أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th June,2000العدد:10123الطبعةالاولـيالجمعة 13 ,ربيع الأول 1421

أفاق اسلامية

من العادات السيئة
الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله العمار *
جاء الإسلام لينقل البشرية إلى حياة شريفة حافلة بالفضائل والآدب، لأنه منذ أن بزغت نوره بدأ بالعقيدة، قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون , والعبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه في جميع حياة الإنسان صغيرة وكبيرة ، ولذا اهتم الإسلام بالأخلاق والآداب وحث على التمسك بها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، قالوا نعم يا رسول الله: قال: أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون .
وحسن الخلق والمعاملة الطيبة ومراعاة شعور الآخرين والمحافظة على حقوقهم هو من الأمر بأداء الأمانة، قال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها النساء آية 85, وقال تعالى: إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولا الأحزاب آية 72, والمحافظة على المرافق العامة والمصالح والطرق هو من باب الأمانة, والإضرار بها خيانة للأمانة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الحديث , والإضرار بها من الظلم، يقول الله تعالى: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجنحاء من الشاة القرناء رواه مسلم, وقال صلى الله عليه وسلم: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال رجل: وإن كان شيئا يسيراً يا رسول الله؟ قال: وإن كان قضيباً من أراك رواه مسلم.
ومن العادات السيئة والتي حذر منها الشرع الحكيم لما ينتج عنها من إساءة للفرد والمجتمع، الكتابة على الجدران وتشويهها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا وقوله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد , والتعرض للمسلمين في أعراضهم وأنفسهم مما حرمه الله، وحقوق المسلمين واجبة على المسلم، قالت تعالى: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وقوله تعالى: وأخفض جناحك للمؤمنين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان .
رواه البخاري ومسلم.
كما إن الإسلام قد حرم الغيبة والنميمة وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين وحرم الظلم، قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار .
ومن العادات السيئة كذلك وهي قليلة ولله الحمد في مجتمعنا الإسلامي الكتابة على جدران المساجد، ولذا جاء النهي عن البصاق في المسجد والأمر بإزالته إن وجد، والأمر بتنزيه المسجد عن الأقذار, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة مخاطاً أو بزاقاً أو نخامة فحكه متفق عليه.
وجماع ذلك كله هو الحياء الذي هو أمارة صادقة على طبيعة الإنسان، فهو يكشف عن إيمانه وأدبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء رواه مالك وابن ماجه وغيره عن أنس مرفوعاً وقوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه .
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والارشاد.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved