أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th June,2000العدد:10127الطبعةالاولـيالثلاثاء 18 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

الحوادث المرورية مسئولية من؟!
تظل الحوادث المرورية، الناتجة عن عدم التقيد بقواعد السير، والناجمة عن عدم الاخذ باسباب السلامة، قضية وهاجسا يقض مضجع المسؤول والمواطن والمقيم على أرض هذا الوطن المعطاء، لما ينتج عنها من خسائر فادحة في الاوراح والممتلكات، ولما تخلفه من اعاقات واصابات بليغة تدمي القلب وتوجع الفؤاد، ليس في هذا البلد فحسب بل في جميع بلدان العالم وان اختلفت في نسبها وأحجامها من بلد الى آخر، ولئن كانت تفتح ابواب المعامل والمختبرات وتستنهض همم الباحثين والمتخصصين في مجال البحث وصناعة الادوية للعمل المتواصل والبحث المستمر، لاحتواء اي داء يهدد البشر، ومحاصرة اي فيروس يقلق مضاجعهم ويهدد ارواحهم, فان استنهاض الهمم لاحتواء داء عدم الالتزام بقواعد السير، واستنفار الطاقات لمحاصرة فيروس عدم الاخذ بأسباب السلامة يكون ضرورة ملحة تتطلب المبادرة والمسارعة، ولا تقبل التردد ولا تحتمل التسويف او التأجيل، الامر الذي سوف يضاعف من مهام ومسئوليات جهاز الامن العام، خاصة الادارة العامة للمرور، امام هذا الخطر الكبير ويجعل الجميع ينظر اليها نظرة تفاؤل وامل واستبشار بان تكون الطبيب الماهر والجراح المنتظر الذي يتحقق على يديه باذن الله تعالى رتق هذا الجرح النازف او التحجيم من آثاره ومخاطره حيث يحمل هذه الادارة مسؤولية ايجاد الوسائل وتوفير الاساليب التي تساهم في احاطة هذا الشبح المخيف واحتوائه، ويضع على عاتقها مهمة تنشيط وتكثيف البرامج التوعوية والارشادية وضرورة البحث عن الآلية الجديدة والاستراتيجية التي تساعد في خنق هذا العدو ومحاصرته, ان هذه الحوادث المروعة تلزم ادارة المرور ان تبذل قصارى جهدها لتهيئة طريق خال من العقبات، آمن من المفاجآت الثابتة او السائبة او المتحركة، طريق وافر العبارات التحذيرية، مكتمل اللوحات الارشادية, ان على ادارة المرور ان تؤكد على ضرورة تفعيل دور الاشارة الضوئية في تحقيق اسباب السلامة من خلال وضوحها، والدقة في اختيار مواقعها، ومراقبة (ديناميكيتها) ومحاولة تطبيق الضوء الاخضر بين الاشارات قدر المستطاع, ان على المرور الا يتردد في استعمال الحزم في غير عنف مع كل متهور لم يجد معه الاسلوب،والشدة مع كل مستهتر لا يحترم التعليمات، وغير مبال لم يستجب للخطاب, ان على ادارة المرور الجديدة محاولة اعادة النظر في اجراءات وشروط منح رخص القيادة خاصة فيما يتعلق بمنح التصاريح، والتأكيد على عدم التهاون او التساهل في هذا الامر، لما ينتج عن ذلك من اضرار فادحة وآثار مؤلمة عندما تمنح لاشخاص في سن مبكرة لا تدرك العواقب ولا تقدر النتائج والمسئولية، ان على ادارة المرور الا تتأخر في البحث عن كل اسلوب جديد يوصل الى الهدف المنشود، وكل برنامج مفيد يحقق الامل المعقود, الا ان هناك حقيقة يجب ان يدركها الجميع ولا ينساها او يتناساها، وهي ان جهود رجال المرور وحدها لن تؤتي ثمارها، ولن تحقق كامل اهدافها ولاجل آمالها، ما لم تتوحد وتتضافر جهود الجميع لان التعاون اساس عملية النجاح، الذي يجعل مسئولية التصدي لهذا الخطر الكبير، والوقوف امام هذا العدو اللدود مسئولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع: افرادا وأسرا، ومؤسسات وادارات، وذلك من خلال مشاركة رجال المرور في هذه المهمة النبيلة، ومشاطرتهم في هذه المسئولية الجسيمة والتي سوف يكون لها دور ايجابي باذن الله تعالى في احتواء هذا الخطر ومحاصرة هذا العدو ورتق وايقاف هذا الجرح النازف، متى اتصفت بالاستمرارية والتواصل ولم تتوقف على يوم او اسبوع او مناسبة, هذا والله نسأل التوفيق للجميع فهو الموفق والهادي الى سواء السبيل.
علي المغيولي
عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved