أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th June,2000العدد:10121الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,ربيع الاول 1421

محليــات

رأي الجزيرة
معاهدة العهد الجديد بين المملكة واليمن
مساء أمس الأول حققت المملكة وشقيقتها الجمهورية اليمنية نصراً سياسياً ودبلوماسياً ترامت أصداؤه في أرجاء المنطقة والعالم عندما تحاكمتا إلى إرثهما التاريخي من العلاقات الخصوصية بكل أبعادها الانسانية والحضارية، الرسمية منها والشعبية، واعتمدتا منطق الحوار لغةً للتعامل مع مشكلة الحدود البرية والبحرية بينهما ثم حكّمتا العقل وشحذتا ارادتهما السياسية الحرة لترجمة رغبتهما الصادقة في التوصل الى اتفاق يحل تلك المشكلة ويمحو كل أثر سلبي لها من واقع علاقاتهما كدولتين جارتين شقيقتين لشعبين شقيقين تربطهما وشائج الدم والدين واللغة والمصالح المشتركة لهما.
ولقد جاء توقيع معاهدة العهد الجديد للعلاقات الثنائية خلال محادثات لم تستغرق سوى 48 ساعة، جاء تعبيراً عن خلوص النيّات وصحة العزائم، وصدق الارادة، لدى القيادتين الرشيدتين اللتين يقود جانب المملكة فيهما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله فيما يقود الجانب اليمني الرئيس علي عبدالله صالح وأركان القيادة في سلطته الحاكمة.
وقدم الانتصار الكبير على تراكمات سنوات طويلة من الأخذ والرد في المباحثات حول مشكلة الحدود بما كان ينعكس توتراً في العلاقات حيناً، وحيناً آخر ينعكس فتوراً يصل درجة البرود، نقول: قدم الانتصار الذي يجسده التوقيع على معاهدة العهد الجديد للعلاقات، أنصع برهان للعالم، ولجميع الدول شقيقةً أو صديقةً، التي تعاني مشكلات حدودية مماثلة على أن منطق الحوار هو أصلح لغة حضارية يمكن بها الوصول إلى الحل السلمي وتحقيق الهدف المشترك الذي يصون لكل ذي حق حقه، ويحمي العلاقات الثنائية وحتى الجماعية من أن تمسها تداعيات سلبية، ويوصد الأبواب أمام أولئك الذين ليس لديهم سوى بضاعة الفتن يتّجرون بها لتخريب ما بين الأشقاء والأصدقاء من المودة والصفاء والتفاهم والوفاق والتعاون على كل ما فيه خير ومصلحة للجميع.
وإذا كان هناك مَن ظل يراهن على أن الخلافات التي كانت تنشب في وجهات نظر المملكة واليمن عند مناقشة مشكلات الحدود بهدف معالجتها، بأنها الخلافات أقوى من أن تسوّيها جهود القيادتين، فقد خاب أمله وطاش سهمه.
ويبقى الصدق متوهجاً في كل حرف من كلمات سابقة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله قال فيها: إن جميع الخلافات العربية / العربية هامشية، لا ولم تمس جوهر الروابط الأخوية الأزلية بين حكام الأمة العربية، فقط ينبغي التخلي عن الرغبات الخاصة والحزازات الشخصية للوصول إلى الحلول المطلوبة .
وما تخلى حاكمان عربيان عن رغباتهما الخاصة وحزازاتهما الشخصية الا وحققا ما يصبوان وتصبو إليه معهما شعوبهما من الوفاق والتفاهم والاتفاق على ما فيه مصلحتهما المشتركة وخير شعبيهما.
وأخيراً، نرى أن الروح والارادة اللتين توصلت بهما قيادتنا وقيادة اليمن الرشيدتان إلى معاهدة العهد الجديد في العلاقات الثنائية يمكن أن تكون قاعدة ومنطلقاً لكل جهد عربي لمعالجة المشكلات المماثلة، وغيرها من المشكلات السياسية الاقتصادية والأمنية والعسكرية تعزيزاً لوحدة كيان الأمة العربية، وتأهيلها بهذه الوحدة لقبول تحديات الأعداء ومستجدات الحياة في القرن الجديد.
(الجزيرة)

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved