أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th June,2000العدد:10120الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

حمد الجاسر ,, ومخطوطة ديوان ابن المقرب 1-2
عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي
لقد تابعنا بكل شوق المقالات المتسلسلة التي كتبها أستاذنا الكبير العلامة الشيخ حمد الجاسر في جريدتكم الموقرة بدءا من العدد 10071 بتاريخ 20 محرم 1421ه وحتى العدد 10099 بتاريخ 19 صفر 1421ه.
وذلك حول مخطوطة ديوان شعر ابن المقرب الاحسائي التي تحتفظ بها المكتبة الرضوية في مدينة مشهد بالجمهورية الاسلامية الايرانية، ولأن أستاذنا الجاسر قد أشار الي شخصيا في مقالاته تلك، حيث ذكر اهدائي له البحث الذي كتبته حول وصف هذه النسخة النادرة بالفعل لهذا الديوان وما تحويه من فوائد هامة جدا لم تذكر في جميع نسخ الديوان المطبوعة، وكذلك البحث الذي ألحقته بهذا البحث حول النسخ المعروفة لهذا الديوان، والتي تحتفظ بها كثير من المكتبات المشهورة وغير المشهورة في العالم فضلا عن ذكر بعض المجاميع والمختارات الشعرية التي حوت شيئا من شعر ابن المقرب قل أو كثر وأيضا لذكره عزمي على إعادة طبع هذا الديوان.
عليه، وازاء كل ذلك لا يسعني الا ان أتقدم بجزيل الشكر لأستاذنا الشيخ حمد الجاسر على اهتمامه الكبير بذلك، وعلى افاداته التي لا غنى لنا عنها، وأود بهذه المناسبة ان أوضح بعض الامور ليتم بها اكتمال الفائدة، ويسرنا أن تكون الجزيرة وسط التبادل الثقافي المطلوب بيننا وبين أستاذنا الجاسر من جهة، ثم بيننا وبين قراء اللغة العربية ومحبي آدابها، وعلى الخصوص محبي هذا الشاعر الفذ سواء من الذين كتبوا عنه أم من العاشقين لشعره وما حواه من معلومات تاريخية نادرة حول هذا الجزء الشرقي من بلدنا الحبيب.
وانني لأود في الوقت نفسه أن أدعو أستاذنا الجاسر ألا يبخل علينا بتوجيهاته ونصائحه التي لا نستغني عنها، وكذلك تزويدنا بكل ما لديه من القطع المخطوطة التي أرسلها له الدكتور عبدالفتاح الحلو، وهي دعوة موجهة أيضا لكل مهتم بابن المقرب الاحسائي من باحثين وكتاب، ولا سيما الباحثان الكبيران الدكتور أحمد موسى الخطيب صاحب كتاب شعر علي بن مقرب الاحسائي ، والذي استفدنا من كتابه هذا كثيرا، وكذلك الباحث الدكتور صلاح نيازي صاحب الأطروحة الجميلة عن ابن المقرب وشعره، والتي كتبها باللغة الانجليزية.
وفيما يلي بعض الأمور التي يجب توضيحها:
أولا: بالنسبة لاعادة طبع هذا الديوان فأود التوضيح بأن هذا الأمر قد تم البدء فيه بالفعل، ويمكنني القول بأنه قد تم حتى الآن انجاز أكثر من نصف العمل في ذلك.
ثانيا: ان هذا العمل الجبار يشاركني في اخراجه وتحقيقه ونشره الأستاذان الفاضلان/ علي البيك وعبدالغني العرفات، وهما من خيرة الأساتذة المهتمين بهذا الأمر حيث اننا نعمل سويا بشكل دؤوب وجاد لاخراج هذا العمل بأفضل وجه ممكن.
ثالثا: لقد قمنا باتخاذ نسخة المكتبة الرضوية بالفعل النسخة الأصل لطبع الديوان ليس لانها أقدم نسخة وصلت الينا فقط نسخت عام 963 للهجرة وانما لاحتوائها على معلومات تاريخية وجغرافية تخص الجزء الشرقي من بلدنا الحبيب لا توجد في النسخ المطبوعة حتى الآن، وقد أشرنا الى ذلك في بحثنا الذي نشرته مجلة الوثيقة البحرينية في عددها رقم 35 لشهر يناير 1999م.
رابعا: يتوفر لدينا حاليا غير النسخة الرضوية نسخة مكتبة الشورى في طهران، وهي لا تقل أهمية عن النسخة الرضوية، كما اننا قد حصلنا على نسختين مخطوطتين تحتفظ بهما وزارة التراث القومي والثقافي بسلطنة عمان، وفي طريقنا للحصول على صورة من نسخة خزانة جامع الزيتونة بتونس ونسخة المتحف البريطاني التي كاتبنا حولها الدكتور صلاح نيازي المتواجد في بريطانيا، والذي سبق وأبدى في رسالة خاصة لنا استعداده بالمساعدة فله جزيل الشكر، كما اننا في طريقنا وسعينا الدائب للحصول على أكثر كم ممكن من النسخ المخطوطة والمتفرقة لهذا الديوان، ولاسيما في متاحف ومكتبات العراق واليمن وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا.
خامسا: نحب ان نسجل هنا أسفنا لعدم معرفة مصير النسخة التي كانت تحتفظ بها المكتبة الماجدية بمكة المكرمة، وهي النسخة التي استقى منها الشيخ حمد الجاسر المادة التاريخية القيمة التي ذيل بها على كتاب تحفة المستفيد بتاريخ الاحساء في القديم والجديد للشيخ محمد بن عبدالقادر، وقد قمت بزيارة الشيخ الجاسر عام 1419ه في بيته في حي الورود بالرياض فأخبرني انه قد قام بتصوير هذه النسخة بعد ان اطلع عليها عند مالكها الأستاذ صادق ماجد الكردي مدير البعثات العلمية السعودية في الاسكندرية، وان مصورة هذه النسخة التي صورها قد احترقت في جملة ما احترق من كتبه في بيته ببيروت، وان الأستاذ أحمد المانع هو الذي قد تولى مكان الشيخ الكردي في ادارة البعثات العلمية السعودية في الاسكندرية، وقد طلب مني الشيخ الجاسر ان أكتب له كتابا وانه هو الذي سيتكفل بإرساله الى الأستاذ أحمد المانع، وقد أخبرني في رسالة منه موجودة لدي انه قد فعل ذلك، وان الأستاذ المانع قد يبعث لي الجواب، غير انه حتى هذا الوقت لم يردني من الأستاذ المانع أي جواب، ونتمنى ان تصلنا عنها أخبار سريعة لدقة هذه النسخة واهميتها، ولو تسعفنا الأقدار بالحصول عليها ومقارنتها بالنسخة الرضوية التي لدينا فاننا سنضمن خروج الديوان بالشكل الذي كتبت عليه النسخة الأصلية الأولى بنسبة 90% على أقل تقدير.
سادسا: بالنسبة لما كتبه أستاذنا الجاسر حول النسخة الرضوية، فان لدينا بعض التعقيب نود توضيحه هنا:
1 قال الأستاذ الجاسر انني حاولت وصف اثنين وستين مصدرا لشعر ابن المقرب، والواقع انها خمسة وستون مصدرا، توزعت في شتى مكتبات العالم في الشرق والغرب مما يوضح مدى الجهد الكبير الذي يبذل للاطلاع على معظم هذه النسخ للخروج بأفضل نسخة من هذا الديوان لتقديمها للطبع.
2 بالنسبة لمصادر هذا الديوان التي أشار الأستاذ الجاسر الى انها لم تدرس، فهو صادق في ذلك حيث انه توجد في جمهورية ايران الاسلامية وحسب اطلاعنا ثلاث نسخ هي النسخة الرضوية هذه، ونسخة مكتبة الشورى، ونسخة محمد أمين خانجي التي فصل القول عنها الدكتور أحمد موسى الخطيب في كتابه الذي ذكرناه قبلا، وهذه النسخ لم يتناولها أحد بالدراسة، وكذلك نسختا وزارة التراث القومي والثقافة العمانية، ونسختان تحتفظ بهما مكتبة الجامع الغربي الشهيرة بصنعاء، وكذلك نسخة مكتبة فيض الله باستانبول التركية، ونسخة خزانة جامع الزيتونة بتونس، ونسخة مكتبة بطرسبرج بلنجراد الروسية، والنسخة التي تحتفظ بها مكتبة بريل بفرنسا، كما لا ننسى نسخة المكتبة الآصفية بحيدر أباد الهند، وبعض النسخ المخطوطة في العراق، والتي لم يتم دراستها حتى الآن، ولاشك ان الاطلاع عليها أو اقتناءها وهو ما نصبو اليه سيجعل من عملنا أكثر مصداقية واقترابا من النهج الصحيح لطبع هذا الديوان.
3 بالنسبة لما ذكره الأستاذ عن النسخة الرضوية، وقوله عنها انها في المكتبة الرضوية في طهران، فالصحيح ان المكتبة الرضوية توجد في مدينة مشهد وليس في طهران، كما ان ما سجله من وصف عام للمخطوطة اعتمادا على بطاقة التعريف التي كتبها المسؤولون في المكتبة الرضوية، فأحب ان أوضح ان هذه البيانات ليست دقيقة كل الدقة، فاسم الشاعر ليس كما كتب في هذه البطاقة وهو جمال الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن مقرب، بل هو جمال الدين أبو عبدالله علي بن مقرب كما كتب ذلك في مقدمة الديوان، وأما عن الوصف العام للمخطوطة فقد كتب في بحثنا الذي نشرته مجلة الوثيقة البحرينية كما ذكرنا منذ قليل، ولا بأس بنقل نصه هنا، وهو كالآتي:
الرقم التسلسلي: 4833
العنوان: شرح ديوان ابن مقرب عربي.
اسم المؤلف: جمال الدين أبو عبدالله محمد بن علي ابن مقرب الصحيح علي بن مقرب .
نوع الخط: نسخي جيد.
اسم الناسخ: محمد بن علي بن محمد الحساوي.
تاريخ النسخ: 3 ربيع الاول 963ه.
مكان النسخ: ؟؟؟
صاحب النسخة: ابراهيم بن حسن بن زهير.
عدد الأوراق: 628 ورقة من القطع الكبير.
مقاس الورق: 30 x 20 سم.
عدد الأسطر في الورقة الواحدة: 23سطرا.
عدد القصائد والقطع: 98 قصيدة وقطعة ومطلعا.
عدد الأبيات: 5104 أبيات.
بداية المخطوطة: الحمد لله المتفرد باستحقاق وجوب الوجود لذاته، المتوحد بأسمائه الحسنى وصفاته، الاول الذي أنشأ كل عدد معدود، الآخر الذي اليه معاد كل موجود.
نهاية المخطوط: والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين، فرغ من تسويد بياض؟ كذا الديوان ديوان الفاضل الكامل التقي النقي ابن مقرب تغمده الله بالرحمة على يد أقل عباد الله الفقير الحقير الراجي من الله أن يغفر له الوزر الكبير محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد بن علي بن داود النجار الحساوي محتده غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات آمين، وكان ذلك في تاريخ الثالث من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وستين وتسعماية لخزانة المؤدي الفرض والسنن الطايع لربه في السر والعلن آمنه الله في الوطن سبحان ذو كذا الفضل والمنن الفقير ابراهيم بن حسن بن زهير أيده الله بعنايته انه على كل شيء قدير انه غفور رحيم.
4 ذكر الأستاذ أيضا نقلا عن آخر المخطوطة الرضوية في ذكر معاهدة ملك قيس غياث الدين تاج شاه، ما يلي: وعسكر السمك لساحل بني وأم القران والصحيح انها عسكر الشهداء لساحل مني والمروزان حرفت الشهداء الى السمك، والرسم يحتمل ذلك جدا، وعسكر الشهداء ما زالت معروفة حتى اليوم في جزيرة أوال، وتقع على الساحل الشرقي للجزيرة جنوب النويدرات والمعامير، أما مَنِي فهي قرية معروفة حتى اليوم بنفس الاسم، وتقع الى الشرق من قرية سنابس الشهيرة في جزيرة البحرين وكذلك المروزان التي تقع غرب سنابس مباشرة وورد رسمها صحيحا في هذه المعاهدة فلا أعرف كيف قرأها أستاذنا أم القران ، وعلى أي حال فالمروزان وردت صحيحة أيضا في شعر ابن المقرب نفسه حيث قرنها بكرزكان ، وهي قرية تقع بين الجسرة والمالكية من قرى الساحل الغربي لجزيرة البحرين، فقال في القصيدة النونية التي مطلعها:


كم بالنهوض الى العلا تعداني
ناما فما لكما بذاك يدان

الى أن يقول:


وأمض شيء للقلوب قطائع
بالمروزان لهم وكرزكان

5 وأورد الأستاذ أيضا من ضمن الأسماء التي تضمنتها هذه المعاهدة من مقاسم تاروت الحباسي والصحيح انه الجساسي نسبة الى جساس العلم المشهور، والجساسي ما زال معروفا بنفس الاسم حتى اليوم في جزيرة تاروت، ويقع الى الشمال الغربي لقلعة تاروت الشهيرة بحوالي خمسمائة متر تقريبا، ولا استبعد ان يكون الجساسي منسوبا الى الأمير العيوني جساس بن علي بن عبدالله بن علي، وله قصة ذكرت في شرح القصيدة الميمية الشهيرة لابن المقرب.
6 وذكر الأستاذ أيضا عن نفس المعاهدة جملة فلم تزل عمال ملك قيس يقضون ذلك من البحرين والصحيح ان كلمة يقضون صحتها يقتضون.
7 يقول الأستاذ أيضا خلال عرضه لهذه المقدمة ان نقصا يعترض الجمل فيها ترك بياضا خاليا من الكتابة، ونضيف ان هذا النقص او الفراغ المتروك موجود في أكثر من نسخة للديوان مما اطلعنا عليه، مما يدل على أنه ربما يكون من النسخة الأم نفسها، والجدير بالذكر هنا ان هذا الملحق، والذي عنون بأول ملك القرامطة هو نفسه الذي أخذ عنه صاحب المخطوطة التيمورية المجهولة في ترجمته للعيونيين والتي نقلها أستاذنا الجاسر في الملحق الثالث الذي ألحقه بكتاب تحفة المستفيد بتاريخ الاحساء في القديم والجديد حيث إن صاحب التيمورية قد نقل من هذه القطعة حتى الفراغات البيضاء التي ذكرها الأستاذ هنا انظر الصفحة 250 من الطبعة الثانية للكتاب المذكور .
8 ذكر الأستاذ ان المخطوطة الرضوية تحوي 95 قصيدة وان مجموع أبياتها 5113 بيتا، والصحيح ان عدد قصائدها 98 قصيدة وقطعة ومطلعا، وان عدد أبياتها 5104 أبيات.
9 ومما ذكره أيضا ان الطبعة الهندية للديوان تحوي 4570 بيتا، وان النسخة الرضوية تزيد على نسخة الطبعة الهندية ب347 بيتا؟! وهو غريب حقا، فاذا كان الأستاذ ذكر كما سبق ان عدد أبيات الرضوية لديه هو 5113 فبالتالي فان الفرق بينهما هو 5113 4570 = 543 بيتا لصالح النسخة الرضوية وليس 347 بيتا كما ذكر الأستاذ.
ومن جهة اخرى فان الدكتور عبدالفتاح الحلو ذكر في مقدمة طبعته للديوان الذي حققه وطبعه في مصر ان عدد أبيات الطبعة الهندية هو 4764 بيتا را, الصفحة 14 من مقدمة الطبعة الثانية فيكون الفرق بين النسختين حسب روايته هو 5113 4764 = 349 بيتا وهو أقرب للصحة، وعلى ذلك فان نقصان 349 بيتا من نسخة الطبعة الهندية لا يجعلها في صف المقارنة مع النسخة الرضوية التي تفوقها أبياتا وشرحا وضبطا واستيعابا.
10 ان ما سطره الأستاذ الكريم من مقدمة وخاتمة الطبعة الهندية فان لنا عليه مآخذ كثيرة سوف نرجىء البحث عنها الى خروج طبعتنا من الديوان، وفيه سوف نشرح كل ذلك مع ذكر هذه المآخذ على هذه الطبعة رغم انها في نظرنا أقرب الطبعات شكلا لا مضمونا الى النسخ المخطوطة لهذا الديوان.
11 ما ذكره الاستاذ من ان للديوان نسخا مخطوطة كثيرة وانني قد حاولت استقصاء ذكرها فعددت منها اثنتين وخمسين نسخة بين ديوان كامل ومختارات شعرية، فهذا صحيح، ولكن الذي استقصيته منها هو 65 مصدرا ذكرت النسخة الأولى للبحث المنشور دون ترتيب، ثم أجريت لها ترتيبا آخر بحسب البلدان التي تحتضنها، ورتبت هذه البلدان على حروف المعجم، وهذه البلدان هي: اسبانيا، ألمانيا، ايران، ايطاليا، بريطانيا، تركيا، تونس، روسيا، السعودية، سوريا، العراق، عمان، الفاتيكان، فرنسا، مصر، الهند، اليمن , وهو ما يدل على مدى انتشار نسخ هذا الديوان ومدى العناية التي لقيها، وتتفاوت قيمة هذه النسخ حيث إن بعضها مشروح كما هو، والبعض الآخر قد جرد من شروحه.
12 بالنسبة لما ذكره الأستاذ حول طبعة الحلو، وانها أجود الطبعات وأوفاها فنحن نتفق معه في انها الأوفى حيث إنها تضم حتى الآن أكثر شعر ابن المقرب لاشك في ذلك، وجهود الدكتور كانت واضحة في هذا المجال، غير اننا لا نتفق مع الأستاذ الجاسر في كون هذه الطبعة هي الأجود فصفة الجودة تفوز بها حسب وجهة نظرنا الطبعة الهندية لأنها التزمت الشكل الهيكلي لما كانت عليه المخطوطة وهو ذكر بيت من الشعر أو أكثر ثم ذكر شرح هذه الأبيات أسفل منها، وبالتالي حافظت هذه الطبعة على شكل المخطوط الأصلي وهيكليته، وطبعته كما كان عليه اللهم الا نقله من خط اليد الى خط الآلة، وكذلك النقص الحاصل في عدد أبياتها وشرحها، وأما ما فعله الدكتور الحلو هنا فانه قد قام بتجريد الأبيات من شروحها فجعل أبيات القصيدة متصلة، ثم قام هو بالتعليق عليها في الهامش، والذي قد يذكر فيه بعض ما ذكرته الطبعة الهندية من شرح مع ذكره لتعدد القراءات لبعض الأبيات، ثم اعتمد على قواميس اللغة والبلدان في توضيح ما أشكل عليه من المخطوط، وهو عمل أوقعه في كثير من الاخطاء، ويكفينا هنا ان نقف عند قوله الخطير عن الطبعة الهندية فهو قول يدل على منهج البحث الذي التزمه والذي نرى انه أضر بالمخطوطة حيث قال في مقدمة طبعته عن الطبعة الهندية را, الصفحة 12 من الطبعة الثانية : إلا ان الشارح يعني شارح الديوان في بعض الأحيان يسجل أوهاما لا يقبلها عقل، ولا يقرها منطق انتهى نصا، وليته بين لنا بعض هذه المواطن التي سجل فيها الشارح أوهاما لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق، والتي أقدم على حذفها متذرعا بهذه الحجة، ثم ان مهمة الناشر للمخطوطات ان ينشرها بأمانة كما هي وعلى علاتها، وألا يجيز لنفسه التصرف في المخطوط بحذف ما لا يعجبه فيه وتمرير ما يعجبه للقارىء فنحن نعلم ان هذا ليس من الأكاديمية في شيء هذا بالاضافة الى كثير من الأمورالتي سجلناها على طبعة الدكتور الحلو نرجىء الحديث عنها الى صدور طبعتنا.
13 ان ما سجل عن الأستاذ في بحثه قوله أيضا ان طبعة الدكتور عبدالفتاح الحلو قد صدرت عن شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة 1383ه, فالصحيح انها سنة 1382 للهجرة وليس 1383 كما ذكر، كما نستغرب ذكره لسنة ولادة ابن المقرب انها عام 582ه ناسبا هذا التاريخ الى الدكتور الحلو، والصحيح ان الدكتور الحلو قد ذكر عام ولادته كما هو في مقدمة طبعته على انه 572 للهجرة، وهو الصحيح، أما وفاة الشاعر فليس هناك قول ثابت في ذلك، وهو امر سنرجىء أيضا البحث فيه الى صدور طبعتنا من الديوان، وأما قول الأستاذ عن طبعة الحلو ان عدد أبياتها بلغ خمسة آلاف ومائة وثمانين بيتا أي بزيادة تقرب من مائة وأربعين بيتا على ما في المخطوطة الرضوية، فهو غريب فاذا كان عدد أبيات طبعة الحلو هو 5180 بيتا حسب قول الأستاذ، وهو الذي ذكر أيضا ان عدد أبيات الرضوية هو 5113 بيتا كما تقدم فان الفرق بين أبيات المخطوطتين حسب عد الأستاذ لهما هو 5180 5113 = 67 بيتا فقط لصالح طبعة الحلو على اننا قد بينا ان عدد أبيات المخطوطة الرضوية هو 5104 أبيات وهنا نضيف ان عدد أبيات طبعة الحلو هو 5261 بيتا كما ذكر هو بنفسه في مقدمته وليس كما ذكر الأستاذ عنه، وبالتالي فان الفرق الحقيقي بينهما هو 157 لصالح طبعة الحلو.
14 بالنسبة لقول الأستاذ عن تقديم الدكتور عبدالفتاح الحلو قطعة له من أحد شروح ديوان ابن المقرب فيها معلومات عن امارة بني الزجاج لم يرها فيما اطلع عليه من نسخ الديوان المعروفة، فأحب ان أوضح ان هذه القطعة المشروحة هي من احدى المكتبات الروسية، وقد حصل عليها الدكتور الحلو بعد طبعه للديوان الذي حققه، وهو ما أخبرني به أستاذنا الجاسر شخصيا في رسالة أرسلها الي تحمل الرقم 84 وتاريخ 2/2/1419ه، وأما قوله انه لم يطلع على هذه الأخبار في النسخ التي شاهدها لديوان ابن المقرب فأعتقد الآن انه قد رآها في النسخة الرضوية التي أصبحت لديه الآن باستثناء خطاب أبي البهلول، على انه يجب التوضيح ان موضع هذه الأخبار هو في شرح القصيدة الميمية الشهيرة التي مطلعها:


قم فاشدد العيس للترحال معتزما
وارم الفجاج بها فالخطب قد فقما

وليس كما ذكر الأستاذ انها في شرح القصيدة التي مطلعها:


قم فاسقنيها قبل صوت الحمام
كرمية تجمع شمل الكرام

فهذه القصيدة قالها في مدح الوالي العباسي باتكين الذي كان واليا على البصرة من قبل الخليفة الناصر العباسي، وهي خالية من الشروح التاريخية، بعكس الاولى التي قالها في الفخر بأسرته وأهل بيته وهي أطول قصائده أبياتا وشروحا 150 بيتا .
15 لدى سرده لخبر ملك أبي البهلول لجزيرة أوال ذكر في الخبر اسم عين بوزيدان ، وقد علق الأستاذ الجاسر على ذلك بقوله في الحواشي: بوزيدان: موضع لا يزال معروفا الآن في جزيرة أوال ، ولا أعرف السبب الذي جعل أستاذنا يطلق هذا الاسم على موضع في جزيرة أوال وقد ورد في الخبر التصريح بأنه عين ماء، وهي بالفعل عين ماء قديمة في محلة الخميس من جزيرة أوال لا زالت تعرف حتى اليوم بهذا الاسم، وتقع بالقرب من مسجد الخميس الشهير في هذه الجزيرة، والذي لا استبعد ان يكون هو المسجد الجامع الذي بناه أبو البهلول كما ذكر في الخبر، والذي جدده وأضاف عليه فيما بعد الحاكم العيوني القوي أبو سنان محمد بن الفضل بن عبدالله كما في حجر منقوش يعود الى تلك الحقبة عثر عليه في المسجد، ويحتفظ به الآن متحف البحرين الوطني.
16 وأثناء سرده لكتاب أبي البهلول الى ديوان الخلافة سجل في هذا الكتاب قوله: مع الفئة الهجرية والفتنة القطرية من آل عبدالقيس والصحيح انها الفتية القطرية.
17 وقد ورد في نفس الكتاب أيضا ذكر الرمادة وانها موضع من جانب الأحساء، وهي المكان الذي أحرق فيه أبو سعيد الجنابي مؤسس دولة القرامطة جمعا من عبدالقيس، فعلق الأستاذ بقوله ان الرمادة في نواحي القطيف، وهو غير صحيح فالرمادة في الاحساء كما هو واضح من النص، ثم ان الكاتب يتحدث عما فعله أبو سعيد بجماعة من أهل هجر أبوا ان يستسلموا له فحرقهم في هذا المكان بعد ان فتح هجر واستولى على الاحساء كلها.
18 وفي الحلقة الرابعة من تعليقات الأستاذ ذكر موضعا في القطيف أسماه العياشية وقال عنها انها قد تكون منسوبة الى آل العياش المذكورين في الخبر، وكلامه صحيح باستثناء ان الموضع اسمه العياشي وليس العياشية ، وهو موضع نخل كبير يقع بين قريتي عنك والشويكة من قرى القطيف، وكان في السابق يطل على البحر من الشرق، ويعتبر من أجمل وأفضل بساتين النخيل في واحة القطيف، ويقع في منطقة نخل ينسب الكثير من بساتينها الى أسماء أشخاص حكموا المنطقة في السابق من آل عياش والعيونيين ومن جاء بعدهم كالعياشي نسبة الى عياش ، والشبيبي نسبة الى شبيب ، والمسعودية نسبة الى مسعود والجعيلي نسبة الى جعيل وهؤلاء كما يبدو من الأمراء الذين حكموا المنطقة وذكروا في التاريخ، وتفصيل ذلك في محله.
19 بعد ذكره للخبر الطويل عن ملك عبدالله بن علي البلاد وهلاك عامر ربيعة نقلا عن المخطوطة الرضوية في الحلقة الرابعة من بحثه برر الأستاذ نقله لهذا الخبر الطويل بعلة ان تكون المخطوطة الرضوية قد انفردت بنقله، فان كان يقصد انها انفردت بنقله على هذا التفصيل فهو صحيح، أما اذا كان الأستاذ يقصد مجرد النقل فان هذا النص قد أورده ابن لعبون في تاريخه ونقله عنه ابن عبدالقادر في تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد الذي طبع باشراف الأستاذ، كما نقل هذا الخبر أيضا ابن الجوزي في تاريخه مرآة الزمان في حوادث سنة 469ه نقلاً عن تاريخ غرس النعمة محمد بن هلال الصابئ، وعن مرآة الجنان نقل الدكتور سهيل زكار هذا الخبر في كتابه الجامع في أخبار القرامطة في الجزء الاول في حاشية الصفحة 247 منه، واذا كان ابن لعبون قد نقل الخبر عن نفس المصدر أي شرح الديوان المقربي فان غرس النعمة قد نقله من مصادر ديوان الخلافة ببغداد وبالتالي فقد انفرد بذكر بعض الفوائد الجديدة التي لا يخلو بعضها من تحريف في أسماء الاعلام حيث حرف اسم يحيى بن العياش الجذمي الى يحيى بن العباس الخفاجي، وكذلك اسم عبدالله بن علي العيوني الى الغنوي وجعله من بني أبي البهلول المتغلب على جزيرة أوال!!
20 ورد أثناء الحديث عن حرب كجكينا للقطيف وحاكمها يحيى بن العياش وعلى لسانه قوله: ان الذي استنفر مع هذا الغلام، وكلمة استنفر صحتها استقر كما هو واضح من السياق، كما ورد في نفس السياق كلمة البَرِيِّة هكذا ضبطت بالشكل، والصحيح انها البَرِّية أي البر.
21 وفي ذكره لحرب جزيرة أوال وقتل العكروت أحد أهلها اورد الأستاذ الخبر ونقله بما فيه من خطأ نحوي، وذلك في قوله: حتى قتل الأمير فضلٌ رجلا كان يقال له العكروت وكان الأولى ان يصحح أستاذنا ذلك ليكون هكذا: حتى قتل الأمير فضلٌ رجلا كان يقال له العكروت والتزام النقل الحرفي لما في المخطوطة مطلوب ما لم يكن به خطأ نحوي كما هو الحاصل هنا فيجب حينها تصحيحه حتى وان خالف النص المخطوط فهو قد يكون من خطأ الناسخ وليس بالضرورة ان يكون من خطأ الشارح، وقد أصلح الأستاذ اسم العباس الوارد في هذه الأخبار من المخطوطة كثيرا الى العياش ، وهو وان كان صحيحا الا انه كان من الأولى الابقاء عليه كما ورد في المخطوطة المعتمدة ثم الاشارة الى ذلك وتصحيحه في الحاشية كما فعل قبلا وهو الصحيح.
تلك كانت بعض الملاحظات التي أحببت توضيحها، وأرجو ان يتقبلها أستاذنا بصدر رحب كما عودنا على ذلك دائما، فما غايتنا جميعا الا واحدة، وهو الوصول الى الهدف المنشود من وراء نشر هذه الوثيقة الهامة.
وأخيرا نشكر الجزيرة على اتاحة نشر هذه التوضيحات كما نناشد كل من لديه معلومات عن ديوان ابن المقرب المخطوط أو أخبار مفيدة لنا في سبيل اعادة طبعه بألا يبخل علينا بها، وان يتلطف بمراسلتنا على العنوان المدون أدناه شاكرين للجميع حسن تعاونهم لما فيه رفعة العلم والمعرفة.
عبدالخالق الجنبي
ص,ب 324 القطيف 31911

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved