أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th June,2000العدد:10121الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

المعنى
اللون
محمد العثيم
الذين لا يقبلون الناس كما هم ولا تتسع صدورهم لمخلوقات الله الأخرى بتصرفاتها وحركتها في العام من الكون لا يعرفون أن الناس الذين يجاملونهم بالقبول لا يوافقونهم رأياً بالضرورة ولكنهم يقبلونهم كما هم بصفتهم شيئاً من النسق العام.
لم أستوعب بنفسي هذا المعنى من القبول والرفض ومن الحب والكره في مدخلها الفلسفي إلا عندما قربت المسألة وأيقنت أن الله لم يخلق الفراشات والزهور فقط، بل خلق إلى جانبها العقارب والأعواد الشائكة وكثيراً من الهوام التي لا نرى نفعها في الكون العام.
المسألة تعتمد على ما شرح الله به صدرك (سعة صدرك) لفهم إرادة الخالق في عباده وعدم الافتراض مسبقاً أنك زهرة أو شجرة نافعة بينما الآخرون حجراً وعوسجاً وزيادة في عدد الأفراد لا معنى له.
وإذا ما ابتعدنا عن ذلك قليلاً فسنجد من الغرابة من يفرق باللون والجنس والمرجع وادعاء الحق والوصاية بين أناس عاديين ويجعل قبولهم عن عدمه بناء على مقاييس الأنوف والقامات طولاً وعرضاً.
هذه القضايا كلها من النسق العام أوجدها الخالق لبدع ديناميكية الكون لكنها ليست للوقوف في صف دون آخر، ومع اتجاه دون آخر خصوصاً في عالم التفكير حيث علينا السماع وليس بالضرورة القبول والمناقشة وليس بالضرورة تغيير المواقف.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved