لم نجد الموكب لان الملك عبدالعزيز رحمه الله ذهب لينبع وعندما وصلنا انا و الذيب قدمني للامير منصور وتأكد سموه من سلامة الجنود وايصالهم للمستشفى وأذكر ان الملك عبدالعزيز رحمه الله اهتم براحة اهل ينبع وأمر العسكر بألا يضيقوا على أهالي ينبع بكثرة نزولهم من الشرم الذي كنا به ليشتروا حاجاتهم من ينبع حيث احس رحمه الله بتضايق اهل ينبع نظرا لكثرة العسكر وأكد الأمير منصور بألا ينزل أحد إلا بورقة اذن بحيث تجيء فرقة وتذهب فرقة وهكذا ومكثنا بينبع حوالي خمسة عشر أو عشرين يوما,, وكانت الأجواء (غبار وعج) وكنا نحن العسكر ننام بالسيارات.
وعند قدوم الملك فاروق كان هناك استعراض كبير ومهرجان القيت فيه قصيدة للأمير فيصل رحمه الله آنذاك يقول:


الملك فاروق جانا هلا به
مرحبا به عد وبل السحاب

بين ينبع البحر والهضابه
وقد قام الملك فاروق بزيارة للمدينة المنورة على سيارة الملك عبدالعزيز ومعه سائق الملك عبدالعزيز رحمه (عبدالكريم) وقد كان الملك فاروق مستغربا من وجود الكثير من اهل البادية وقد اصطفوا في العديد من الاودية والشعاب ينتظرون الموكب.
أهل البادية والعطايا
ليعطيهم الملك عبدالعزيز من اعطياته كالعادة ولكن الملك فاروق لم يتعود على ذلك وأحس ان الأمر غير طبيعي وطلب من السائق (عبدالكريم) ان يترك له القيادة فقاد السيارة بنفسه بسرعة كبيرة حتى وصل المسيجيد ويبعد عن المدينة المنورة تقريبا خمسين كيلومترا قال الملك فاروق للامير فيصل الذي كان في استقباله: هل الشجر تولد لديكم العديد من رجال البادية لانه استغرب عند اقترابه لاي جماعة منهم وقد صاحت اطفالهم ونساؤهم احتفاء به وهو لا يعلم! ويبون العطاء قال الامير فيصل رحمه الله: هم يعلمون بقدومك والكثير منهم يريدون العطايا فقال الملك فاروق انا ما قصرت اعطي كل ثلاثة اشخاص ريال قال الامير فيصل: انا وضعت (النقود) بالسيارة لعلمي بوجودهم.
وعدنا من المدينة المنورة ورجع الملك فاروق وعمل استعراض ثم اخذ الامير فيصل امير الحجاز آنذاك الهدايا للملك فاروق واعطاها اياه امام الملك عبدالعزيز ثم عملوا استعراض أكثر من رائع في وداع الملك فاروق عند الباخرة اختتمت بالعرضة التي كانت من قصيدة الملك فيصل يرحمهم الله:
الملك فاروق جانا هلا به
مرحبا به عد وبل السحاب
قصة معاناة
* في حياتك ماذا تذكر من قصص المعاناة؟
كل حياتنا معاناة وتعب ومن قصص المعاناة عندما كنا قادمين من الخرج بثنايا بلال والماء انتهى ولا يوجد ماء ونحن بالصيف وقال الملك عبدالعزيز الله يرحمه حنا تضايقنا واشوف الناس تعبوا من قلة الماء وابرقنا لابن سليمان نبي سيارات تشيلنا وقال لابد ان تأتي بأرزاق لكم وأمر الملك عبدالعزيز باقامة صلاة الاستغاثة وبعد الاستغاثة وفي الساعة الثامنة عربي والله يوم نشى السحاب وامطرت وبعد وقت إذا بالشعيب يضرب من الجال إلى الجال ولا يمكن أنسى قول الملك عبدالعزيز في وقته بعدما ارتوينا بالماء فقال لقد أخذتوا حاجتكم واتركوا غيركم يأخذ نصيبه فأهل البادية احق منكم فأنتم سوف تنزلون للديرة وتجدون كل خير.
موقع آخر
* وأين عملت ايضا بعد ذلك؟
عندما انتهيت من الخدمة مع الملك عبدالعزيز يرحمه الله كسائق ذهبت للعمل لدى الملك سعود رحمه الله فعملت في القراش وقد كنت اسوق بسيارة الامير مشعل بن سعود عندما كان صغيراً.
بعد ذلك تحولت اكد على سيارتي الخاصة بمشاوير وعملت بخفر السواحل عند واحد يقال له حسن أفندي وبخفر السواحل كان به مركز وكنا ندور بالليل بدورية ثم تركت العمل عاما كاملا ثم عملت بالظهران واشتغلت بشركة أرامكو حيث أنشأت مطار الظهران القديم وكان معي عبدالله الحمود الشويعر الله يرحمه.
ثم عدت للكد بالسيارة حتى طلبوني جماعتي على اني اكون عمدة واترك الكد بالسيارة وعملت بالعمودية ثماني وعشرين سنة وهكذا اصبحت خدمتي 43 أو 44 عاما.
غداء المربع!!
* وماذا عن قصة (عثمان الحميد)؟
قصة عثمان الحميد (وكيل الامير سلطان للشؤون العسكرية) سابقا حيث جاؤوني بالمربع وتغدوا عندي وكانوا ينوون الذهاب لعمان ولكن عثمان الحميد الحي الموجود قال يا أبو سليمان أنا وجدت لي وظيفة عندكم كاتب سرية قال فالح الحيص الذي كان معه وعرفه لي: وهل تتركنا يا عثمان قال عثمان الحميد وهو لا يعرفني جيدا سأطيع شور حمود القويعي وهكذا ذهب فالح الحيص ومكث عدة سنوات في عمان ثم عاد اما عثمان الحميد فنجح في عمله إلى ان وصل إلى ما وصل إليه.
قصة لندن والعراق!
* وما هي قصة لندن؟
عندما ذهبت لعلاج ابنتي في لندن وفي احد المساجد التي بناها سيدي سمو ولي العهد الامين على نفقته الخاصة بكيت حتى صفا رأسي وتذكرت ماكنا عليه وما اصبحنا عليه ولله الحمد.
* يقال انك كنت تذهب للعراق؟
نعم لقد كنت تاجرت بالسيارات ولكن واجهت صعوبات لا تعد ولا تحصى وكنت ومن معي نضع ارواحنا تحت هذه المغامرة حيث كنا نتسلل من الكويت للعراق بخفية وقد اشتريت سيارة وبعتها في المرة الاولى وكسبت مبالغ كبيرة ولكن في المرة الثانية كدت اخسر عمري وهدوا الحرس علينا الكلاب وعانينا كثيرا في سبيل الهرب وعدم تمكن رجال الامن في العراق من ان يمسكونا.
ولله الحمد فقد اصبحنا الآن بنعمة وخير وهذا بفضل الله العزيز الحكيم.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved