أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd June,2000العدد:10129الطبعةالاولـيالخميس 20 ,ربيع الاول 1421

الثقافية

ضوء
شائعة مكتبة الملك فهد الوطنية
عبدالعزيز الصقعبي
منذ أيام تناقل الناس خبر انتقال مكتبة الملك فهد الوطنية الى مقر آخر ، اصبح الخبر حديث المجالس، ومن واقع رؤيته السليمة ورغبة في نفي تلك الشائعات كان تصريح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث أوضح سموه بأن مبنى المكتبة الحالي سيبقى للأبد لأنه رمز لذكرى تولي الملك فهد حفظه الله الحكم وهدية أهالي الرياض ذلك الوقت بتلك المناسبة، ربما وبحكم عملي في مكتبة الملك فهد منذ ما يزيد عن العشر سنوات حيث شرفت بأن أكون ثاني موظف معار لمكتبة الملك فهد بعد الدكتور يحيى محمود بن جنيد الساعاتي كانت ولا تزال العلاقة قوية بيني وبين المشروع كرمز والمكتبة ككيان، وعندما بدأت استمع للشائعات كان هنالك من يبالغ بحيث يلغي تماما ذلك الكيان الكبير ولا أقصد بذلك المبنى بل الأمر أوسع من ذلك وهو المكتبة الوطنية وعندها تذكرت الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في حفل تدشين المكتبة في الخامس من شهر رمضان المبارك عام 1417ه وكنت أتشرف ذلك الوقت برئاسة اللجنة الإعلامية، في تلك الكلمة وضح سموه كيف انبثقت فكرة تأسيس المكتبة واسمحوا لي ان أقدم بعض المقاطع من خطاب سموه حيث يقول: عندما تولى الملك فهد حفظه الله وبويع ملكاً لهذه البلاد وكان في الطائف وحضر بعد أيام قليلة الى الرياض (جاءت الفكرة عند أهالي الرياض) وعملوا لجنة تأسيسية لتكريم خادم الحرمين الشريفين عند رجوعه الى الرياض من منطقة مكة المكرمة، كل أهالي مدينة الرياض وكل سكان مدينة الرياض شكلوا لجنة تأسيسية لمدينة الرياض لجمع التبرعات وصلت الى أربعين مليون ريال، وبعد أن عرضت الموضوع على خادم الحرمين الشريفين وأقول هذا لأول مرة، أنه لا يريد ان تنفق هذه الأموال كلها بأشياء مظهرية فهو يثق بالله قبل كل شيء ثم بمواطنيه، ويعتز بمحبتهم وولائهم له قبل أي مظهر من مظاهر التكريم، لذا طلب مني أن أطرح على الأهالي فكرة إقامة أي منشأة تفيد الوطن والمواطن، ويضيف سموه قائلاً اتفقت في ذلك الوقت مع الأهالي وبحثنا مع الإخوان إقامة حفل عادي تتخلله عرضة ويكلف مبلغاً يسيراً جداً حتى يقام بالمبلغ مشروع معين، وصار التكريم وطرحت فكرة المكتبة لأن الرياض كانت تفتقر الى مكتبات حيث يوجد بها مكتبة تابعة لوزارة المعارف، وبعد ذلك تكونت لجنة استشارية في ذلك الوقت وتشرفت أن أشرف على اجتماعاتها والأخ عبدالله النعيم بصفته أمين مدينة الرياض في ذلك الوقت وبعض الاخوة الاختصاصيين من الجامعات ومن المثقفين، تقرر بعدها أن تكون مكتبة وطنية تخدم كل الوطن وتخدم الأجيال كلها وتخدم المثقف والدارس والباحث وتكون مكتبة وطنية مثل كل مكتبة وطنية في العالم .
من خلال كلمة سموه يتضح لنا مدى قوة العلاقة بين القيادة والشعب وذلك الحوار الحضاري الذي ينم عن وعي ورؤية ثاقبة تجاه مصير أمة ومستقبلها، فقد كانت هنالك مبالغ مقدمة من قبل الأهالي وكان بإمكان الأهالي أن يعبروا عن بعض ما يجيش في أعماقهم من حب وولاء في مظاهر احتفالية آنية تبقى للذكرى فقط، ولكن وعي القيادة ممثلا بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله رأى أن توجه تلك المبالغ لتصرف على مشروع يخدم الوطن والمواطن فكانت مكتبة الملك فهد الوطنية، واسمحوا لي ان أتحدث عن المكتبة الوطنية قليلا بصفتي أحد الذين تشرفوا بالعمل بها منذ بداياتها، يعلم الجميع بأن هنالك فرقاً بين المكتبة العامة والمتخصصة والوطنية، ومكتبة الملك فهد الوطنية التي صدر نظامها وفق المرسوم الملكي رقم م/9 وتاريخ 13/5/1410ه تهدف وفق ما جاء بالنظام الى اقتناء الانتاج الفكري وتنظيمه وضبطه وتوثيقه والتعريف به ونشره، وصدور نظام خاص لمكتبة الملك فهد الوطنية يؤكد مدى تميزها لذا فقد كانت هنالك مهام خاصة للمكتبة قد نحتاج الى مساحة أكبر لذكرها ولكن من أهم المهام هو اقتناء الانتاج الفكري في المملكة لذا فقد صدر نظام الإيداع بموجب المرسوم اللكي رقم م/26 وتاريخ 7/9/1412ه .
والذي ينص على أنه يخضع للإيداع في مكتبة الملك فهد الوطنية كل عمل فكري او فني يتم داخل المملكة العربية السعودية طبعه أو نشره أو إنتاجه أو تصويره أو تسجيله أو استخدام غير ذلك من الطرق التي تتيح نشره وتداوله بين الناس، وقد بدأت جميع الإصدارات تحمل رقم الإيداع بالمكتبة ونظرا لكون مكتبة الملك فهد الوطنية تمثل الوكالة المسؤولة عن إدارة نظام الترقيمات الدولية في المملكة فقد قامت بتوزيع رموز الناشرين وهو ما يعرف ب(ردمك) أو (الرقم الدولي المعياري للكتب) و(ردمد) وهو (الرقم الدولي المعياري للدوريات) ولتنظيم الفهرسة والتصنيف لتلك الإصدارات قدمت خدمة الفهرسة أثناء النشر ليكون مصاحبا لتلك الأرقام ولتنظيم ما يصدر داخل المملكة، وهنا يتحقق بكون مكتبة الملك فهد الوطنية هي المكتبة الأم للمكتبات في المملكة، وحقيقة إن الحديث عن مكتبة الملك فهد الوطنية وأنظمتها وبالذات فيما يتعلق بنظام الإيداع يحتاج الى مساحة أكبر، وكما قلت إن أهمية مكتبة الملك فهد الوطنية ليست في مبناها فقط بل بما هو داخل ذلك المبنى من فعل ثقافي وحضاري، ونحن نفتخر بكون الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م نشعر بأهمية وجود هذه المؤسسات مثل المكتبة التي تؤطر وتؤكد بأن الثقافة ليست بالأمر الطارىء على وطننا الغالي بل عريق وفي الوقت ذاته ممتد للأبد، والثقافة هنا في المملكة ليست لغة خاصة للبعض بل لغة مشتركة بين القيادة والشعب وخير مثال على ذلك رؤية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن تكون الهدية التي أراد أن يقدمها أهالي الرياض احتفاء بذكرى توليه الحكم تشمل الوطن كافة وليست الرياض فقط فكانت توجيهاته السديدة وكان دعمه وكانت مكتبة الملك فهد الوطنية.
ASALS1999@ YAHOO.COM

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved