|
| محليــات
لا تزال أصداء التوقيع على معاهدة العهد الجديد التي وضعت حلاً نهائياً لمشكلة الحدود البرية والبحرية بين المملكة وشقيقتها الجمهورية اليمنية، تتردد في أنحاء العالم العربي والإسلامي كحدث له قيمته السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية لمصلحة العلاقات الثنائية بين الدولتين الجارتين، ولمصلحة العلاقات العربية/ العربية، خاصة بالنسبة للدول التي بينها مشاكل حدودية مماثلة.
ولقد بادرت جامعة الدول العربية بلسان الأمين العام المساعد للشؤون العربية إلى الإشادة بالمعاهدة باعتبارها إنجازاً تاريخياً، وليس فيها أي انتقاص لحقوق أي من الطرفين.
وأمس حذت منظمة المؤتمر الإسلامي حذو الجامعة العربية إذ وصف أمينها العام الدكتور عزالدين العراقي المعاهدة السعودية/ اليمنية بأنها إنجاز سيوطد بحول الله علاقاتهما الأخوية وينطلق بالتعاون بينهما إلى آفاق أرحب وأوسع .
وقد أجمع عدد آخر من المسؤولين على أن توقيع المعاهدة يجير لصالح حكمة وحنكة القيادتين الرشيدتين في المملكة واليمن، لأنه الإنجاز يقدم للعالم العربي والإسلامي وللمجتمع الدولي نموذجاً فريداً قابلاً للتطبيق في أي جزء من الكرة الأرضية تعاني فيه دولتان أو أكثر من مشاكل مزمنة تتعلق بحدود برية أو بحرية.
ونرى أنه عطفاً على هذه القيمة الاستراتيجية المتعددة الوجوه للمعاهدة السعودية/ اليمنية، نرى أن تتولى جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي كل منهما على مستوى أعضائها، تقديم هذه المعاهدة كوثيقة رسمية للدول العربية والإسلامية الأعضاء حتى يستفاد منها في معالجة قضايا مماثلة، وتكريس النهج التفاوضي بين الأطراف المعنية واعتماد ذلك لغة للتعامل، بما يحمي العلاقات الأخوية ويكون لها بمثابة الدرع الواقي من أية تداعيات سلبية قد تظهر خلال التفاوض.
كما نأمل أن تقوم الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بخطوة مماثلة بعد أن أشاد أمينها العام الشيخ جميل الحجيلان بالمعاهدة كإنجاز تاريخي أكد قدرة القادة العرب على احتواء أية مشكلات ومعالجتها بالروية والحكمة، والحنكة التي يتمتعون بها.
الجزيرة
|
|
|
|
|
