أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th June,2000العدد:10123الطبعةالاولـيالجمعة 13 ,ربيع الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

مجلس الشورى,, ودورة جديدة,, وإنجازات لا تنسى
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون).
الشورى في المملكة العربية السعودية قد اكملت 75 سنة منذ ان اصدر الملك عبدالعزيز رحمه الله اول نظام لمجلس الشورى عام 1346ه فقد حرص الملك عبدالعزيز رحمه الله منذ الوهلة الاولى على الشورى والمشورة من ذوي العلم والخبرة وسار أبناؤه الميامين من بعده على نهجه إداريا وسياسيا وإصلاحيا هذا المنهج المستمد من الشريعة الاسلامية ولله الحمد والمنة كما انه غرس في أبنائه حب الخير والسهر على راحة الرعية وقضاء لوازمها وها هو رحمه الله في برقية له الى ولي عهده الأمين بتاريخ 18 من محرم 1353ه ينصحه قائلا: (عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة وفي أمر أسرتك خاصة اجعل كبيرهم والدا ومتوسطهم أخا وصغيرهم ولدا وهن نفسك لرضاهم وامحُ زلتهم وأقل عثرتهم وانصح لهم واقض لوازمهم بقدر إمكانك فإذا فهمت وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل فابشر الخير), وصيتك مفهومة يا ابن سعود فها هو الابن البار الإمام الوالد خادم الحرمين الشريفين أمده الله بالصحة والعافية كشأن كل أبناء الملك عبدالعزيز الميامين يسير بخطى حثيثة نحو استلهام خطى القائد الزعيم الموحد لترجمة أفكاره والسير على خطاه والعمل بوصاياه فقد اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله نظام مجلس الشورى في شعبان عام 1412ه مصاحبا للنظام الاساسي للحكم عندما تطورت بلادنا وقطعت اشواطا كبيرة في التنمية البشرية ومن هنا جاء امر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أعزه الله بتطوير مجلس الشورى وتوسيع المشاركة فيه وتنظيم اختصاصاته وأهدافه وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بافتتاح اعمال السنة الرابعة من الدورة الثانية لمجلس الشورى بعد ظهر يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الاول 1421ه الموافق 5 يونيو 2000 في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة وحضر افتتاح الدورة الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أعزه الله والامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام أعزه الله وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين وقد بدىء الحفل بتلاوة آيات كريمات من القرآن الكريم ثم وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله امام مجلس الشورى في جدة خطاباً شاملاً في الشأن المحلي والإقليمي الدولي وسط اهتمام داخلي رسمي وشعبي ووسط متابعة خارجية ملحوظة من دوائر المراقبين على المستويين الإقليمي والدولي جاء فيه هدفنا تحقيق المزيد من الرفاء لمواطنينا والنمو والتطور والرقي لبلادنا ولا تنازل ولا مساومة حول منهجنا الإسلامي الراسخ وشدد حفظه الله في كلمته السامية الضافية قائلا (إن رسالة بلادكم ظلت واضحة في هذا العالم فنحن امناء على عقيدتنا الإسلامية وإخلاصنا لهذه العقيدة ظل بالنسبة إلينا امرا مصيريا لا نقبل حوله المساومات ولن نرضى بأن نقدم فيما يتعلق به اي تنازلات) وانتقد حفظه الله تقارير استهدفت حقوق الإنسان قائلا: (أردت أن ألفت النظر الى ما يدور حولنا من استدراجات وغوايات تحسب أنها بما تقوله او تردده من افتراءات واختلاقات تستطيع ان تمارس علينا نوعا من الضغوط التي يمكنها في النهاية ان تحرفنا عن الطريق الذي اختاره لنا رب العزة والجلال وهي تلوح مثلا بموضوع حقوق الإنسان دون ان يكون لها إطلاع على حقيقة ما يجري في بلادنا, ودون ان يكون لها معرفة موضوعية بما تطرحه شريعتنا في هذا الخصوص من مبادىء سامية (,,,) وفي هذا السياق تعلمون ويعلم كل مسلم ان حقوق الإنسان قد حماها الإسلام منذ اربعة عشر قرناً بموجب نصوص إلهية آمرة ملزمة لكل مسلم ومن ينتهكها يعرض نفسه للعقوبة الدنيوية والأخروية (,,,) ومع ثقتنا وقناعتنا بسلامة مسار بلادنا وصحة منهجها نؤكد للعالم اجمع والمنصفين بخاصة ان ليس لدينا ما نخجل منه او نخفيه، وأن أبوابنا مفتوحة وقلوبنا نظيفة ومناهجنا راسخة وأن قضاءنا أولا وأخيرا منصف لا يتغير).
وحذر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله (من مغبة المحاولات لإكراه المجتمعات على التخلي عن معتقداتها وثقافاتها الخاصة), وطالب المليك المفدى الدول الصناعية الكبرى العمل (بكل ما في وسعها للتسامح في مسألة نقل التقنية الى الدول النامية لتقليل الفوارق التنموية الهائلة بينها والدول الفقيرة) وأكد الملك فهد من جهة اخرى أننا ماضون بحول الله نحو الانضمام الى منظمة التجارة الدولية بما يكفل لبلادنا إن شاء الله فرصا اقتصادية وتنموية واعدة, وفي الشأن الداخلي امتدح المليك المفدى التعاون بين القطاع العام والخاص قائلا: (إن الإنجاز الجيد للمجلس الاقتصادي الأعلى هو جزء من منظومة من الإجراءات التي تعمل الدولة على تحقيقها من اجل تنويع الاقتصاد السعودي ودعمه) وأبدى حفظه الله اطمئنانه الى استقرار اسعار البترول على هذا النمو الذي اضحى اليوم مرضياً ومنصفا للمنتجين والمستهلكين ونحن على ثقة من تعاون شركائنا في أوبك) وشدد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كلمته الضافية على نجاح تجربة مجلس التعاون لدول الخليج العربية كونه (مشروعا يهدف الى خلق مزيد من التآلف والتآخي بين دول المنطقة مما يضاعف من فرص التقدم والتوحد بين أبناء شعوبنا لمواجهة التحديات من ناحية ولمواكبة التطورات المتسارعة في العالم من ناحية اخرى) وأبدى تأييد السعودية ومساندتها جهود الجامعة العربية في توحيد الصف العربي ومسيرة منظمة المؤتمر الاسلامي في جمع شمل الأمة الاسلامية, وفي الجانب الاقتصادي اكد المليك المفدى أن القرارات التي تم اتخاذها في الفترة الاخيرة من بينها تشكيل المجلس الأعلى للبترول والمعادن والمجلس الاقتصادي الأعلى، والانظمة ذات العلاقة بالاستثمار تستهدف في مجملها دعم الاقتصاد الوطني بما ينعكس بشكل سريع لصالح المواطن وأوضح الملك فهد انه يجري في هذا الصدد الإعداد لمؤتمر اقتصادي يناقش بيئة الاستثمار وفرصته في بلادنا وسيجمع المؤتمر مجموعة عالية المستوى من رجالات السياسة والأعمال وصناع القرارات والأنظمة والصناعيين والقانونيين والمصرفيين من القطاعات الحكومية والخاصة في السعودية وشركائها ولا شك ان القارىء المتأمل لخطاب المليك المفدى أمده الله بالمزيد من عونه وتوفيقه يجد في طياته الحنان الدافق والحوار المقنع والكلمة الصادقة والرؤية الأمينة وخطوطا رئيسة لدعم عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة لمواكبة التطورات العالمية ورسالة واضحة من قلب مسلم مخلص لكل العرب والمسلمين وشرحاً لمسيرة استراتيجية المملكة العربية السعودية التي تسير عليها القيادة الحكيمة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين أعزه الله لتحقيق هدف واضح وهو رفاهية المواطن وتطوير البلاد، فالمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله تستمد مشورتها وأحكامها ومنهاج عملها من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فإنها بحول الله وقوته لن تحيد عن ذلك ولن يضرها بإذن الله كيد الكائدين وحسد الحاسدين وان من فضل الله علينا في هذه البلاد الطاهرة - حرسها الله - أن هيأ لنا حكاماً يحكمون بشرع الله بكتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك فإن هذه البلاد الطاهرة المقدسة ستبقى بمشيئة الله عزيزة شامخة وبخير دائما وأبدا ما دامت متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولا شك ان خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يعد وثيقة متكاملة شاملة تعرضت للعديد من المحاور الهامة الدينية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية والتي تجسد حرص قيادتنا الرشيدة على تفعيل عملية التنمية في المملكة لمواكبة التطورات العالمية فالساحة الاقتصادية العالمية تتطلب التفاعل معها بما يحقق لنا مواكبتها اولا بأول مما يعزز انطلاقنا نحو القرن القادم بكل ثبات ورسوخ بإذن الله، وختاما ان انجازات مجلس الشورى الطيبة والفعالة خلال الاعوام الماضية من عمر المجلس الموقر تكريس لنجاح التجربة وعمق لرؤية القيادة الحكيمة الرشيدة, نسأل الله العلي القدير أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يحفظ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ويوفقهم لما يحبه ويرضاه لخدمة ديننا ووطننا ومواطنينا كما نسأله جلّ وعلا المزيد من الرخاء والامن والاستقرار لشعب هذه البلاد المقدسة والأجيال القادمة إنه سميع مجيب,كما أرجو لهذا المجلس الموقر وقيادته العون والتوفيق والله الموفق والهادي الى سواء السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحمد بن عبدالله بن ردن البداح

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved