أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانية الطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th June,2000 العدد:10121 الطبعةالاولـي الاربعاء 12 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

ياحمدين ,, إذا لم تستطع شيئاً فدعه
قرأت في الجزيرة 26/2/1421ه ما كتبه الأخ حمدين الشحات عما نشرته الجزيرة لي أعتب عليها أَن وضعت لأحد مقالاتي عنواناً لم يعجبني.
وقد جعل المذكور لكلمته عنوانين أحدهما: أسفي من الباء التي سقطت من العنوان والآخر وهو بخط غليظ جداً بعض ألفاظ تعقيبك أراني منها في حيرة .
وقبل أن أجيبك أستاذنا عما رأيته مآخذ، أبدأ بأسفك على الباء التي قلت إنها طاحت من عنواني ، فأُبين ما تُباهِي به مدعياً أني غلطت فيه، وهو قلمي لم يجر هذه العبارة أخبرك أنه (لم يكن من صنعي أصلاً) ولم أَخطَّ منه حرفاً عَلى أنه عنوان بل هو من فعل الجريدة اجتهاداً، وأخذاً من قولي في الصلب: إِن قلمي لم يَجرِ بهذه العبارة بإثبات الباء، وعلى هذا فليس لي يا حمدين يد فيما نسبته إلي بلا تَثَبُّت.
وأما عنوانك أنت الذي يُبدِي حيرتك من بعض ألفاظ تعقيبي فتعالَ ترى أن ما حيرك ليس إلا عن جهالة منك بقواعد العربية وسوء فهم للكلام.
1 عن قولي: ثم أُتبِع هذا بمسيئلة لطيفة عقّبت عليّ بقولك: وأعتقد أن الهمزة كان يلزم كتابتها على الألف كونها مفتوحة وما قبلها ساكن والفتحة أقوى من السكون .
نعم,, كذا قلتَ، وهكذا تُعلِّمنا كيف نقول,, والجواب: أني لم أضبط كلمة (مسيئلة) بالشكل لأنها واضحة للقارئ، ومن سُنّتي ألا أشكّل اللفظ لمجرد (النقش والزُّخرف) وإنما لدفع توهمِ معنى آخَرَ، وأما قولك (مسيئَلَة) بفتح الهمزة فأنت الذي شكلتها بيدك على ما تريد لا على مقتضى القاعدة العلمية، مما يبدو منه انك أسأت فهماً فأسأت حكماً إِذ ظننت أن (مسألة) تُصَغَّر على (مسيأَلة) جهلاً بالصرف وبالإملاء (معاً) ولم تَدرِ أن الهمزة حقّها أن تكتب على كرسي (مكسورةً لا مفتوحة)، وأنه لا نظر حينئذ إلى سكون ولا إلى غيره لأن الكسرة (أقوى الحركات),, أما أنا فلا شأن لي بعلمك ولا بسوء فهمك حيث أفسدتَ الكلمة بهذا التشكيلِ العليل ثم انبريت تشرح قاعدة في الإملاء قد يدركها (حتى صبيةُ المتوسطة) فأنت الذي ابتليتني بغلط من نَتَاج قريحتك أَضفته إليَّ وطفقت تلومني عليه، فصرت في هذا كذاك الذي زَنَّاه فحَدَّه !!,.
بل الذي يؤسفني حقاً أَنك أنت الذي عَثَرَ في هفوة باللغة في معرض ما زعمته ملحوظة هنا حيث قلت يلزم كتابتها على ألف كونها مفتوحة فأسقطت حرف الجر الذي يجب ان يسبق المصدر (كونها) وهو لام التعليل فيقال (لكونها) أو الباء السببية فيقال (بكونها) فشايعت العامة فيما يَقبُح ويشيع من أخطائهم في اللغة.
2 أما جمعي (عنوان) على (عنوانات) وإنكارك هذا، فهاتِ ولو دليلاً واحداً يمنع هذا الجمعَ وأَن أهل اللغة قَصَروه على التكسير دون جمع السلامة ،أما تحكيمك العادةَ وما تسيغه أذنك ف (ليس بشيء) في مقام التدليل والبرهنة، وأين موضعُ حجتك هذه من كتب الأصول التي قَعَّدت لما لا يجوز بقولها: شاذ أو غير مسموع أو مخالف للقياس، ولم يجعلوا للعادة أو للأذن نصيبا في هذا,, وعليك ان تذكر واحداً ممن يُعتَدُّ بقولهم أبطلَ صيغة الجمع الواردة في مقالتي وحصرها في جمع التكسير,.
3 أما قولي لرئيس التحرير إني اختصرت لينتج الواحد الصحيح وهو كلمة الشكر فتقول أنت عنه: ليس كل اختصار ينتج ذلك وأنا أقول هذا معك، فهو من البدهيات المعلومة ولم أقل: إن (كل ) اختصار ينتج واحداً صحيحاً، إذ ليس مرادي هو الكسرَ ولا العددَ الكسريَّ بل الواضح من السياق أني أريد تسجيل شكري بالاختصار المغني عن التطويل والتفصيل فأقدم إلى الأستاذ خالدٍ شكراً وحمداً يساويان اهتمامه بما أكتب.
4 يسألني الأخ هل الصواب (استقل أم استقلل) حيث قلت أستقل ما أحفظه وجوابي ان كلا اللفظين (جائز مسموع) ولا مرجح لاحدهما علىالآخر فقد جاء الادغام في سورة المائدة من يَرتَدَّ منكم عن دينه وفي الحشر ومن يشاقِّ الله وجاء فكُّه في البقرة ومن يرتَدِد وفي الأنفال ومن يشاقِقِ الله فالإدغام لغةُ تميم، والفكّ لغة الحجاز؛ ومعلوم أن هذا من ذاك.
5 وأما الضم في لفظ (الشكور) فلا أدري كيف جاء، فإن مرادي هو المبالغةَ من (شَكَرَ) فالجملة استقل ما أحفظ من عبارات الشَّكور ركبتُها على حذف المنعوت (أي المرء الشَّكور)، فإنه يجوز حذفه إذا عُلِم، ففي سورة سبأ أن أعمل سابغاتٍ أي دروعاً سابغاتٍ، وفي الجن ومنّا دون ذلك أي قومٌ دون ذلك، وقال سُحَيم بن وُثَيل أنا ابن جلا وطلاع الثنايا أي ابن (رجلٍ جلا) وهذا كثير في لغة العرب.
6 يأخذ عليَّ المذكور قولي حشا فيقول جاءت أداة النفي حاشا لله ويبدو أن مدّة لألف اصابتها قذيفة من يد الطابع في مقتل فاغتالتها وهو بإسناده الخطأ إلى الطابع يريد التخفيف عني (جُزِي خيراً) مع أني أنا الذي كتبت (حشا) بيدي وليس غيري، (وحشا وكلا) أن يكون السبب هوالطابع ذلك أن اللفظ (صحيحٌ فصيح) وسأَزيدك هنا صيغةً أخرى يبدو من حالك أنك لم تسمع بها كذلك، وهي (حاشَ) فكل هذه الألفاظ الثلاثة متساويةُ الصحة يختار منها المتكلم ما يشاء بلا نكير، قال ابن مالك:


وكخلا حاش ولا تَصحَبُ ما
وقيل حاشا وحشا فاحفظهما

وقال الشارح ابن عقيل : يقال في حاشَ: حاشَ وحشا.
لكن تعالَ أنت إلى هذا التخليط الذي خبصت به بين النفي والاستفهام فلم تُفَرِق بينهما إِذ قلت جاءت أداة النفي حاشا لله ، وهذا غير صحيح، وإنما هي أداة استثناء.
7 نسبت إِليَّ أني قلت حكاية عن الأخ المحمد فأين هذه العبارة من كلامي؟ دلَّني ولو على لفظ واحد منها، أم أنك تكتب وقد تَغَشَّاك النعاس فترى مني ما يَرَى النائم؟؟,.
ثم أنت تنكر عليَّ أَن قلت: (يَصنَعُ عنواناً) وقررت بورك فيك أن الصحيح (يَضَعُ) أطلقت هذا الكلامَ في المنع (سبهللاً) من غير سند علمي,, وإنما السندُ علَى الجواز المطلق (عندي أنا) فاعلم أن الأصل في (الوضع) أنه ضدُّ الرفع، ومنه في القرآن فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن وفي الشعر قول سُديف:


فضعِ السيفَ وارفع السوط حتى
لا ترى فوق ظهرها أُموياً

كما ان للوضع معنى آخر هو (إثبات الشيء في مكانه) ومع هذا فما الذي يحظر استعمال (يَصنَعُ) بدل (يعمل) وقد قال تعالى (ويصنع الفلك) وفي الحديث اصنعوا لآلِ جعفرَ طعاماً والادلة من الوَحيَين ومن كلام العرب يَشُقُّ حصرها.
كما أنك عاتب عَلَي أَن نوَّعت في التعبير بين (مقالي ) و(كلمتي) وزعمت أنه يلزمني توحيد المسمى,, وجوابي هو: أَن أسألك كيف تحجُر علىَّ نعمة التنويع في الألفاظ والانتفاع بسعة معانيها!! ألم تَدرِ بعدُ أن في القرآن أَن تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطُها وكذلك ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير استعملَ في الآيتين وفي غيرهما كثير لفظين مختلفين (لمعنى واحد),, وقد كان الأسلوب العربي الفصيح ولا زال يراوح بين الألفاظ من قَبِيل المزاوجة بين المترادف مما يطول التمثيل له كثرة وشيوعاً,, فما المانع في لغتنا الرحيبة من المبادلة بين الألفاظ فأقول مثلاً: إنك لواهي الحجة، ضعيفُ البرهان، هزيل الدليل (إن كان لك من دليل)؟,.
كيف تحرم أخاك هذا الفضلَ السابغ إذ عَبَّر عن المقالة بالكلمة وتَعُدُّ ذلك منه عيباً ؟؟,, وتقول: يلزمك توحيد المسمى من الذي يلزمني هذا؟ أهو أنت؟؟ (أنت من دون خلق الله)؟؟
وإنما المثلب البيِّن إن كنت كَلِفاً بالمثالب هو ما صدر من ريشة قلمك (أنت) إذ قلت توحيد المسمى تقصد (الاسم) ولم تفرق بين اللفظين مع وضوح الفرق فعلى هذا فأنت لا تميز بين (حمدين) والذات المسماة به من عبادالله!!,,.
8 وتشير إلى قولي تقول العامة في أقوالها وتسألني، لِمَ آثرت (أقوالها) (على أقوالهم) والحديث عن جماعة العقلاء؟؟
والجواب: أَنّيِ قلت (أمثالها ) وليس أقوالها كما وَهِمت، ثم إني عجبت منك ترى نفسك أهلاً للكتابة في الجرائد وأنت لا تميز بين (المذكر والمؤنث) فساويت العامة نفسَها في هذهِ الحال؛ ذلك أن مرادي هنا (جماعةُ الناس) كما أَنّ العامة (جماعة العوام) وقد قيل كلُّ جمع مؤنثٌ وعلى هذا حُمِلَت آيةُ الحجرات قالتِ الأعراب فعومل جمعُ التكسير معاملةَ المؤنث في تأنيث الفعل، وكذلك آية (المؤمنون) ماتسبق من أُمة أجلَها أَنَّثَ الفعل هنا ثم قال يستأخرون بما يدل على أن كلا الوجهين (جائز) ومثال التذكير أيضا آية القصص وَجَد عليه أمةً من الناس يسقون وأزيدك بِقول لبيدٍ في معاملة كلمة (قوم) معاملةَ المؤنث:


من معشر سنَّت لهم آباؤهم
ولكلِّ قوم سنةٌ وإِمامها

ومثله زميله طرفة:


إلى أن تحامتني العشيرة كلُّها
فأُفِردت إفرادَ البعير المُعَبَّد

إلى غير ذلك مما تضيق به القراطيس كثرة (مما يسقط اعتراض أخينا من جذوعه),,.
وإنه لمن العجيب المحير شدة إلحاحك في منع الاستعمال اللغوي (الموسع) الذي جعل الله به لأهله من كل حرج فرجاً.
أقول هذا وأَزيدك أن لفظ العامة هو إلى التأنيث أقرب منه إلى التذكير، ألا ترى أنك تقول (العامة تنطق هذا خطأ) ولا تقول (العامة ينطق),, فهل بقى لك بعد ذلك ما تأخذه علي؟,.
9 ذكرت أني قلت المديون بدل (المدين) وقولك هذا حق، ورأيت أن الأولى الإتيان بها على وزن (فعيل) واستشهدت بآية الواقعة,, والجواب: أن أُخبرك أَنّي تعلمت (باب الإعلال والإبدال) من علم الصرف منذ عهد بعيد جداً، وهذه المسألة في مبادئه لكني في هذا المقام (خاصة ) تَقَصَّدت التعبير ب(المديون) استحليتها فيه، لأن موضوعي كلَّه هنا قد تأسس على المثل الشعبي عندنا احفظ للناس ولا تِصِلح لهم وقد استعملت غيره كذلك من الكلمات والأمثال المحلية مثل حَرّك تبلش ففي ذلك الجوِّ المضمخ بهذا المعنى اللطيف استوجهت تلك الصيغةَ، (استملاحاً واستطرافا),, فلا عليَّ إذاً إن أوردت لفظاً (واحداً) من هذا القبيل، ومع هذا كله لم يفتني أن يعلم القارئ الكريم أَني (تعمدت) هذا بأن جعلت اللفظ بين (قوسين صغيرين) كالمتبع في هذِهِ الحال.
وقبل هذا وبعده (بل الأهم الجدير بالبيان لإفادة من لا يعلم) أن صيغة المديون لها حظ عظيم من الصحة اللغوية فلقد سُمع عن العرب مجيء اسم المفعول من الأجوف على الأصل (دون إعلال) أي بالتصحيح، فقالوا: بُرٌّ مكيول وثوب مخيوط ومنه قول الشاعر:


قد كان قومك يزعمونك سيداً
وإخال أَنك سيدٌ معيون

وفي اللسان، المعين والمعيون: المصاب بالعين (وأدلة أخرى أتركها اختصاراً), ولكن، ألا تري العيب يا أستاذنا إن كنت وَلِعاً بالتفرج على العيوب إنما هو ما دَوَّنه يراعك حين عالجت الاستشهاد بآية الواقعة وذكرت رقمها ، لكن التوفيق (خَالفك وما حالفك) فليتك لم تقل ذلك، بل تركت الآية ورقمها في مكانهما من السورة، ذلك أن ما صنعته لم يورث إلا غلطاً وتخبيصاً، فقلت نصاً: قال تعالى فلولا ترجعونها إن كنتم غير مدينين أخذت تعجن في آيتين اثنتين وتخلط بينهما وتصوغ (عبارة واحدة من إنشائك) لا من النص العزيز والصواب هو فلو لا إن كنتم غيرمدينين* ترجعونها إن كنتم صادقين فأين هذا من ذاك؟؟ (هداك مولاك).
ومما تقدم من دعاويك (ونقضها واحدةً بعد الأخرى) وسقوطِها (كلِّها) يظهر للقراء أجمعين، وقد يظهر لك أيضا أنك وأنت تزعم تصويبي قد وقعت في أخطاء كثيرة متنوعة شملت (جلَّ ) علوم اللغة، بل (كلّها)!!
فلقد غلطتَ في النحو (مراتٍ) وفي الصرف، وفي اللغة والاشتقاق (مرات)، وفي الحفظ والضبط وفي الإملاء والترقيم، وكذلك في البلاغة، وفي أمور أُخَرَ أَصُدُّ عنها اختصاراً.
أما أخطاؤك في (النحو) فمنها قولك يبدو أن الأخ ناصر زميل فلم تنصب كلمة (ناصر) جهلاً أن حقَّها أن تنصب على البدلية من (الأخ) فهلا سمعت بالتوابع الأربعة.
ومن ذلك أنك لا تفرق بين (إِنَّ وأَنَّ) في مواطن الكسر والفتح، مع أن هذا مما يدرَك بالسليقة فضلاً عن العلم، فقلت: تقول أنه اجتهد والصواب أن تكسر بعد القول ففي القرآن يقول إنها بقرة ومثله في الماضي قال إني عبدالله والأمثلة على هذا مما يَشُقُّ حصره، ومن خطئك: أنك لم تفرق بين (النفي والاستثناء) كما تقدم.
أما خطؤك في الصرف، فتصغيرك مسألة على (مسيأَلة) وقد مرَّ بنا تفصيل ذلك, وأما في اللغة، فاستعمالك لفظاً وأنت تريد (معنى غيرِهِ) إذ قلت أكثر من مرة (أعتقد) وأنت تريد (أظن) وإنه لمما يكثر عند العامة، مع أن هذا غير ذاك، فالاعتقاد، مأخوذ من العقدة، ومنه عقدة الحبل، وعقدة النكاح، والعقيدة (وكلُّها بمعنى الحزم والربط والضبط) وعلى هذا فالصحيح (أظن أو أشك).
ومن غلطك لغوياً: (إسقاطك حرف الجر مع وجوب ذكره) وقد مضى بيان ذلك في (كونها).
وكذلك جهلك (فنَّ الاشتقاق) إذ لم تفرق بين (الاسم والمسمَّى) كما تقدم.
ومن الخطأ قولك مَدَّة الألف في حاشا مع أنه ليس في الألف مَدّ هنا أصلاً، وإنما هو مَدُّ الفتح في الحاء فيحصل ألفٌ,, فالألف هي المد أصلاً.
وأما الغلط في الإملاء، فعدم تمييزك بين همزتي (الوصل والقطع) إذ وصلت عدة مرات ما حقُّه أن يقطع، فقلت ارجو، استأذن، استقل، اما، ان (كلها بلاهمزات) فجعلتها بهذا وصليةً مع أنها قطعيةٌ.
وأما هفوتك في الضبط، فقد خلطت بين آيتين، وجمعتها في عبارة من إنشائك (وقد سبق تفصيل ذلك في موضعه).
وأما في الترقيم فبإهمالك علاماته مع ظهور فائدتها، ذلك أن المستمع يميز المعنى المراد بنبرة الصوت، لكن القارئ أنى له ذلك من غير علامات الترقيم؟؟,, كما أنك تركت علامة الاستفهام في قولك ألا ترى أخي الكريم أن المديون,, إلخ ولم تجعل الجملة المعترضة بين خطين أفقيين، إلى غير ذلك من هذا الجنس.
أما في البلاغة، فلقد وقعت في عيب (تنافرِ الكلمات) وذلك الأنئنات العجيبة في قولك أعتقد أن الأَولى أن تقول أنه فهل ترى الأذن أو العين يرتاحان سماعاً أو قراءةً لهذه الأنأناة؟؟ أم أنك تريد أن تذكرنا بوليس قربَ قبرِ حرب قبرُ ؟؟
,,,, وفي البلاغة أيضاً قولك ويبدو أن مدة الألف قد أصابتها قذيفة من يد الطابع في مقتل فاغتالتها ألا تشعر أن هذه الاستعارة رديئة باردة لم تصادف موطنها من الذوق الرهيف؟، لأن غايتها فيما يظهر ليست إلا الإضحاكَ والاستضحاك والمناكتة!!
وأما ضعف التأليف، فوضعك كلمة (خاصة) في غير مكانها الصحيح من الجملة وذلك في قولك والحديث خاصة عن جماعة العقلاء تريد أن تقول والحديث عن جماعة العقلاء خاصة فجفاك صحة التأليف وإتقانه.
وأما قولك يا أستاذ حمدين إن تعقيبي كان حاد اللهجة فهو دعوى ليس لها من الصحة نصيب كثير ولا قليل، وإنما هو من جنس الرؤى والأحلام التي قد تزور في المنام,,, فلقد حفظتُ مقالتي في صدري (حفظي اسمي) ولقد هُرِعت إليها بعد قراءتي دعواك هذه، وراجعتها (مرةً ومرة ومرة) ألتمس ولو لفظاً واحداً قريباً من الشدة التي تزعم، فلم أظفَر إلا بما يفندك من اللَّطافة وليونة الخطاب حتى لقد خشيتُ يوم كتبتُها أَن يظنها أهل الجريدة لهم تدليلاً ثقيلاً,, ومع هذا فلك ان ترجوَهم إعادة نشرها ليراها القارىء المكرم ويقول حكمه في الدعوى والإجابة ويحرر بذلك صكاً.
وختاماً فإن الذي أراه لك أستاذَنا ما دمت لا تُحسن الدخول في هذه المسائل والخروجَ منها (سالماً معافى) أن تُعِرضَ عنها بالكلية، وتتركَها لأهلها فيكونَ جهدك وقفاً على ما تُجَوِّده وتَحذِقُه من الشؤون الأُخَرِ (غير الكتابة العلمية) مُتَّبِعا قولَ الزبيديِّ (عَمرِو بن معد يكرب) رضي الله عنه:


إذا لم تستطع شيئاً فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع

وقولِ عُمر بنِ الوردي رحمه الله:


قيمة الإنسان ما يحسنُهُ
أَكثرَ الإنسانُ منه أو أقل

فذلك أجمل بك وهو الأسلم والأحكم لك (إن شاء الله ).
وعلى الله قصد السبيل
ناصر الصالح العمري
7/3/1421ه

أعلـىالصفحة رجوع



















[تعريف بنا] [للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [البحث] [خدمة الإنترنت] [المسائية] [الجزيرة] >
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved