أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd June,2000العدد:10129الطبعةالاولـيالجمعة 21 ,ربيع الأول 1421

أفاق اسلامية

من هدي القرآن
الحث على العمل
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *
يقول الله تعالى :هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور .
لقد خلق الله الإنسان وجعله خليفته في الأرض لعمارة الكون واستثمار الحياة، وتنظيم العمران، وابتعث فيه روح النشاط ليتخذ سبيله في الحياة ومسلكه في العيش، قال تعالى: وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار ،وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه فالله عز وجل هيأ لنا الأسباب وطالبنا بالعمل لنحقق مراد الله في الكون يقول صلى الله عليه وسلم : ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده .
ولقد كرم الله سبحانه وتعالى العاملين الذين يضربون في الأرض سعيا في طلب الرزق وتعففا عن المسألة ، قال عز من قائل:وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وآخرون يقاتلون في سبيل الله وعن ابن مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة.
وإن التفاضل بين الناس ليس بشرف العمل أو وضاعته ،وليس التفاضل بينهم بالجنس لأنهم لا يملكون أن يكونوا إلا كما خلقوا ،وليس التفاضل بالمال، لأنه رزق مقسوم لا حلية للإنسان ولا قدرة له على الزيادة فيه، إن قانون المنافسة في كل شيء يقتضي أن يكون التنافس في شيء مقدور لكل المتنافسين، وذلك الشيء هو التقوى، لأن التقوى هي الميدان الفسيح الذي يتاح لكل إنسان أن يتنافس فيه مع غيره دون أن تكون هناك حدود أو قيود، فكل إنسان قادر على أن يقدم من أعمال البر والخير.
ومن فضل الله تعالى ورحمته بعباده أن جعل القربات وأعمال الخيركلها في متناول الناس جميعاً الغني والفقير والقوي والضعيف حتىتصلح لأن تكون ميداناً للسبق والتنافس، عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: مامن مسلم يغرس غرسا أويزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة .
ويقول صلى الله عليه وسلم: إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة ولا الصوم ولا الحج ويكفرها الهم في طلب العين .
وجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يوما ، فنظر أصحابه إلى شاب ذي جلد وقوة قد بكر يسعى لعيشه، فقالوا ويح هذا ، لو كان شبابه وجلده في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هذا، فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله .
ويقول صلىالله عليه وسلم: من طلب الدنيا حلالا، وتعففا عن المسألة،وسعياً على عياله، وتعطفاً على جاره، لقى الله ووجهه كالقمر ليلة البدر .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ،ودينار أنفقته على أهلك: أعظمها أجراً الذي تنفقه على أهلك , ويقول صلى الله عليه وسلم: من بات كالاً من عمله أصبح مغفوراً له .
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved