أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th June,2000العدد:10121الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,ربيع الاول 1421

المجتمـع

مع تزايد موسم الأفراح,, التكافل الاجتماعي يميز المجتمع السعودي
الحفالة أو الرفد أو هدية الزواج عادة يدعمها الدين ويحرص عليها المجتمع
المدينة المنورة مروان عمر قصاص
التكافل الاجتماعي مبدأ من المبادئ الجيدة في المجتمعات وهو ولله الحمد إحدى المميزات البارزة في المجتمع السعودي بفضل تمسكه بمبادئ الدين الإسلامي التي تحبذ كافة أساليب التكافل وتحث عليها، كما أن حكومتنا الرشيدة تدعم هذا المبدأ وتشجع العمل به, وللتكافل الاجتماعي وجوه عدة وسوف نتطرق في هذا الموضوع إلى جانب من جوانب التكافل وهو هدية الزواج أو ما يسمى القود أو الرفد، وأعني به ما يقدمه الأقارب والأصدقاء والجيران للعريس أو للعروس أو لأسرتيهما وخصوصا نحن نعيش موسما من مواسم حفلات الزواج في كافة مناطق المملكة .
ما اذا يقول الناس عن هدية الزواج؟ هل هي عادة محببة؟ هل تسبب إحراجاً؟ أو أنها تحل قصورا وتعزز العلاقات بين الأقارب والأصدقاء والجيران، ثم هل تكون الهدية عينية أم مادية، هل هي رمزية أو لا بد أن تكون ثمينة وغير ذلك من القضايا المتعلقة بهدية الزواج وكيف يراها المواطنون.
عادة جميلة يدعمها الدين
يقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة المدينة المنورة إن الدين الإسلامي الحنيف ركز على المبادئ والأعمال التي تعزز الترابط الاجتماعي وترسخ العلاقات الإنسانية وحث عليها وأقر الأجر والثواب لفاعليها ونحن في هذه البلاد نحمد الله على أن ميزنا بمجتمع مترابط ومتكاتف بفضل تمسكنا والتزامنا بمبادئ الدين الإسلامي كما أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تدعم كافة الأعمال التي تعزز الترابط الاجتماعي وهو ما ساهم في الرقي بالعمل الخيري وإقبال أهل الخير على اداء أعمال خيرية كبيرة بوسائلهم الخاصة أو من خلال انتشار الجمعيات الخيرية التي تدعمها الدولة، وأضاف المويلحي قائلاً ان هدية الزواج عادة جميلة وقديمة يحرص عليها المواطنون لما فيها من عمل خيري ومساعدة جيدة وكذا أثرها في مضاعفة الترابط الاجتماعي وتعميق العلاقات بين افراد المجتمع وهي جزء من التكافل الاجتماعي يقوم به الناس طواعية وكواجب اجتماعي أو كرد لواجب سابق وليس هناك حدود لهدية الزواج كل يقدم ما يقدر عليه لمساعدة الشباب على الزواج ومشاركتهم في تحمل أعباء وتكاليف الزواج من تأثيث المنزل وإقامة حفل الزواج وما يصاحبه من بذخ ندعو الله أن يبصرنا في الحد منه، وأكد المويلحي على أهمية تواصل المجتمع من خلال هذه العادة الحميدة متمنيا التوفيق لجميع العرسان والعرائس وأسرهم الذي يحتفلون بزفافهم وأسأل الله أن يتم أفراح المسلمين ويوحد صفوفهم في كل الظروف.
نحرص عليها
ويقول الأستاذ غازي بن حمود العوفي مدير المركز الإعلامي بالمدينة المنورة أعتقد أن القود أو هدية الزواج أصبحت لدى عدد كبير من الأسر والعوائل من أوجب الواجبات لدورها في إتمام العديد من مناسبات الزواج خاصة في هذا الزمن حيث ان تكاليف الزواج تشكل عبئا كبيرا على كواهل الشباب وأسرهم ولا بد من دعم الشباب لإتمام نصف الدين، وقال ان العديد من الأسر تتفق فيما بينها على جمع قدر من المال وتقديمه لأسرة العريس وتتباين قيمة المبالغ التي يدفعها الأقارب اولاً حسب صلة القرابة وحسب قدرة الشخص فمثلا اخوة العريس أو العروس يدفعون جزءاً أكبر من غيرهم من الأقارب والأصدقاء وهذه عادة جيدة نحرص عليها دائما بل إن بعض الأسر تتولى إنشاء صندوق دائم يشرف عليه أحد الراشدين من الاسرة يتولى تقديم العون للمتزوجين وتتم تغذية هذا الصندوق من الأقارب كتبرعات شهرية ملزمة وهذا الصندوق يتيح للجميع إمكانية المساعدة على الدوام بعيدا عن الاحراج وعدم وجود المال الكافي لدى البعض عند إقامة المناسبات السعيدة ودعا العوفي إلى استمرارية العمل وفق هذا الأسلوب الذي يعزز التكافل الاجتماعي في مجتمعنا السعودي,
تعاون الموظفين إيجابي
من جانبه قال الموظف عيسى القائدي من منسوبي وزارة الاعلام بالمدينة المنورة بداية أود أن أشكر للجزيرة طرحها المستمر للموضوعات الاجتماعية المناسبة التي تفعل المجتمع وتعزز العادات الجميلة كعادة هدية الزواج أو ما نسميه القود, ومن الأشياء الجميلة في المجتمع السعودي تكثيف الاهتمام بالتكافل الاجتماعي الذي يدعمه الدين والعرف، ويعجبني كثيرا حرص الموظفين في العديد من الإدارات الحكومية على مساعدة بعضهم البعض في مناسبات الزواج وان كان هذا التعاون قد شابه بعض التدني إلا أنه مازال موجودا كما أن مديري الأجهزة الحكومية يحرصون على حث منسوبيهم على التعاون ونجد الموظفين يقومون بجمع تبرعات متفاوتة وفق مقدرة كل واحد وتقديمها مجتمعة للموظف الذي لديه زواج لأحد أبنائه مرفقة ببيان بأسماء زملائه المتبرعين حتى يكون على علم بمن ساهم معه ليتمكن من رد الواجب في المستقبل.
نوعية الهدايا
وتحدث الأستاذ محمد القاضي مدرس بالمدينة المنورة عن الموضوع منوها باستمرارية حرص المواطنين على التهادي في مناسبات الزواج لمساعدة الشباب على دخول الدنيا الجديدة بحيوية بعيداً عن هموم التكاليف والديون التي تثقل كاهل العريس وتؤثر على حياته المستقبلية .
وقال ان القود أو الرفد الذي يقدمه الأقارب والأصدقاء متنوع فنجد مَن يقدم عدداً من رؤوس الماشية لذبحها ليلة العرس، ومن يقدم هدية عينية للمنزل مثل أدوات كهربائية أو قطع أثاث وغير ذلك، ومَن يقدم مبلغاً من المال، ومَن يتحمل تكاليف قاعة الاحتفال أو تكاليف الحفلة وهكذا ويقول ان هذه الأشياء مفيدة للعريس ولأسرته حيث انها تخفف بعض التكاليف وأحيانا تكون عبئا على العريس مثل تقديم أعداد كبيرة من الماشية مما يضطره إلى بيعها بأسعار متدنية بعد أخذ حاجته منها في العرس، ويحبذ القاضي تقديم المال في هذه المناسبات حسب المقدرة حتى يتمكن العريس وأسرته من التصرف بمعرفتهم وسد احتياجاتهم المالية ومواجهة مصاريف الزواج.
الرفد يحرجنا أحياناً
ويقول أحد المواطنين ان عادة القود أو الرفد التي تميز علاقات المجتمع السعودي ليس فقط بالمناسبات السعيدة بل حتى في أوقات الشدة كالوفاة مثلا، حيث يقوم الجيران بتقديم وجبات الغداء والعشاء لأهل المتوفى والمعزين ورغم إيماني بأهمية هذه العادات ومساهمتها في تخفيف العبء عن كاهل الأسر في وقت يضطرون فيه إلى تحمل تكاليف مالية كبيرة إلا أن الرفد أحيانا يسبب لبعض الناس إحراجا خاصة في مواسم الأفراح في الصيف والأعياد، حيث تقام العديد من المناسبات في فترة واحدة ويكون لكل صاحب مناسبة واجب سابق وعندها يجد الشخص نفسه غير قادر على رد مواجيب الجميع لعدم قدرته المادية على ذلك وهو ما سبب إحراجا,
ويؤكد أن إنشاء صندوق لهذه العادات عند الأسر الكبيرة كفيل بمعالجة قصور البعض في مواسم الأفراح حتى تستمر هذه العادات الجميلة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved