أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th June,2000العدد:10123الطبعةالاولـيالجمعة 13 ,ربيع الأول 1421

أفاق اسلامية

فيما لا يزال المعهد العربي الإسلامي في طوكيو مغلقاًً أبوابه
اليابانيون متعطشون للإسلام,, ونور الحق!!
* كتب - سلمان العُمري:
اليابان أو البلاد التي كان يطلق عليها، البلاد التي تطلع عليها الشمس قبل غيرها، لكونها تقع في أقاصي شرق المعمورة، وهي بلاد خصبة جميلة بكل شيء، وحبلى ومخاضها يبشر بنور إسلامي مشرق، تبلغ مساحة اليابان 370ألف كم2، ويتجاوز عدد سكانها المائة وعشرين مليون نسمة، يتوزعون على أرخبيل من الجزر الكبيرة والصغيرة كثيرة العدد، والطبيعة هناك جميلة، والمناخ لا يخلو من الروعة، والبلاد عموماً بعيدة عن المشاكل السياسية والعسكرية والخلافات الحزبية والدولية، واقتصادها يعتبر من أكبر اقتصاديات العالم، ويندر أن تجد سوقاً في المعمورة لا تحتوي بضائع يابانية.
ذلك وجه عام يعرفه القاصي والداني، أما الوجه الآخر الأكثر إشراقاً وروعة، فهو أن تلك البلاد حبلى بالإسلام، وهي بلاد واعدة لأن تكون أرضاً لدين الله الحنيف الذي ارتضاه الله للبشر في كل زمان ومكان.
إن الإنسان الياباني لديه الآن الوقت رغم عمله الكثير لأن يفكر في نفسه، وحياته، في دنياه وآخرته، ودعوة الحق إن لامست قلبه، فهو حارس أمين لها، لقد ارتفع تعداد المسلمين هناك وفقاً لإحصاءات المركز الإسلامي في طوكيو من 3 آلاف عام 1973م إلى 50 ألف مسلم عام 1997م، أي تضاعف العدد (17) مرة خلال 24 عاماً، إلى جانب الجالية الإسلامية المقيمة في اليابان، وتمثل العديد من البلدان العربية والإسلامية، ويناهز عددها ال200 ألف مسلم، أي يكون المجموع ربع مليون مسلم يحملون راية الحق بصدق واقتدار وسط مجتمع كبير مدعم بالثقافة والحضارة.
لقد أتى الإسلام إلى تلك البلاد ليزيد الحضارة حضارة، ويضفي عليها روعة وجمالاً وإنسانية، وليصل بالثقافة إلى مستويات أسمى وأرقى، فهو يأخذ بيد تلك البلاد المتقدمة تكنولوجيا ليزيدها تقدماً وتألقاً، وهذا ما عرفه اليابانيون، ولذلك تجدهم يقبلون على الإسلام بشغف، ويعتنقونه بمعدلات كبيرة للغاية نسبياً، والحمد لله.
من المعروف أن بلادنا الخيرة الحبيبة هي الأمينة على دين الله، ومنذ نشأتها وإلى ماشاء الله، وهي تعتبر الإسلام، ونصرة الحق شاغلها الأول، وأما دستورها فهو القرآن الكريم وحكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله هي حكومة للمسلمين ترعاهم، وتحرص كل الحرص على حل قضاياهم ومشاكلهم، تتألم لألمهم، وتسعى لتضميد جراحهم، تبعث الدعاة لنشر الخير والفضيلة في أرجاء المعمورة، ولا تتوانى عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل رفع راية الحق، ونصرة الإسلام والمسلمين.
لقد كان من نتيجة هذا الاهتمام البالغ النابع من القلب، والمدعم بنور الإيمان أن صارت مراكز الإشعاع الحضاري والنور الساطع تشع في كل أركان المعمورة، وقد تبنى هذه المراكز هيئات مختلفة وشرائح مختلفة سواء على مستوى الحكومة الراشدة، أو على مستوى المؤسسات الخدماتية والعلمية والثقافية، أو على مستوى الشعب الطيب.
في طوكيو عاصمة اليابان هناك صرح شامخ عملاق، ألا وهو المعهد العربي الإسلامي، وهو معهد تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنشئ عام 1403ه (1982م) وهو مركز لنشر الثقافة والتعاليم الإسلامية بالإضافة لعلوم اللغة العربية في بلاد اليابان، وهو واحد من مجموعة معاهد خارجية افتتحتها الجامعة، وأمام الضغط الهائل والإقبال الشديد من قبل المتعلمين على نهل تلك العلوم قامت الجامعة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بإنشاء مبنى جديد للمعهد العربي الإسلامي، وذلك كتوسعة مباركة للمعهد بحيث يخدم المسلمين وغيرهم لنشر الدين الحنيف، وقد تسلمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في يوم الاثنين 19/3/1419ه المبنى الجديد ضمن لجنة مشتركة مكونة من مندوبين من الجامعة، ومن وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو.
يتكون المبنى من ستة طوابق تشتمل على مصلى للرجال وآخر للنساء، كما يشتمل على قاعات دراسية وقاعة محاضرات، ومكتبة، ومكاتب إدارية، عدا البناء بحد ذاته، فهو يعتبر تحفة معمارية والناظر إلى مدخله يشعر وكأنه أمام أنموذج حضاري حديث لنمط الرياض المعماري التراثي القديم، ويقع المبنى في أرقى مناطق طوكيو، وكل ذلك بالإضافة للمزايا العلمية والثقافية جعله محط أنظار اليابانيين.
كل هذا جميل، ولكن حصل مالم يكن في الحسبان، حيث إنه ونظراً لوجود سر غامض يتعلق بإمكانات الجامعة أو لظروفها الخاصة، فإن القدرة على إدارة الدفة في ذلك المعهد وسط جزر وبحار اليابان كانت صعبة، أو قلت طاقاتها مما أدى لتعطيل ذلك المعهد ولا حول ولا قوة إلا بالله وتوقفت نشاطاته وإيقاف الدراسة فيه، حتى المسجد أصبح لا يفتح إلا في مناسبات معينة كصلوات الجمعة، والأعياد ليس أكثر.
أن يصبح الأمر هكذا خلال عامين، بعد أن كان منارة حقيقية خلال أعوام مضت فيأتي البناء الجديد الذي كان من أجل استيعاب ماضاق عنه البناء القديم، من دراسة، ولكن حصل ما حصل، هناك أسباب موضوعية والقضية حيوية وأساسية، ولابد من دراسة الأمر بعيداً عن الأمور الشخصية، وبعيداً عن التعصب والارتجال وبشكل علمي للوصول لحلول علمية واقعية، وخصوصاً أن الأمر يعنينا جميعاً كمسلمين وكحملة للواء دعوة الحق لكل أرجاء المعمورة قديماً وحديثاً، فإذا كانت الجامعة يحرسها الله غير قادرة بأوضاعها الحالية على إدارة الدفة، فيمكنها طلب المعونة والمساعدة من الوزارات والمصالح والمؤسسات المعينة على قيام المعهد في مسيرته مرة أخرى، أو تتنحى بتواضع لتترك المجال لغيرها مثل رابطة العالم الإسلامي، أو وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أو للهيئات الخيرية الأخرى، أو حتى لأهل الخير على صعيد شعب المملكة الطيب الكريم المعطاء، الأمر مفتوح وقابل للنقاش، المهم أن نعلم أن الشعب الياباني ينتظر واجبنا نحوه لإيصاله إلى بر الإسلام والأمان، فالمسلمون هناك بانتظارنا، وأهل اليابان من غير المسلمين أيضاً بانتظار دعوة الحق أن تصلهم، وتعلم اللغة العربية.
لقد كان المعهد كما يروي اليابانيون أنفسهم، شعلة نشاط لا حدود لها من حيث التعليم، وإقامة الدورات التي لم تقتصر على علوم اللغة، بل شملت أيضاً تحفيظ القرآن الكريم، وإلقاء خطب الجمعة باللغات العربية واللغات الأخرى، لقد كان مكاناً لإشهار العديد من البشر إسلامهم من جنسيات مختلفة، كما قام المعهد بأعمال الترجمة إلى العديد من اللغات.
وقد سنحت لي الفرصة والحمد لله منذ أيام لمعاينة ذلك المعهد على أرض الواقع، ولكن ذرفت الدموع وأظنها لا تكفي على ما آلت إليه حال المعهد، لقد أصبحت الجدران والقاعات صامتة تشتاق لأن تردد صدى طلبة العلم والدارسين.
وقفت وتأملت، شاهدت، وسألت واستفسرت، سمعت ورأيت، ولم أشعر إلاويدي تمسك القلم لأكتب كلمات علها تصل إلى أذن من يجب أن تصل إليه، وأن تعبر عما رأيت، وتكون أمام مرأى من يعنيه الأمر، وهم كثيرون وغيورون أكثر مني.
نحن نأمل وأملنا مشروع بأن يعود المعهد ليس إلى سابق عهده وحسب، بل إلى مراكز أرقى وأسمى بفضل الله، ثم أهل الخير والجهات الخيرة المعنية.
والله ولي التوفيق،،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved