أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th June,2000العدد:10125الطبعةالاولـيالأحد 16 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

تئن تحت وطأة المراجعين
المراكز الصحية والظروف السيئة لأطبائها
اصابتني غبطة مشوبة بالحذر ممزوجة ببعض القلق وانا اقرأ خبر اغلاق عدد من المراكز الصحية في الصفحة الاخيرة من جريدة الجزيرة الغراء يوم الاحد 24/2/1421ه وكان منبع قلقي ان اغلاق المراكز الصحية يعني اغلاق الرئة التي نتنفس منها حيث كنت احسبها مراكز الرعاية الصحية الاولية، لانني طبيب رعاية اولية (أو طبيب اسرة كما يحلو لنا ان نطلق على انفسنا).
وكان منبع الغبطة ان بعض هذه المراكز اصيبت بالهزال الذي استحقت معه وقفة جدية مع النفس لعلاج القصور الرهيب الذي اصابها من سوء في المباني ونقص بالادوية والمعدات وانحدار في مستوى العاملين فيها الا انه سرعان ما تبدد هذا القلق حين استكملت قراءة الخبر حيث ان ما تم اغلاقه كانت من مؤسسات القطاع الخاص اولا، ومستشفيات ومستوصفات وعيادات وصيدليات ومحلات بصريات ثانيا, عندها بدأت افكر لماذا تم اقحام اسم المراكز الصحية في هذا الموضوع؟ فمن المؤكد ان جميع ما ذكر من محلات بصريات وصيدليات وغيرها ليست هذا مراكز رعاية صحية بالمعنى المتعارف عليه! اذا هل النية كانت مبيتة للاساءة للمراكز الصحية المعروفة؟ أم تراها زلة محرر عند صياغة العنوان؟.
انا اعلم ان هناك قصورا كبيرا حيال دعم المراكز الصحية بوزارة الصحة وهناك عدم قناعة تقرؤه بين السطور بجدوى هذا النوع من الخدمة حاليا، على الرغم من اجتهادات ادارة المراكز الصحية وشاهدي على ما اقول هو ما نشاهده ونقرؤه عن افتتاح مراكز العلاج الثانوية والتخصصية والتوسع فيها على حساب المراكز الصحية قليلة التكلفة والمتصفح للجرائد اليومية سيلاحظ ان هناك العديد من المستشفيات التي تم افتتاحها او تطويرها مع عدم ذكر للمراكز الصحية على الاطلاق واود ان اذكر اننا مازلنا بانتظار وزارة الصحة الموقرة للبدء بمشروع انشاء الالفي مركز صحي التي امر بها سابقا للتخلص من المباني المستأجرة.
المراكز الصحية تئن تحت وطأة الاعداد المتزايدة من المراجعين وهذه المراكز ينقصها الكثير من اساسيات العمل الطبي من مكتبات ووسائل اتصال جيدة على الرغم من اننا في عصر العولمة، فلا توجد طريقة للعاملين للذهاب الى المستشفيات الكبرى في القطاعات الاخرى لزيارة المكتبات فهم اي اطباء المراكز في عمل متواصل طوال ايام الاسبوع وللمعلومية لا توجد مكتبات حديثة وجيدة حتى في المستشفيات الكبرى لوزارة الصحة وان وجد فهي هيكل مكتبة تفتقد الكتب والدوريات الحديثة، ناهيك عن الشبكة العنكبوتية وما ادراك ولا يوجد لديهم اي نوع من انواع التعليم الطبي المستمر وعلاقتهم الوحيدة بالطب والتعليم الطبي هو عند امتحان تجديد العقد وذلك بعقد امتحان روتيني اكل عليه الدهر وشرب.
هذه الالة من عدم الاستقرار وانعدام الرضا الوظيفي ادت إلى تسرب الكثير من الخامات السعودية الى القطاعات الاخرى الاكثر تجهيزا والافضل ظروفا وظيفية ومادية والهيئة السعودية هي الاخرى تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه الظروف السيئة لاطباء الاسرة في المراكز الصحية وتغليب مصلحة الهيئة على المصلحة العامة للاطباء والطبيبات فكل هم الهيئة هو استلام مبلغ المعادلات ورسوم الامتحانات وجمع الاموال بدون تحريك ساكن لتحسين عمل هذه المراكز التي تبلغ قرابة الألفي مركز صحي يعمل فيها السواد الاعظم من اطباء الرعاية الصحية الاولية، ففي مقر الهيئة حاليا يوجد قسم كبير جدا اسمه REGISTRATION EQUILIZATION AND
SECTION ترجم بالعربية بذكاء الى التقويم والتسجيل المهني (تم ترجمة EQUILIZATION الى تقويم بدلا من معادلة والسبب ان هناك شهادات لا يوجد لها مقابلة لدى الهيئة ومن ثم لايمكن معادلتها فيتم تقويمها والمحصلة الفا ومائتا ريال فقط لاغير.
وليت وزارة الصحة المؤقرة في هذا المقام تتعامل مع مراكزها الصحية كتعاملها مع العيادات والمستشفيات والمستوصفات الخاصة من دقة بالرقابة وتطبيق الشروط وهناك بعض المراكز والمستشفيات الكبرى التي تفتقد ابسط وسائل السلامة، ارجو ان نرى تغييرا في قناعات المسئولين في وزارة الصحة حتى تستطيع هذه المراكز ان تقدم دورها المنوط بها حيث ان املنا بها كبير، والله من وراء القصد.
د, علي السليمان
طبيب أسرة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved