أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th June,2000العدد:10122الطبعةالاولـيالخميس 13 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
الهيبة الاجتماعية - في نظرهم -!!
نجلاء أحمد السويل
دائماً نقول انه ليس من المهم أن نحسن فقط من مظهرنا الخارجي وديكور منزلنا وموديل سيارتنا بل الأهم من هذا وذاك هو أن نحسن من سلوكياتنا وتصرفاتنا وآدابنا التي من المفترض أن نكون قد تعلمناها من ديننا الاسلامي فمن أغرب ما نلاحظ في المجتمع النسائي هو أن تدخل واحدة مثلاً إلى غرفة انتظار في العيادة أو المستشفى أو إلى مجلس مليء بالنساء أو الى ما شابه ذلك ومع هذا تراها لا تكلف نفسها وتطرح السلام، فقط تدخل وتجلس وهذا نوع من التطور لدى البعض والذي يمتزج بالتعالي والترفع أو ما يسميه البعض الهيبة الاجتماعية هو الذي يكسب المرأة احتراما في المجتمع كما يعتقد البعض بل والمضحك أيضاً ان كثيراً من الأسر ما زالت تجهل تعليم أطفالها كلمة شكراً اذا قدم لهم من طرف آخر أي سلوك ايجابي وأسر أخرى أيضاً تتجاهل تعليم اطفالها كلمة لو سمحت عند اللجوء إلى طلب أمر ما أياً كان حجمه بل كثير من الناس وهم يطلبون أي أمر يعتقدون أن الطرف المقابل مرغم على فعل ما يريدون حتى وان كان هذا تكرماً ومجهوداً اضافياً منه!! أي انه يستحق ومن الواجب أن يشكر عليه!!.
أمور متعددة تعتقد بعض الأسر أنها غير هامة أو انها ثانوية وليس من المفترض ان الابن يتعلمها لانها كما يظنون تحط من قدره وتزلزل شخصيته وتهز مكانته فالأفضل في نظرهم انه اذا طلب أمراً ما يطلب بكرامته أي بصيغة الأمر وكأن الناس خدم تحت انتظار أوامره بل واذا أخذ شيئاً فهو في نظرهم من حقه فليس من الواجب أن يشكر!!
واذا دخل مجلساً فلا يسلم لأن السلام يخدش تعاليه!! فشتان ما بين الشخصية القوية وما بين التخلي والبعد عن الأدب هناك بعض المرضى النفسيين ما زالوا يعتقدون أن قوة الشخصية هي الأسلوب الهجومي على الآخرين وانها نيل الحق بدون حق مما يجعلهم يتمادون ويتطاولون على غيرهم حتى اذا أخطؤوا تراهم لا يعرفون ما هو الاعتذار ولا يدركون ما هو تأنيب الضمير التطبيقي الذي يفترض ان الشخص يحترم غيره ويقدره ويعتذر له، فهل يصبح بعضنا بهذه الصورة من اللامبالاة والاستهتار والشخصية المهزوزة!!
أعتقد ان الأمر ليس مبالغاً فيه واسلوب بعض الأسر في التربية تثبت ذلك وتوضح مدى انتشار مثل هذه العادات التي تفتقد اللطف وتفتقد المودة بين الأفراد,أما لو ألقينا نظرة على التدخل في شؤون الآخرين، والركض خلف الأخبار الاجتماعية فنرى أن الأفراد انما يتحدون في ذلك وان لم نقل كلهم فلنقل أغلبهم خاصة في جانب المجتمع النسائي الذي يتشبث بحبل خلفه أي خبر ما!!
أين التربية القديمة,, تربية أجدادنا التي كانت تعتمد على التواصل والمحبة؟
أين التربية التي كانت تقتضي ان من لا يطرح السلام هو شخص منبوذ اجتماعياً وغير كفء أن تقدره الجماعة!!
أين وأين,, وأين!!؟
ترى هل سنظل كثيراً نبكي على الأطلال؟!
أم اننا مع التطور المادي نستطيع فعلاً ان ندمج الأدب والأخلاق,, المعادلة تحتاج إلى دفة ليس أكثر فهي غير مستحيلة كما يظن البعض؟!
والله ولي التوفيق
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved