أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th June,2000العدد:10123الطبعةالاولـيالجمعة 13 ,ربيع الأول 1421

تحقيقات

120 طفلاً ومسناً يموتون يومياً مرضاً وجوعاً
بادرة خادم الحرمين تجاه فقراء مسلمي أثيوبيا قدوة حسنة يجب الاحتذاء بها
إقليم أوجادين المسلم بأثيوبيا يستصرخ أخوة الإسلام
* الرس مكتب الجزيرة محمد بن عبد الله الدخيل
* تعيش الأمة الأسلامية هذه الأيام محنة جديدة وجرحاً دامياً يتمثل بالمصاب العظيم الذي أصاب أخواننا المسلمين في أقليم أوجادين في اثيوبيا، فقد ابتلي المسلمون هناك بالجوع والمرض والتشريد، مما كان له الأثر العميق في نفوس المسلمين، فكان حرياً أن يقفوا مع أخوانهم هناك منطلقين في ذلك من الشعور بالجسد الواحد الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فكان لزاماً علينا أن نبين لاخواننا المسلمين حقيقة ذلك الاقليم الذي يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، والذي كان لنا فيه عدة لقاءات وحوارات مع عدد من الشخصيات والتي قامت مشكورة باتحافنا وافادتنا عن ذلك الأقليم المسلم وتلك المأساة, فكان لنا هذا اللقاء مع الشيخ إبراهيم بن صالح المزيني مدير هيئة الأغاثة الإسلامية العالمية بمحافظة الرس.
الموقع الجغرافي
* بداية نريد منكم أن تحدثوننا عن موقع أوجادين الجغرافي بالنسبة للعالم الإسلامي؟ ونسبة المسلمين بالإقليم؟
تقع أوجادين شرق إثيوبيا وغرب الصومال ويحدها من الشمال الشرقي جمهورية جيبوتي وتبلغ مساحتها نحو 650 ألف كم 2 ويبلغ عدد السكان حوالي سبع ملايين نسمة تقريباً.
ونسبة المسلمين في الأقليم تصل إلى 100% ذلك أن سكان الإقليم صوماليون والشعب الصومالي كما هو معروف يدين كله بالدين الإسلامي، ويتكلم سكان أوجادين اللغة الصومالية بجانب اللغة العربية كلغة التعليم في المساجد والحلقات العلمية، وفيما يتعلق بوجود مسلمين في المناطق الاثيوبية الأخرى فيوجد هناك اعداد كبيرة من المسلمين وخاصة مناطق القومية العفرية ومناطق القومية الأورمية كما توجد نسب متفاوتة من المسلمين في المناطق الأخرى وبصفة عامة فإن نسبة المسلمين في اثيوبيا تصل نحو 60% تقريباً.
* كيف وصل الإسلام إلى ذلك الإقليم؟
كما هو معروف للجميع فإن أرض الحبشة تعتبر أول أرض استقبلت هجرة الصحابة حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يهاجروا إليها عندما اشتد عليهم إيذاء المشركين متعللاً في ذلك صلوات الله وسلامه عليه بوجود الملك العادل الذي لا يظلم عنده أحد: الذي هو النجاشي رحمه الله ومع أن هذه الهجرة المبكرة التي سبقت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومع إيمان ملك الحبشة النجاشي ودخوله في الإسلام فإن المؤرخين يؤكدون أن الإسلام لم ينتشر في منطقة القرن الأفريقي بهذه الحقبة من التاريخ بصورة كبيرة وإنما تم عن طريق الهجرات العربية التي قامت بتأسيس إمارات إسلامية مثل الزيلع وهرر ومقديشو.
* ما هي مصادر الرزق وفرص العمل المتاحة للمسلم في أوجادين؟
تعتبر منطقة أوجادين من المناطق البكر التي لم تستغل بعد والغنية في نفس الوقت بالموارد الزراعية المتنوعة من أراض صالحة للزراعة والموارد المائية الغزيرة بوجود نهري شبلي وجوبا دائم الجريان على مدار السنة والمراعي والأعشاب الواسعة كما اكتشف مؤخراً وجود كميات كبيرة من احتياطي الغاز الطبيعي والمعادن الثمينة كما يتوفر في المنطقة كميات كبيرة من الثروة الحيوانية من الأبل والأغنام والأبقار، إلا أنه وللأسف الشديد لم يتم الاستفادة والاستغلال من تلك الموارد الزراعية لعامة الشعب وذلك نتيجة الفقر وقلة الموارد المالية في الإقليم,ولذلك فإن المنطقة تعاني من الفقر والتخلف الشديد ولايتوفر لديها أدنى مقومات الحياة الصحية والتعليمية وبقية مرافق الحياة الضرورية وبصفة عامة فإن مصادر الرزق في هذا الإقليم تعتمد على الرعي والزراعة البدائية.
* سمعنا عن مدى المعاناة والمأساة التي حلت بهذا الإقليم فيا تُرى ما هو حجم تلك المعاناة؟
حجم المعاناة كبير جداً ويمكن وصف الذي حصل بأنه كارثة بشرية حلت بإخواننا في أوجادين حيث ان الأمطار لم تنزل لستة مواسم متتالية في هذا الإقليم الذي يعتمد في حياته المعيشية بصورة كلية بعد الله سبحانه وتعالى على الرعي والزراعة اللذين تعطل إنتاجهما بسبب هذا الجفاف الخطير، وحجم هذه الكارثة يتضح بصورة جلية في العرض التالي:
(1) جفت منابع الموارد المائية من الآبار السطحية والبرك وغيرها.
(2) هلاك اعداد كبيرة من الثروة الحيوانية 90% من الإبقار، و70% من الاغنام إثر فقدانها الماء والعلف ومن المعروف ان غالبية السكان يعتمد على هذه الثروة في معيشتهم، وقد هاجرت الكمية الباقية من المواشي إلى مناطق نائية بحثاً عن ماء وكلأ.
(3) هلاك الزرع والحرث وانعدام الناتج الزراعي في خلال هذه المواسم المتتالية من الجفاف الذي يعتبر المصدر الثاني الذي يعتمد عليه الشعب في إمداداته الضرورية بعد الثروة الحيوانية.
(4) حدوث مجاعة واسعة ومشقة كبيرة في صفوف الشعب من جراء هذا الجفاف الخطير مما أدى إلى وفاة مئات من الأطفال وكبار السن والضعفاء يموت يومياً 120 شخصاً في انحاء المنطقة تقريبا ، بالإضافة إلى هجرات جماعية إلى المناطق المجاورة والتي لا تعتبر أفضل منها في كثير من الحالات.
(5) نظراً لفقدان الماء الذي هو أساس الحياة فقد انتشرت الأمراض الخطيرة من امراض سوء التغذية وفقر الدم وغيرهما مما يزيد حالات الوفاة وتؤكد الدراسة التي قامت بها بعض الجمعيات الخيرية في أوجادين ان 80% من الأطفال يمكن إنقاذهم من خلال تغذيتهم في المطاعم الجماعية.
صور مؤلمة
* من خلال زيارتكم نريد ذكر بعض الصور المؤلمة هناك؟
الصور المؤلمة في هذا الاقليم كثيرة، فقد حدثني شيخ إحدى القرى ان تاجر الابقار لديهم يملك مائة بقرة واتفق مع أحد الرعاة الفقراء ان يرعى الابقار فترة معينة من الزمن على ان يعطيه بقرة منها فمات البقر جميعها واصبح التاجر والفقير بقدرة الله يبحثان عن العمل سواء,في الطريق لا نرى إلا المواشي ميتة وقد قابل الدكتور عبد الرحمن السميط رجلاً كان يملك مائة وخمسين رأساً من الأبل ومائة بقرة وبضع مئات من الأغنام كلها ماتت ماعدا عجل هزيل يقول الدكتور السميط أن الرجل قال لي مازحاً هذا هو العجل الباقي تستطيع ان تأخذه إذا أحببت لأنه سيموت بدون أعشاب، وصورة أخرى لمدرسة ابتدائية كان فيها ألف طالب أما الآن فهم أقل من أربعمائة طفل بعضهم ماتوا وبعضهم هاجر مع أهله للبحث عن الطعام، وانخفضت أسعار الماشية منذ بدء الجفاف وزادت أسعار الحبوب، ومن خلال تجولي في المخيمات تخرج النساء مع أطفالهن المرضى إلينا طلباً للمساعدة العاجلة والرجال يدعوننا لمشاهدة من مات ومن هو في سكرات الموت من المجاعة، وفي منطقة هطاوي التابعة لمحافظة قودي حيث تبعد عنها خمسة وثلاثين كيلومتراً يوجد قرابة ثمانية الاف نسمة لم يصلهم أي دعم والناس بحاجة ماسة.
مشروعات الهيئة
* قيام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية بمحافظة الرس بهذا المشروع الخيري الكبير فكيف كانت البداية وما هي المشاريع التي تنوي الهيئة إقامتها هناك؟
في البداية قررنا افتتاح مركز في هذه المنطقة حيث لا يوجد إلا بعض الهيئات الغربية التي تعمل بشكل مبسط حتى الآن أما نحن في هيئة الإغاثة فقد قررنا افتتاح مركز متكامل الأول من نوعه في المنطقة وبدأ العمل بعد أخذ التصريح مباشرة من الجهات الرسمية في قودي، وتم شراء مواد غذائية عاجلة من السوق المحلي تم توزيعها على الأسر المحتاجة لحين الانتهاء من تنظيم العمل بالمركز الذي يشمل مركزاً لتغذية الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، حيث تؤكد الدراسات ان 80% من الاطفال يمكن إنقاذهم من خلال تغذيتهم في المطاعم الجماعية، كما يشتمل على مركز صحي لمعاجلة المرضى وصرف الأدوية ووضع حد لانتشار الأمراض الفتاكة المصاحبة للمجاعة، ومركز توزيع إغاثة عاجلة يصرف لكل أسرة في كل أسبوع كمية من المواد الغذائية غير المطبوخة.
* هل يوجد هناك بصيص أمل في تحسن الأوضاع في ذلك الإقليم؟
نعم، هناك ولله الحمد أمل في تحسن الأوضاع حيث بدأ نزول الأمطار، إلا أن السكان يحتاجون إلى إعادة تأهيل بعد المجاعة بواسطة منح المزارعين البذور وتمليك الرعاة بضع قطعان من الماشية، وقد تم شراء الدفعة الأولى من البذور بعد حصر المتضررين وسيتم بدء التوزيع عن طريق مندوبي هيئة الإغاثة بإذن الله.
* هل من كلمة أخيرة للمسلمين في هذا البلد المعطاء؟
في البداية اتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي كان له السبق - كعادته - في فتح باب التبرع لإخواننا المسلمين في إثيوبيا حيث تبرع حفظه الله تعالى بمليون ريال لإخواننا المنكوبين في إثيوبيا مما كان له الاثر في نفوس اخواننا المسلمين هناك، فنسأل الله العلي القدير ان يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة,وانني من هذا المنطلق أوجه نداء عاجلاً إلى اخواني المحسنين في هذا البلد المعطاء أن يبادروا إلى مساعدة إخوانهم المنكوبين فقد قال الله تعالى: وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ، وتذكروا قوله عليه الصلاة والسلام: اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة فإني أهيب بإخواني المسلمين كما تعودنا منهم دائماً وأبداً لسرعة نجدة إخوانهم هناك، أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعله في ميزان حسنات الجميع وأن يخلف الله على المنفقين.
حضور سعودي دائم
كما كان لنا هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ/ حمود بن غزاي الحربي عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم حيث كان لنا معه الحوار التالي:
* فضيلة الشيخ كيف تنظرون إلى الواقع المؤلم في منطقة أوجادين حالياً؟
كما تفضلتم مؤلم، بل للغاية فإذا كانت كل يوم تسجل عشر الى خمس عشرة حالة وفاة فكيف لا يكون مؤلما وما زالت المأساة قائمة وحالات الوفاة في ازدياد ناهيك عن الأمراض التي بدأت تسجل هناك بين الأطفال والنساء خصوصا.
* هل ترون ان المساعدات ستفي بالمطلوب؟
يا اخي عدد المهددين بالمجاعة وخطرها من ثمانية الى تسعة ملايين نسمة ومن المتوقع ان تطول ستة عشر مليوناً في القرن الأفريقي بأكمله، فماذا ستفعل المساعدات لهؤلاء، نعم لو كل دولة حذت حذو بلادنا المباركة قيادة وشعباً في تفعيل هذه المأساة شعبياً ورسمياً حتى أصبحت حدث الساعة في مجتمعنا، لو كل دولة فعلت هذا لأمكن للمساعدات ان تفعل المطلوب.
* كما أشرتم تم تفعيل هذه المأساة في جميع انحاء المملكة فكيف تنظرون لتفاعل المجتمع مع هذا الحدث؟
تعودنا من أهل هذه البلاد قيادة وشعباً كل خير فبلادنا حاضرة في جميع بقاع المسلمين وشاهدة أحداث العالم الإسلامي تطعم المسكين وتعالج المريض وتكفل اليتيم وتواسي المنكوب وتؤوي المشرد والتاريخ المعاصر يشهد بذلك، وكل مرَّة يزداد العطاء ويتنامى البذل فمن افغانستان الى البوسنة وكوسوفا والشيشان والصومال الى إثيوبيا ولعل أول مؤسسة إنمائية في العالم الإسلامي تطأ قدماها أرض أوجادين هي هيئة الإغاثة الإسلامية من هذه البلاد، فالمجتمع يتفاعل بحمد الله مع قضايا أمته، وهذا ما لمسناه من مجاعة أوجادين لم تستطع هيئة الإغاثة بطاقمها التطوعي ان تغطي على تبرعات المحسنين العينية خصوصاً أليس هذا تفاعل؟ ألا يكفينا فخراً ذاك التبرع السخي الذي جادت به نفس المحسن الجواد الشيخ صالح بن مطلق الحناكي حفظه الله وهذا في ظنِّي أكبر شاهد على تفاعل مجتمعنا المبارك مع مجاعة أوجادين الأخيرة، الكل تفاعل الرجال والنساء الصغار والكبار، المواطن والمسئول حتى محدودي الدخل جادت نفوسُهم بما تستطيع، إنَّ الأمة بهذا العطاء كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى,وفي ظني أن الناس بحاجة الى مثل هذا التذكير لكن الذي بحاجة أكثر المؤسسات الخيرية فهي بحاجة إلى القول ما زلتم تعملون على قناة إعلامية واحدة وهي منابر الجمعة فلماذا لا تبرز هذه المجاعة عبر القنوات الإعلامية الأخرى؟ إن المجتمع يودُّ أن يرى هذه المأساة بعينيه بعد ما سمعها من خطيب الجمعة بأذنيه، إنني أدعو إخواني في الهيئات الخيرية إلى توظيف كل الإمكانيات الإعلامية في خدمة قضايا الأمة، وهذا متاح وممكن بحمد الله وثمة أمر آخر أطالبهم به وهو تحويل مكاتب الهيئات الخيرية الى معارض متنقلة تجوب المراكز التسويقية والمعارض التجارية واماكن التجمعات العامة والمراكز النسائية والصيفية وغيرها، وأتمنى أن يقام معرض على مستوى فني إعلامي عالٍ على هامش المهرجانات التي ستقام في هذا الصيف في ابها وفي جُدة وفي مكة وفي المدينة وفي غيرها، هذه خواطر تقبل الأخذ والرد وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وكان معنا في هذا الحوار الشيخ صالح بن ضيف الله الفريدي امام وخطيب جامع هيا العساف في محافظة الرس حيث تحدث قائلا: ان مانزل بإخواننا المسلمين في إثيوبيا من المجاعة الرهيبة والعطش الشديد والمرض الفتاك الوبائي خاصة في هذه الأيام التي نسمع عن تزايدها بشكل لافت للانتباه ليحتم على المسلمين ان يخبوا لنجدة ونصرة اخوانهم لأن المسلمين كل وجزء من بعضهم والمسلم أخو المسلم، فهذه الأخبار ربما لم يسمع بها كثير من المسلمين لانشغالهم بهذه الحياة الفانية، وعدم أخذها حيزها في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، ولكن بعد زيارة وفد من هيئة الإغاثة الاسلامية العالمية في محافظة الرس واطلاعهم عن كثب واعداد تقرير عن حالة اولئك الجائعين المنكوبين,إن الناس ومن حضر لخطبة الجمعة أصابتهم صدمة عند سماع الخبر لأول مرة، ولقد كانت استجابة المصلين عظيمة عندما وقف بالأبواب إخوة مفوضون بجمع التبرعات وهذا ليس مستغرباً على أهل هذا البلد المعطاء بلاد الحرمين، بلاد العقيدة، لقد سمعنا عن وقفتهم الصادقة المخلصة لنجدة هؤلاء المنكوبين بذهابهم بأنفسهم لمكتب هيئة الإغاثة وتداول أخبارهم والسؤال عن إخوانهم,وأختم كلامي بأن يخلق الله على من تصدق ويجزيه خير الجزاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved