أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd June,2000العدد:10129الطبعةالاولـيالخميس 20 ,ربيع الاول 1421

القرية الالكترونية

النافذة
إلى الحالمين بالوحدة العربية مع التحية
م/ مشبب محمد الشهري
لمن سمعوا بحرب داحس والغبراء ولم يروها ولمن سمعوا بحقبة الردح الإعلامي العربي في الستينات من القرن الميلادي الماضي ولم يعيشوها فالفرصة متاحة لأن يشاهدوا كل ذلك وأكثر ، وما عليهم إلا زيارة مواقع ساحات الحوار العربية على الإنترنت, اما عن الحالمين بالوحدة العربية فنقول لهم ليستخلفوا الله خيراً في حلمهم العزيز ويستغفروا الله العلي القدير من ذنوبهم ويسألونه أن يُجيرهم من اضعاف الأحلام.
وأكتب هذا الكلام وقلبي يتقطع من الألم وأعلم إن الكثير سيصمني بالتشاؤمية والسوداوية وأتمنى من الله أن يكون كلامهم في محله إلا إن زيارة للإنترنت واطلاع على ما ينشر فيها في ساحات الوغى (آسف) ساحات الحوار وغرف الدردشة سيبرهن على إن ما سيُقال في هذه الأسطر لا يعدو عن كونه صورة متفائلة جداً.
نسمع عما شهدته المنطقة العربية في حقبة الستينات من حرب إعلامية بين بعض الدول العربية وكان دعاة الوحدة العربية يبررون ذلك بأنه إعلام مشترى تابع للحكومات ولا يمثل بأي حال الشعوب العربية المتعطشة للتوحد.
والآن بعد أن أحيانا الله لنعيش عصر الإنترنت عصر الانفتاح وسنحت الفرصة للعرب بأن يتلاقوا في عالم الافتراض وأن يبثوا بعضهم البعض لوعة المحبة وحرقة الاشتياق بعد طول انتظار وأن تتاح لهم الفرصة دون رقيب أو حسيب الى حد ما أن يناقشوا قضاياهم المصيرية في هذا الزمن الصعب الذي نتنسم فيه قائمة التخلف (لنا الصدارة دون العالمين أو القبر) فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة عزيزي القارئ ومن خلال ما ينشر في تلك الساحات ظهور العرقية الكريهة التي نهى عنها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في أكثر من مناسبة نشاهدها هذه الأيام تعود بوجهها الكليح, إن رائحة العنصرية وكذلك الكراهية والحقد والتعصب الفكري تلفح الوجوه وتزكم الأنوف فهل هذه الشعوب العربية التي عقد عليها الحالمون بالوحدة العربية آمالهم؟
كما سبق وقلت بأن الكثير سيصم هذا الرأي بالتشاؤمية والسوداوية وسيقول بعضهم ان من ينطبق عليهم هذا القول لا يعدون إلا شريحة صغيرة من المجتمع العربي (بعض مستخدمي الإنترنت) لا تمثل سواد الأمة ولاصدقكم القول: إن هذا هو بصيص الأمل الذي مازلت أنا كذلك أتعلق به إلا إننا إن أخذنا هذه الشريحة كعينة إحصائية لتمثيل كامل المجتمع العربي مع الأخذ في الحسبان عدم اكتمال الشروط في تلك العينة وعدم تمثيلها لجميع طبقات المجتمع لوجودنا إنها شريحة يجب ألا يستهان بها فهي في العموم طبقة مكونة من المثقفين أو على أقل تقدير من ذوي الثقافات المتوسطة لهذا يحق لنا أن نقلق وان نتشاءم, وبما إننا نتحدث عن ساحات نوادي الحوار والدردشة من خلال الإنترنت فلا بد من لفت الانتباه إلى اللغة المستخدمة في تلك القنوات إذ إن بعض ما ينظر لا يمت إلى اللغة العربية بصلة وقد كشفت الإنترنت عن سوأة مستوى التعليم لدى العالم العربي فيما يخص اللغة العربية، فمرتادوا تلك الساحات من المتعلمين جامعيون وطلاب ثانوية فمن المفروض إلمامهم بالحد الأدنى من أساسيات اللغة إلا أن ما ينشر لا ينم عن ذلك الشيء الآخر الملاحظ على اللغة المستخدمة تسممها بلغة الفضائيات العربية ففي الخطاب الواحد قد يفاجأ الفرد بسلطة منوعة من اللهجات العامية من الخليج إلى المحيط وهذا مع الأسف هو لغة التخاطب في تلك الساحات.
وبالطبع فإن احدى مميزات لغة التخاطب في ساحات الحوار هو وجوب كونها لغة بسيطة لأنها لغة التخاطب اليومية بين أفراد المجتمع إلا إن لغة كثير مما ينشر في الإنترنت لا يمكن وصفه إلا بمسخ عديم الملامح, اما عن مضمون ما ينشر فهذا موضوع آخر يحتاج إلى إفراد مقال خاص به فالمتحاورون في تلك الساحات والنوادي يتحاورون لمجرد الحار وكل فريق يتعصب لرأيه صواباً كان أم خطأ، أما البحث عن الحقائق والوصول إلى نتائج مثمرة لتلك المحاورات فهي آخر ما ينشدونه.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved