|
| مقـالات
الأشياء التي يأتي اكتشافها بالصدفة,, قد يكون فيها فائدة كبيرة,, ومن فضل الله ان هدى هذا الإنسان الى اكتشافها, وقد سخر الله من عباده من اهتم بحب هذه العادة,, وهي عادة البحث والتنقيب عن الأشياء المستجدة في بيئة الإنسان في اي مكان من الدنيا,, روى لي بعض معاصري الملك عبدالعزيز في البداية ان الملك رحمه الله كان يقضي بعض الوقت شرق شمال الرياض في روضة الخفس, أحياناً حيث تتحول تلك الرياض الى مساحات من النباتات البرية الجميلة خاصة في أيام الوسمي,, حيث ينزل مطر الوسم,, والذي بسببه يتغير وجه الأرض,, وتتكون فيها جنات متعددة من ألوان الزهور, قال صاحبي كانت الروضة آنذاك مليئة بزهور الأقحوان,, وهو ما يسمى في عصرنا الحاضر بالبابونج, يأتي الآن مغلفا في أكياس صغيرة يصنع منه كوبا من الشاي,, يريح المعدة,, ويقضي على الاضطرابات المعوية,, وكان يوسف ياسين,, وهو من مرافقي الملك وتولى بعد ذلك وزارة الخارجية كان مع الملك,, وكان يجمع من زهور الأقحوان ويضعها في ماء ساخن مع السكر ويشربه ولفت ذلك نظر الملك عبدالعزيز رحمه الله فتذوق ما يصنعه الشيخ يوسف فاعجب به,, فصار بين حين وآخر يقول,, عطونا من شاهي يوسف,, وانتشر شربه بين المرافقين,, وعرفنا بعد حين ان الأقحوان هو البابونج الذي نشتريه في أكياس صغيرة معبأة في كراتين صغيرة,, فكنا إذا جاء الربيع نجمعه ونطبخه ونتلذذ بشربه خاصة بعد الأكلات الدسمة,, وقد وجدت ان استعمال الشاي الأحمر استعمل في بدايته كدواء تغمر اوراقه في ماء حار وتعطى للمريض شرابا يخفف من بعض معاناته, وألفه الناس بعد ذلك فصاروا يشربونه,, وهناك من يشربه بشكل دائم,, وهناك من يكتفي بقليل منه, ونحن في السعودية لا نستغني عن الشاي,, بل نشربه بشكل مستمر حتى اصبح جزءا من وسائل الضيافة,, وركز العلماء على البحث في القوة الدوائية للشاي فعرفوا بعد فترة من الدراسة والبحث انه يقلل من الاصابة بالسرطانات وكلما شرب منه كميات كثيرة تضاعفت مقاومته لهذا الداء الخطير,,
هكذا تقول الدراسة التي اجريت في الولايات المتحدة وفي اليابان, والحقيقة ان كثيرا من النباتات ما زالت مجهولة الفائدة والتأثير, لكن تظل وسيلة الاكتشاف بالصدفة هي الحد الفارق في عملية الاستعمال او عدم الاستعمال حتى الذين لديهم اصابات سكرية لم يتركوا الشاي, بل عمدوا الى شربه من دون سكر, وأعرف صديقا يشربه من عشرين عاما بدون سكر، وقد ألف ذلك واستساغه,, والإنسان وما ألف واستساغ.
|
|
|
