أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st June,2000العدد:10128الطبعةالاولـيالاربعاء 19 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

هل أنا على خطأ,,؟
رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ارسل لك هذه المشاركة المتواضعة، والتي أرجو ان تجد طريقها للنشر في جريدتكم، وأنا أعرف ان بعض الجرائد والمجلات، ان لم يذكر المرسل في مقالته بعض مميزات الجريدة، أو بعض الثناء والمديح لرئيس تحريرها، فان مصير مشاركته سلة المهملات.
أما مشاركتي فهي عبارة عن عدة تساؤلات صادقة، أطرحها في هذه السطور التالية:
** كنت قد بدأت حياتي الزوجية ككثير من الشباب مثقلا بالديون التي كان سببها تكاليف الزواج الباهظة، مما اضطرني الى شراء سيارة قديمة بمبلغ زهيد يناسب قدراتي المالية المتواضعة، وقد كانت هذه السيارة والحق يقال خير معين لي بعد الله على كل ما اطلب منها بل واكثر، فقد كانت اقتصادية جدا في الوقود، وقطع الغيار، ولم يكن لها عيب الا انها قديمة، ولكن هذا العيب لم يشغلني قط، لاني كنت أرى فيها مجرد وسيلة وليست غاية.
ولكنني فوجئت مع مرور الايام بكثير من الاقرباء والاصدقاء، والزملاء، الذين كانوا ومازالوا يوجهون لي كثيرا من الانتقادات والاستهزاءات بسبب استخدامي لهذه السيارة القديمة.
وفي الحقيقة فانني كنت انظر الى تصرفاتهم تلك بعدم اهتمام ، وذلك لانها في نظري سطحية وغير ناضجة، ولا تصدر الا من اشخاص سذج، ومحدودي الفهم والمعرفة في التاريخ والواقع، فهم لا يعرفون ان كل عظماء التاريخ كانوا يتنقلون مشيا على الاقدام او على الحيوانات، وهم أيضا يجهلون الواقع، ففي الصين وحدها أكثر من خمسين مليونا من البشر يتخذون من الدراجات الهوائية وسيلة للتنقل، منهم مديرو شركات كبيرة، واكثر من هذا العدد بكثير على مستوى العالم لا يجدون حتى الحيوانات كوسيلة للتنقل.
وكان يحتج عليّ هؤلاء الاشخاص بقولهم ان هذا العصر يختلف عن عصور العظماء والعباقرة، وان الواقع يقول ان مظهر الانسان هو الدليل على قيمته، ولكني كنت ارفض هذا الكلام وبشدة، وذلك لان من اهم المبادئ التي اعتقدها (أؤمن بها) هو ان قيمة الانسان ليست بمظهره او وسيلة تنقله، وانما قيمته بجوهره واخلاقه، ونضجه، وفهمه لأمور الحياة على حقيقتها لا على ظاهرها,ولكن الامر الذي ادهشني فعلا، هو ان عدد هؤلاء الاشخاص بدأ يزداد بشكل رهيب ، مما جعلني اقف كثيرا عند هذا الموضوع، واراجع نفسي وأسالها وأسأل كل من تقع عينه على هذه السطور، هل انا على صواب؟! اذا كان الجواب نعم، فهل يستطيع الانسان ان يتمسك بمبدئه في ظل كثرة معارضي هذا المبدأ وتزايدهم يوما بعد يوم؟! وهل يعقل ان نغير مبادئنا لكثرة معارضيها؟!
محمد العواجي
كلية اللغة العربية جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع










[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved