أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th June,2000العدد:10123الطبعةالاولـيالجمعة 13 ,ربيع الأول 1421

شرفات

قد تسبّب توتراً مزمناً بين الزوجين مشكلات الأسرة في رعاية الطفل المعاق
* الرياض عذراء الحسيني
يؤكد الدكتور مال الله الأنصاري استشاري امراض نفسية للاطفال الناشئة في المؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين في البحرين,, ان تشخيص حالة اعاقة مزمنة في احد افراد الاسرة له تأثير كبير على الطفل واسرته ويمتد هذا التأثير إلى التطور الطبيعي للطفل المعاق وينسحب التطور النفسي الاجتماعي على بقية افراد الاسرة.
وان هذا التأثير يعتمد سلبا أو ايجابا على عدة عوامل منها تطور الاعاقة وذلك حسب المسببات حيث ان بعضها مستقر والآخر يتطور للأسوأ وقد يؤدي الى الوفاة كذلك ان كانت هنالك اعراض جسمانية قد يحتاج الطفل فيها الى علاج طبي وجراحي ودخول المستشفى على فترات متقطعة وذكر ان التوتر والقلق الناتجين عن الاضطراب الصحي المزمن لهما نتائج دائمة تؤثر سلبا على التطور النفسي والاجتماعي للاسرة كلها بعكس الاضطراب الحاد الذي يؤدي إلى تأثيرات مؤقتة تنتهي بانتهاء الحالة.
في دراسة للدكتور مال الله الانصاري بهدف شرح الضغوط النفسية المصاحبة للاعاقة وتوضيح هذه الضغوط على التكوين النفسي والاجتماعي للطفل والاسرة على حد سواء, أشار إلى انه لا بد من التذكير ان عائلة الطفل المعاق لاتختلف عن أي عائلة اخرى وبالتالي فإن ردود فعلها لاكتشاف الاعاقة تكون متشابهة لردود فعل اي عائلة عند اكتشاف مرض مزمن يؤدي إلى العجز او الوفاة, ولعله من المفيد للعاملين في مجالات الاعاقة معرفة المراحل التالية والتي يمر بها كل والدين لديهما طفل معاق:
مرحلة الصدمة: عند اعلام الوالدين وللمرة الاولى بحدوث الاعاقة سواء كان ذلك بعد الولادة مباشرة أو في سن متقدمة, فإن وقع الخبر عليهما سيكون قاسيا حيث ان احساسهما سيكون مثل احساس الشخص المفجوع في ابنه بحادث أو مرض.
مرحلة الانكار: بعد مرحلة الصدمة الاولى، يعمل الوالدان في هذه الفترة على اقامة البرهان ان الطبيب قد أخطأ التشخيص وذلك بالبحث عن الحركة والنشاط والتصرف الطبيعي لدى الطفل واغفال الجوانب الاخرى، ومن الملاحظ ايضا في هذه المرحلة تكرار زيارة واستشارة عدد كبير من الاطباء لعل أحدا منهم يخبرهما بتشخيص مختلف وبالطبع فان موقفهما من الطبيب الذي توصل إلى تشخيص حالة ابنهما سيكون غير ودي وسوف يستمر الموقف السلبي من الطبيب الى فترة طويلة.
الخوف والاحباط: مع تقدم الوقت وظهور الاعاقة بصورة واضحة يكون مجال الانكار ضئيلا جدا فيبدأ أحد أو كلا الوالدين بتقبل الطفل على ما هو عليه والاعتراف بأن طفلهما هو طفل غير عادي، عندها يتساءل كثير من أولياء الامور حول مسائل تهم العائلة مثل كيف نخبر الاقرباء والاصحاب؟ ماذا نقول لباقي الابناء؟ وما هو تأثير وجود الطفل المتخلف معنا في البيت؟ وقد يبدأ احدهما بلوم الآخر أو الطبيب بأنه كان السبب فيما حدث ونتيجة لذلك فإن ثقتهما بمقدرتهما على الامساك بزمام الامور تكون مهزوزة.
ونظرا لحساسيتهما لاكتشاف الاعاقة فانهما قد يعمدان الى اخفاء الطفل عن عيون الآخرين, تمتاز هذه الفترة بظهور القلق الشديد على مستقبل الطفل التعليمي، فيبدأ الوالدان بالتساؤل فيما إذا كانت هناك مدارس خاصة، وماذا عن التعليم العادي وماذا عن فرص العمل والزواج وانجاب الابناء؟ كل هذه التساؤلات مشروعة وواقعية ولا بد من الطبيب والعامل في هذا المجال التكيف معها ومعرفة كيفية تقديم الاجابة عليها، كما يجب توفير المعلومات عن الخدمات المقدمة لمختلف انواع الاعاقة سواء كان محليا او في مناطق اخرى قريبة.
العلاقة بين الزوجين
إن الدراسات والتجارب الشخصية بينت تأثيرات مؤكدة على كل من الوالدين وعلى باقي افراد الاسرة من اخوة وأخوات على النحو التالي:
إن وجود طفل معاق يسبب توترا مستمرا ومزمنا في حياة الزوجين.
إن هذا التوتر يؤثر سلبا في كثير من الاحيان على اتزانهما وقدرتهما على التكيف مع التحديات مما يسبب لهما شعورا بالكآبة والأسى المزمن، إذا كانت العلاقة بين الزوجين ليست قوية بما فيه الكفاية فإن وجود هذا الضغط قد يؤدي إلى اضعاف هذه العلاقة اكثر وفي حالات قليلة يؤدي إلى تقويتها.
إن وجود الخلاف بين الزوجين يؤدي إلى تباين في الاراء عند تقدير حاجات الطفل المعاق وحاجة اخوانه او عند اتخاذ قرار مصيري يهم الطفل او الاسرة بشكل عام مما ينعكس سلبا على الاطفال وخاصة الطفل المعاق لحاجته الشديدة للمساندة والتعاضد من الأبوين,لذلك فإن عائلات المعاقين في حاجة ماسة الى المساندة وعلى مدى طويل والمساندة الممكنة تأتي من خلال ترتيب لقاءات منظمة مع عائلات اخرى لديها اعاقات وظروف متشابهة لتبادل المعلومات والخبرات الشخصية ومساندة كل منها الاخرى، ان ترتيب مثل هذه اللقاءات ملقي على عاتق الجمعيات غير الحكومية التي تعتني وتهتم بمشاكل الإعاقة وخاصة تلك التي تحتوي في مجالس ادارتها اعضاء معاقين.
مشكلات الإعاقة
منها الاقامة في المستشفى للعلاج,, كثير من المعاقين يحتاجون إلى ادخالهم المستشفى لتلقي العلاج او التأهيل، بالطبع هذا يتطلب الانفصال من الاسرة والاصدقاء والمدرسة، ونتيجة لجو المستشفى وانفصاله عن ابويه فإن المعاق يتأثر وينعزل عن الآخرين ويتكرر ذلك مع تكرر دخوله المستشفى مما يؤثر على طبيعة علاقته مع الآخرين مستقبلا ومن العوامل الأخرى المؤثرة سلبا الاحساس بالألم نتيجة التدخلات الطبية، التغير في الجسم نتيجة المرض او طرق العلاج وفقدانه السيطرة على حركته، ان عدم قدرة الاهل على التقليل من هذه المشاعر لدى الطفل وشعورهم بالمسؤولية الجزئية عنه يصيبهم بالقلق والشعور بالذنب، وهناك مشكلات خاصة بتفسير طبيعة العجز للطفل واعلامه بالخطوات المرتقبة للعلاج والتأهيل,, من الافضل تهيئة الطفل واعلامه قبل وقت قصير من اجراء التأهيل أو العلاج وعلى حسب قدراته الادراكية ونضجه الاجتماعي وذلك لتهيئته للبيئة الجديدة التي سيدخلها.
تربية المعاق
إن عدم وجود تقاليد مجتمعية معروفة لطرق تربية الطفل المعاق وانعدام التجارب على الصعيد الشخصي والعائلي يزيد من اعباء الرعاية الوالدية وكذلك عدم توفر دراسات مؤكدة عن حاجات الطفل المعاق في مراحل النمو المختلفة يجعل من هذه المهمة اكثر صعوبة حيث ان المعلومات المتاحة هي حول الاحتياجات الطبيعية لطفل طبيعي.
وقد تلجأ بعض الاسر إلى مقارنة حاجة الطفل بحاجة اخوانه وهي بالتأكيد ليست متشابهة مما يجعلها في حيرة وتذبذب في المعاملة,, هنالك نقطة مهمة وهي الاختلاف في تطبيق النظام على المعاقين وأشقائهم من حيث الحقوق والواجبات والضوابط حيث يميل الابوان إلى عدم ردع الطفل المعاق عندما لا يحسن التصرف.
مشاكل متابعة الطفل المعاق
في كثير من الاحيان تفقد الام وقتا كبيرا في توصيل ابنها المعاق إلى المستشفى او العيادة او مركز التأهيل، مما يؤثر سلبا على علاقاتها مع زوجها وأولادها وإذا كانت الام عاملة فإن المشكلة تصبح اكبر حيث ان ذلك يستلزم تكرار غيابها عن العمل.
صعوبة التعامل مع المؤثرات الطارئة: إن قدرة الاسرة على التعامل مع المؤثرات الطارئة في حياتها تصبح اكثر صعوبة في ظل وجود طفل معاق.
الاجازات والترفيه: إن تخطيط الاجازات وما يتعلق بأمور الترفيه والراحة لكل افراد الاسرة يحتاج الى اعادة نظر في ظل طفل معاق مما يسبب ارباكا كبيرا للاسرة بمجموع افرادها.
الامور المالية: الزيادة في تكاليف العناية بالمعاق وتوفير احتياجاته المادية، اضافة إلى تكلفة العلاج والتأهيل قد لا يكون في مقدور الاسرة توفير جميع تلك المستلزمات ومتطلباتها لطفلها المعاق، الامر الذي يسبب ضغطا اضافيا ومضاعفات عليها.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved