أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th June,2000العدد:10121الطبعةالاولـيالاربعاء 12 ,ربيع الاول 1421

تحقيقات

مشروع الأمير عبدالله وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي الجزء الثاني
د, النجعي: مَن لا يواكب عصر المعلومات سيفقد دوره ويحال للتقاعد وأنا أولهم
تغطية أحمد الفهيد ,سامي عبدالعزيز
في الجزء الثاني والأخير من تغطية الجزيرة لوقائع اجتماع معالي وزير المعارف الدكتور محمد الأحمد الرشيد مع الإعلاميين لشرح وإيضاح مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للحاسب الآلي، ننشر اليوم جانب من مداخلات وأسئلة الإعلاميين.
* * * *
** في البداية سأل الدكتور عبدالعزيز داغستاني (عضو مجلس الشورى والإعلامي المعروف) إن كان للفتاة نصيب من هذا المشروع؟
د, الرشيد: ما أشرنا له دكتور عبدالعزيز من أن هناك (21000) مدرسة تستعد للاستفادة من هذا المشروع، هذا العدد يشمل أبناءنا وبناتنا الطلبة في كل مكان وليس مقصوراً على فئة معينة.
** محمد رضا نصر الله (الأديب والكاتب المعروف): إن ارتباط طلبتنا بالإنترنت وتوسيع قاعدة الاستخدام المعلوماتي يعتبر إجراء عولمياً متحركا، ولكن ماذا عن العملية التعليمية نفسها هل ستكون ثابتة على التلقين؟ فنحن لا نعلم حتى الآن عن منجزات الوزارة في تطوير المناهج حتى تواجه تحديات العصر المعلوماتي وتخرج لنا ذلك الجيل الشبيه بالجيل (الهندي) الذي تزداد عليه طلبات الشركات العالمية من كل مكان؟
د, الرشيد: لعل الأخ الأستاذ/ محمد رضا نصر الله يزورنا في الوزارة للاطلاع على التطورات الحادثة في هذا الجانب فالحديث عن تطوير المناهج حديث طويل لا أريد أن أخوض فيه الآن لكيلا نبتعد كثيراً عن موضوعنا.
ولكن وباختصار أود أن أبين لك أن كل العاملين في الوزارة أناس على قدر كبير من الوعي والإدراك والمتابعة, وأرجو ألا يخطر على بال أي أحد أنه أكثر إدراكاً ومعرفة بالواقع المعاش والتطور الحاصل في ميادين التربية والتعليم من هؤلاء,.
وأنا أحسب أني أمتدح ذاتي إذا امتدحت أحداً من منسوبي الوزارة, ولكن في ظني أن وزارة المعارف أنتجت كنوزاً من الرجال الصادقين والمخلصين.
وفيما يخص تطوير المناهج والاطلاع على ما تم فيها فأنا سعيد بأن ألبي رغبتكم إذ رغبتم باجتماع مماثل لمثل هذا الاجتماع لتطلعوا من خلاله على الجهود التي تمت والمرحلة الزمنية التي وصلنا إليها, ومن السهل على عامة الناس الحديث عن أن المناهج لم يحدث فيها أي تغيير! ولعله من المؤسف أن الجهود في هذا الجانب قد لا تُلمس وليست مبنى نقيمه فيمكن أن يروه!
ولكن ما حدث في مناهجنا وبرامجنا في السنوات العشر الأخيرة، شيء يسر الخاطر, ولعل من حضر العرض الذي اقامه الدكتور خالد العواد لمس بالتأكيد ما يحدث من تطوير مدروس لهذا الجانب, ويمكنكم الاطلاع على هذا الموضوع في زيارة خاصة لمسئولين بالوزارة.
** الدكتور علي النجعي (وكيل وزارة الإعلام): معالي الوزير,, ليس لدي ما أضيفه في هذا الموضوع إلا أن لدي تساؤلاً بسيطاً، فقد استمعنا قبل قليل عن عموميات وأطروحات جيدة، وإذا كنّا سنخضع إلى ماتحدث به الدكتور عبدالواحد الحميد قبل قليل من أن مَن لا يواكب عصر المعلومات سوف يخفت عمله أو يحال للتقاعد فسأكون أنا والكثير من زملائي من الأوائل في هذا الموضوع كأي أحد آخر.
وكما تعلمون فإن التعليم عبارة عن مناهج وكتب يحتاج الطالب إلى أن يحفظها أو يستوعبها وبالتالي يحقق النجاح.
سؤالي هو: إلى أي مدى يتدخل هذا المشروع في تغيير الآلية التعليمية المعروفة والموجودة حالياً؟
د, الرشيد: سأجيب على الشق الاول من سؤالك، أما الجانب الفني الآخر من السؤال فسأترك إجابته للأخ عبدالله الدبيخي المدير الفني للمشروع، وأرجو ألا يقلق الدكتور النجعي تأثير مواكبة هذه التقنية على الإنسان أو الموظف، فأنا أمي فيما أنت أمي فيه ولكنني أرجو أن نتعلم (قالها مبتسماً).
ثم أجاب المهندس/ عبدالله الدبيخي المدير الفني للمشروع على الشق الثاني من سؤال الدكتور النجعي حيث قال:
إن استخدام (الإنترنت) أو تقنية المعلومات في التعليم ينقسم إلى قسمين.
الأول: أنه مصدر من مصادر المعلومات لشبكة تعليمية وتسجل الإحصائيات تحققه في بلد متقدم مثل الولايات المتحدة بنسبة 95%.
الثاني: هو استخدام الأجهزة في الفصول والذي أشارت نفس الإحصائية السابقة إلى تحقيقه بنسبة 60% في أمريكا.
وهذا أحد أهم الأهداف الأساسية للمشروع وهو استخدامه في الفصول الدراسية, وهذا ما أشرنا له في العرض السابق من ناحية ما يوفره للمعلم من كمية معلومات يمكنه أن يستخدمها مع الجهاز لإعطاء درس نموذجي.
** بعد ذلك تحدث الاستاذ/ تركي السديري رئيس تحرير الشقيقة (الرياض) حيث قال:
من الواضح والمؤكد أن المشروع يحتاج لدعم مالي كبير وايضاً هناك احتمال لتوفر هذا المبلغ, ولكن أتصور أنه لا بد من وضوح الصورة التي تضمن الاستمرارية, وقد ذكرتم معاليكم أنه سيكون هناك اجتماعات مع الغرف التجارية لهذا الغرض كما سيكون هناك فرصة للمشاركة العامة لكل مواطن بتبني توفير حاسب ولا سيما أن التكلفة بسيطة وأعتقد ان مبلغ 900 ريال يمكن لأي موظف صغير أن يفي بها، كما يستطيع اي موظف كبير قادر أن يتبنى من 20 إلى 200 طالب، ولكن المشكلة التي تظهر هي وضوح الحد الأدنى من التمويل الذي يضمن الاستمرارية لهذا المشروع!
وأتصور أنه لو أمكن الوصول إلى تفاهم بوجود اشتراكات دائمة من قبل رجال الأعمال سيكون هذا الأمر أفضل من التبرعات المقطوعة، فالتبرعات المقطوعة مهما كبرت لن تعطينا فرصة الاستمرارية، إلا اذا كنّا نحضر لمشروع استثماري يمول هذا المشروع، ولكن وجود اشتراكات شهرية أو سنوية من البيوت المالية أو من رجال الأعمال يستطيع ان يعطينا هذه الصورة الواضحة, وهنا تقع المسؤولية على الطرح الإعلامي، والطرح الإعلامي قد يفيد المشروع أو قد يدمره! بمعنى أنه إذا عولج الموضوع على طريقة المعالجة لبعض المواضيع الاقتصادية أو السياسية في بعض مصادر الإعلام فأعتقد أن نتائجه ستكون سلبية، ولكن اذا أوكل الطرح الإعلامي إلى أُناس متخصصين يعون ماذا يعني الحاسب الآلي وماذا تعني الإنترنت وبالذات في التلفزيون بالدرجة الأولى فأتصور أنه يمكن إيصال هذه الرسالة إلى بيوت الناس وأذهان القادرين على الدفع ولا سيما أن الحد الأدنى صغير جداً، لذا أرجو التأكيد على أهمية الناحية الإعلامية وعدم تركها للاجتهادات التي قد تأتي أحياناً خاطئة ولا تؤدي المطلوب منها وبالذات في التلفزيون, وشكراً.
د, الرشيد: أنا سعيد جداً بمداخلة الأستاذ تركي وحسبما فهمت من السؤال الأول أتمنى أن (لا تحرجونا) بالحديث عن تكلفة المشروع فهذا سر!! (قالها مازحاً) فكما تعلمون يشاركنا هذا الاجتماع عدد من رجال القطاع الخاص وممثلي الشركات لذا أرجو ألا يسأل أحد عن تكلفة المشروع كما نتوقعها حتى لا تكون هي المقياس لأسعار الشركات التي ستقدم عروضها بهذا الخصوص على الأقل حالياً.
** بعد ذلك عقّب الدكتور/ علي النجعي بالتعقيب التالي:
قمتم معالي الوزير وبالتنسيق مع أخيكم معالي وزير الإعلام بتخصيص ساعتين تقدم خلالهما وزارة المعارف الدروس أو الرسائل التعليمية المختلفة, ويمكن أن يندرج ما تحدث عنه الأستاذ تركي السديري ضمن هاتين الساعتين لتحقيق الهدف الإعلامي الذي اشار إليه في مداخلته ويمكن من خلالهما إيصال فكرة وأهداف المشروع إلى أبنائنا الطلبة او الراغبين في الدخول في هذا المشروع.
** أحمد الفهيد (الجزيرة): أود في البداية أن أعلق على حديث معالي الوزير قبل قليل من (أننا نقتسم نجاح أو فشل هذا المشروع) وأعتقد أن نجاح هذا المشروع سيجير باسم معالي الدكتور وهو جدير بذلك لأنه تبنى وعمل على هذا المشروع في حين أننا سنقتسم ويلات الفشل.
من ناحية أخرى أود أن أتحدث عن بعض الميزات لهذا المشروع إضافة إلى ما تحدث به الاخوة في العرض السابق وهو أنه يوفر لأبنائنا الطلبة فرصة التعرف على طريقة استخدام نموذجية وآمنة للانترنت سيما وأن عشوائية التعامل مع مثل هذا النوع من الوسائل المعلوماتية من هذا النوع قد تلحق أضراراً وخيمة بالتركيبة الثقافية للطالب سواء الطفل أو الشاب وأنا يامعالي الوزير لدي بعض الاسئلة أرجو أن تسمح لي أريحيتكم بطرحها والتكرم بالإجابة على ماترون انه يستحق الإجابة ومنها:
تحدثتم معاليكم عن دور المعلم وانه لا يقتصر على التعليم وان هناك دوراً تربوياً في العلاقة الناتجة عن العملية التعليمية بين الطالب والمعلم.
هذا المشروع نوع من انواع الاتصال الذي قد يحد من الاكتساب التربوي للطالب من المعلم نتيجة انحسار الاتصال الوجاهي بينهما, وفقاً للصورة التي في ذهني والتي تكونت من خلال العرض السابق.
السؤال الثاني، هل أخذ في الاعتبار التأثير الذي قد يؤدي إليه هذا التوحيد في العلاقة بين الطفل والأجهزة الحاسوبية على حساب العلاقات الاجتماعية للطفل وعملية تعاطيه واتصاله بأفراد المجتمع؟
وعندما نتحدث عن آليات (التعليم التقني) إن جاز لي التعبير فنحن نحتاج بصورة أو بأخرى أن نواكبها ببعض التغييرات المتعلقة بآلياتنا الإدارية الخاصة بالتعليم خصوصاً فيما يتعلق بالتعليم المنزلي أو تعليم الكبار سيما وان هذا المشروع سيعطي فرصة أكبر لمواصلة التعليم ويمكن توثيق هذه المواصلة بطريقة أو بأخرى تراها الوزارة.
وهناك تساؤل آخر فقد تحدث الدكتور عبدالواحد الحميد عما قد يؤدي له المشروع من تقليص للدور البشري ودور المعلم على وجه الخصوص مع وجود مثل هذه التقنية.
وأعتقد أنه قد لا يبدو ذلك واضحاً على الأقل فيما يتعلق بالمعلمين ولكن ماذا بالنسبة للإداريين في المدارس سيما وان مثل هذا المشروع قد يوفر الكثير من الأعمال الإدارية للمدرسة.
ومن خلال العرض الذي استمعنا له قبل قليل يبدو لي على حد فهمي للمشروع أنه مشروع اتصالي إداري أكثر منه مشروعاً معلوماتياً على الرغم من انه سيكون عبارة عن مكتبة مليونية لتوفير العديد من المعلومات ولكنه بالدرجة الأولى مشروع اتصالي إداري فيما يتعلق بعلاقة المدرسة (الإدارية) بالبيت أو علاقتها بالوزارة, سؤالي هو: ما مدى مساهمة الوزارة المالية في هذا المشروع؟
ثم هل يمكن ان يكون هناك اولوية لابن المواطن المتبرع في الاستفادة من هذا المشروع بشكل أو بآخر كنوع من الحفز على التبرع؟
وأخيراً,, بما أننا سنقتسم نجاح وفشل هذا المشروع ولا أعلم إن كان باب التبرع قد فتح أم لا ولكن يشرفني ان اقتدي بسمو سيدي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وأن اتبرع ب(5%) من راتبي لمدة سنة كاملة لدعم هذا المشروع الريادي لأكون أول متبرع بعد سموه.
د, الرشيد: شكراًً للأخ أحمد الفهيد، وفي الحقيقة لقد أسعدتني بذلك.
أخ أحمد,, لقد ذكرت لكم في البداية أنه لا غنى عن المعلم ولكن دور المعلم لم يعد في الوقت الحاضر يقتصر على ما كان يؤديه من دور عندما كنت أنا مثلاً طالباً في المدرسة بل إن اتساع دور المعلم هو الذي أوجد الحاجة إلى مثل هذا المشروع فهناك العديد من الثوابت التي يضطلع بها المعلم من ناحية مسؤليته الأخلاقية والتربوية ودوره في غرس القيم والاخلاق في النشء, ومن الناحية التعليمية فدور المدرس هو أن يعلم الطالب كيف يتعلم وكيف يبحث عن المعلومة, وأحب أن أطمئنك ان المعلم أكثر المستفيدين من هذه التقنية أسوة بالطلاب.
وعوداً إلى الموضوع الذي أشرت إليه في البداية - وإن كان موضوعاً هامشياً فيما يتعلق بالنجاح والفشل، فيعلم الله أنني وجميع الاخوة في وزارة المعارف لا نعمل من أجل مجد ذاتي وهدفنا الأول هو الوطن، وإن أردت أن أعلن الآن أنه لا فضل لأي عامل في الوزارة في هذا المشروع فأنا على استعداد بذلك فالقضية ليست مجداً لواحد أو إخفاقاً لآخر، لا والله فالوطن نصب اعيننا وهو المحرك الوحيد الذي نعمل من أجله.
أما على الجانب الشخصي للمشاركين في هذا المشروع فهو تعب وعناء وتحدٍ ومن يبحث عن الراحة والاسترخاء يجب ألا يدخل في مثل هذا المشروع.
** د, محمد بن علي آل زلفة (عضو مجلس الشورى): أنا أيضاً أؤكد ما ذكره الاخوة الزملاء الذين أثنوا على هذا المشروع وعلى الجهود التي بذلتها في إخراج هذا المشروع من فكرة إلى حيز الوجود.
معالي الوزير,, لا أريد أن أكرر شعاركم الذي رفعتموه منذ أن توليتم مقاليد هذه الوزارة وهو وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة فبدون شك انه لا أمل لهذه الأمة أو أي أمة على وجه البسيطة أن تنهض إلا من خلال التعليم, ولعل التعليم في بلادنا هو الركيزة الأولى لخلق أمة ناهضة قوية قادرة على ان توجد لها مكانة قوية تحت ضوء الشمس.
ما تبذله الدولة وما أشرتم إليه معاليكم من ان نسبة كبيرة من ميزانية الدولة تنفق على التعليم يدل على اهتمام الدولة بهذا القطاع وما نتوقعه في هذه الفترة من تاريخ بلادنا من التقدم التقني العالمي الذي يعم المعمورة كلها وكنا إلى عهد قريب نجد أنفسنا في بؤرة منعزلة عن التقدم التقني الذي يحاصرنا من كل مكان حتى ان أجهزتنا الإعلامية أصبحت غير قادرة على أن تجد لها موقعاً بالقدر الذي تستحقه أمام هذه التحديات الحديثة, ولعل الطريق الحقيقي للنهوض بهذه الأمة سيكون من خلال التعليم ولعل الخطوة التي نحتفل بها اليوم في هذا المكان وبمشاركة معالي الوزير وطاقمه الذي يقوده في هذا المشروع الوطني الذي بدأ بتبرع سخي من ولي الامر مقداره 10 ملايين ريال ورعاية 300 طالب.
معالي الوزير,, لعلنا لا نعول كثيراً على القطاع الخاص في إنجاح هذا المشروع ولكن في نفس الوقت لا نقلل من قدرة القطاع في أن يكون شريكاً فيما يتعلق بنهضة الأمة.
ولكنني أعتقد ان هذا المشروع في بدايته وكثير من مراحله يعتمد على ما تدعمه به الدولة من ميزانيتها لهذا المشروع، أما ما يقوم به القطاع الخاص أو المتبرعون أو النبلاء، كما سمعنا من الأخ الزميل أحمد الفهيد الذي تبرع ب5% من راتبه لمدة سنة وأنا أرجو أن يكون مثالاً يحتذى للحاضرين في هذه القاعة او الذين سيطلعون عليها.
ان لنا في تجربة (الهند) مثالاً، ولعله يجب علينا الاستفادة من هذه التقنية، ففي الهند وصلت التقنية إلى مناطق لا يوجد بها حتى الكهرباء ومع ذلك نجد أن الإنسان استطاع ان يوجد الوسيلة للاستفادة من التقنية حتى أصبحت العقلية الهندية تنافس العقلية الأوروبية التي اخترعت هذه التقنية وأعتقد ان ما اشار اليه الزميل محمد إحسان ابوحليقة على العكس تماماً من ذلك فالامريكان لايقولون لماذا نترك الذين تعلموا في بلادنا ان يعودوا إلى بلادهم بهذه التقنية ولكنهم يقولون إن الذين يتعلمون التقنية في بلدان مختلفة وبأعداد كبيرة وخاصة في الهند يصلون إلى تعليم عال ولكنهم لا يجدون المناخ أو البيئة التي يستثمرون فيها هذه المعرفة الجيدة فيذهبون إلى دول أخرى للعمل فيها.
وأخشى معالي الوزير ان نتقدم كثيراً في هذا المشروع ثم نجد الكثير من العاطلين عن العمل لأننا علمناهم تقنية عالية في حين أنهم لايجدون المجال الذي يتحركون فيه في مجال العمل.
ان هذه الخطوة تعد خطوة رائدة لتوطين التقنية في المستقبل لأن امة لاتنتج التقنية ستظل عالة على من ينتج التقنية فما هو دورنا وماذا حققنا حتى الآن؟
التقنية لا تعرف فصولاً دراسية وإنما تعرف مواهب خلاقة قادرة على التفاعل، ولإنجاح مشروعنا هذا أرجو ألا تقيدوا من يعملون في هذا القطاع وخاصة في قطاع التعليم بالكادر الوظيفي وان تجعلوا لهم كادراً خاصاً وان تستفيدوا من كل مَن يملك القدرة والاستفادة من كل مَن يستطيع المساهمة بخبرته في هذا المشروع، حيثما وجد القادرون على العمل في هذا المشروع يوظفون بطريقة خارج تعقيدات الإطار الوظيفي التي لا تخفى عليكم.
إننا بحاجة إلى تهيئة الذهنية السعودية لتقبّل التقنية بالدرجة الأولى وتهيئة البيئة لهذه التقنية، ولكن ماذا عن بيئتنا المدرسية وماذا عن الفصل الدراسي وتهيئتهما لهذه التقنية؟
إننا نتمنى ان تسير خطوات التعليم في خطوط متوازية من تغيير في المنهج, تغيير في المبنى والبيئة المدرسية والتوزيع المتساوي للتعليم في كل شبر من هذا البلد وايضاً تغيير في الذهنيات التي ستتولى تطبيق هذا الأمر وهذا ما نحتاج إليه في مسارات كثيرة من خلال أجهزة التعليم ومنابر الوعي والإرشاد.
لذا نحتاج ان نكثف الجهود من أجل تعميم الفائدة من خلال خلق القنوات المختلفة على جميع المستويات، وأن نعالج قصور وسائلنا الإعلامية سواء المقروء أو المرئي والمسموع أو حتى في خطبة الجمعة التي توجه نحو تهيئة المتلقي للتعامل مع هذه التقنية.
د, الرشيد: أرجو أن يأذن لي الدكتور آل زلفة بأن نؤجل التعليق على مداخلته لآخر الاجتماع نظراً لكثافة المشاركة بحيث نجمع جميع التساؤلات ونجيب عليها مرة واحدة والأخوة في هذه القاعة يسجلون كل الاقتراحات والتعليقات والتساؤلات لنتمكن من الاستفادة منها.
** عبد الله البخيت الكاتب المعروف : أريد أن أستوضح نقطة حول ما استمعنا له قبل قليل خلال العرض وهي: هل هذا المشروع عبارة عن تأمين أدوات معينة لمصلحة التعليم أم أنه مشروع استراتيجي؟ وقد تحدثنا على سبيل المثال عن الهند والعقليات التي تنتجها في مجال تقنية المعلومات ولكنني لا أجد إشارة في حديثنا عن هذا المشروع إلى إنتاج الخبراء! ولكنه يتحدث عن توفير آلية معينة لخدمة التعليم في المملكة حيث يذكر في احدى النقاط (نشر الوعي بأهمية استخدام واستثمار الحاسب الآلي في التعليم) وليس في الحياة! سيما وأن عملية إنتاج الخبراء يجب ان توضع ضمن الأهداف الرئيسية بحيث يحدد بالضبط كم عدد الخبراء المتوقع ان ينتجهم هذا المشروع في السنة أو في الخطة إجمالا.
ففي دولة كمصر على سبيل المثال هناك مشروع اسمه (القرية الإلكترونية) يتوقعون من خلاله ان ينتجوا 400 خبير في السنة، بينما لا يشير مشروعنا إلا إلى توفير آلة أو وسيلة لتسهيل عملية التعليم والاتصال بين المدارس؟
** المهندس مبارك الخفرة: في البداية أود أن أؤكد على ماتفضل به الأستاذ تركي السديري من اهمية الالتفات الى الحملة الإعلامية المدروسة لهذا المشروع، فالمشكلة أن العديد من أمورنا لايسلط عليها الضوء إلا بشكل سريع ثم يخفت بعد انقضاء المناسبة أو مثل هذا الاجتماع, فيا حبذا أن تكون حملة إعلامية تدار من قبل متخصصين حتى يؤتي هذا المشروع ثماره.
من ناحية أخرى لاحظت أنكم بحديثكم معالي الوزير عن مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وابنائه الطلبة للحاسب الآلي وأعتقد أن هذا المشروع موجود قبل 1/3/1421ه ويجب ان يكون ضمن بناء مؤسسي بحيث يكون هناك كيان يستمر عطاؤه ليس فقط حتى إعطاء نتائج فورية لهذه الحملة.
ولكن البناء المؤسسي بعد ان يؤتي هذه الثمار ستكون عليه مسؤولية تبني الكفاءات وإخراج مايحتاجه الوطن من كفاءات وذهنيات يحتاجها الوطن من نتاج هذا المشروع وأنا واثق من أن هذه الفكرة موجودة لديكم ولكن أتمنى أن تكون مطروحة أمام الجميع.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved