أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th June,2000العدد:10123الطبعةالاولـيالجمعة 13 ,ربيع الأول 1421

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
الصيف,, عبر وعظات
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم,, أما بعد:
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:اشتكت النار إلى ربها فقالت: أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم فهذا الحديث فيه دلالة على أن الصيف آية من آيات الله لما يحمله من ظواهر تذكر بعذاب الله في الآخرة من سموم النار ولهيبها مما يوجب لنا الاستعاذة بالله منها وتجنب الأعمال الموصلة اليها من ترك الواجبات وفعل المحرمات واضاعة الأوقات فيما لا تحمد عقباه، وفي الحديث الصحيح:اذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم يعني صلاة الظهر وفي الحديث اذا كان يوم شديد الحر فقال العبد: لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله لجهنم إن عبداً من عبادي استجار بي منك وقد أجرته ، فما نجد في فصل الصيف من شدة الحر فإنه يذكر بحر جهنم أعاذنا الله من عذاب جهنم بمنه وكرمه، ومع ذلك فالصيف نعمة من نعم الله لما يتضمنه من منافع وفوائد تعود الى حفظ الحياة للناس، ومعاشهم فيها يغنمونه من لذيذ الفواكه وعذوبة المياه وطيب الأطعمة وحلاوة الراحة والاستجمام والاسترخاء ووجدانية التلاقي والتواصل في الأفراح والمسرات والمناسبات بين ذوي القربى والصحبة, وبما أن فصل الصيف قد حل ضيفا على الناس مما حدا بكثير من الناس باستغلال هذا الفصل بالترويح عن النفس واعطاء الجسم قسطا من الراحة لتغيير النمط الحياتي العصري الذي بات مرهقا كبيرا للانسان في ظل المدنية الحديثة، ونحن في الاجازة الصيفية لهذا العام، فالسؤال الذي يطرح نفسه ما هو المسموح وما هو الممنوع في هذه الاجازة في قضاء الأوقات وفي صرف الجهد والمال؟
ولا شك أن فصل الصيف لم يكن اجازة عن الصالحات ولا عطلة عن فعل الخير فالعبادة دائمة متواصلة والتكليف قائم الى يوم الدين، والمعصية محرمة في كل زمان ومكان وحال، والمنكر بغيض مذموم في فصل الصيف وغيره.
والصيف لئن عد فصلا للراحة والاجازة لتغيير نمط الحياة والمعاش بما لا يبعد عن دائرة الشرع؛ فهو قد يعني التخفيف من أعباء لدينا بممارسة ألوان الترفيه الحميد والاستجمام المفيد ومعايشة أجواء الأفراح والمسرات وتحقيق الزيجات وصلات الأرحام وتمتين الأواصر الاجتماعية وتعزيز القدرات النفسية وكل ذلك لا يعد خروجا عن دائرة التكليف الشرعي بل انها تعد من صلب التدين وصميم الامتثال.
فالمرح المباح في دنيا الأفراح والتنعم بخيرات الله في الصيف واعطاء البدن حقه في النقاهة والنفس حقها في الراحة ان ذلك من صميم الاسلام وتعاليمه الداعية الى اراحة النفس ساعة بعد ساعة والى درء الملل والسآمة والاكتئاب ولعل مما يحقق شيئا مما ذكر بالترويح عن النفس بالنافع المفيد؛ السفر في فصل الصيف الى البلدان السياحية التي تنعم بالخضرة الدائمة والأجواء المعتدلة.
وبلاد الحرمين ولله الحمد تضم عددا من المصايف الجميلة التي تحاط بسياج من الأمن والأمان والتحلي بالآداب الشرعية والأخلاق الفاضلة اضافة الى ما تلبسه هذه المصايف من خضرة دائمة واعتدال في الجو وتوفر كل الامكانيات التي سخرتها أجهزة الدولة لخدمة المصطاف والزائر، ان الناظر الى مصايف هذه البلاد كمنطقة عسير والباحة والطائف وغيرها يرى عجبا والرائي لا يشاهد إلا ما يدعو الى الدهشة لما تتمتع به هذه البلاد حفظها الله من وجود هذه المصايف والتي هي بحق أعظم المصايف العالمية لتوفر الدين والأمن والأمان وحفظ الأنفس والأعراض فالسفر اليها أولى من السفر الى المصايف الخارجية والتي هي رحلة الى المجهول والوقوع فيما يعرضه سماسرة الرذيلة من تعاطي المسكرات والمخدرات وممارسة الفاحشة مع البغايا والمومسات واهدار الأموال الطائلة التي تنفق في هذه الرحلات وكم يحزن الانسان الرشيد المؤمن المنيب أن يسمع ويشاهد أعمالا وظواهر على بعض الناس تتكرر وتعاد كل صيف من نقص في الايمان وهشاشة في الاعتقاد وضعف في الوازع الديني واهمال الأسر والأبناء واستخفاف بالوقت الثمين وبفرص الزمان وغنائم الصيف التي يسديها الله تعالى لعباده تفضلا واكراما فالسفر الى بلاد الكفر والعبث بالمال والنفس والعرض والعقل يعد من كفران النعمة وخسارة الدين والدنيا فالسعيد من اغتنم وقته واعتبر بمرور زمانه وسخره فيما يعود بنفعه في دنياه وآخرته.
اللهم اجعلنا من المعتبرين بالزمان لآياته ومخلوقاته إنك ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.
علي بن عثمان عمير
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة بلجرشي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved