أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th June,2000العدد:10131الطبعةالاولـيالسبت 22 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

كيف نحمي أطفالنا من الإعاقة؟
بقلم : الدكتور شاهر بن ظافر الشهري *
كيف نحمي أطفالنا من الإعاقة؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين من الدارسين والباحثين والعاملين في ميدان ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الآباء والأمهات الذين يخشون على فلذات أكبادهم من مغبات المستقبل والإجابة على هذا السؤال تتطلب منا رسم خطوط عامة ينبغي علينا جميعاً أن نأخذ بأسبابها حتى نتمكن من تجنيب أطفالنا كابوس الاعاقة وما ينجم عنه من مشاكل مستقبلية ترسم ظلالها المعتمة أمام طموحاتهم.
وقد حاولت في هذا السياق أن أضع أمام القارىء بعض هذه الخطوط حتى يتسنى للجميع الحيطة والحذر والعمل على حماية أطفالنا من الاعاقة على النحو التالي:
* فترة ما قبل الحمل:
يجب على الأسرة ان تعمل جاهدة على تطعيم البنات ضد الحصبة الألمانية خلال سن 12 وحتى 14عاماً.
* أثناء فترة الحمل:
أما خلال فترة الحمل فإن الأمر يتطلب توفير حامض الفوليك في الغذاء للمرأة الحامل وكذلك العمل على توفير الغذاء المتوازن والرعاية الطبية والمتابعة المستمرة طوال أشهر الحمل.
* أثناء الولادة والأشهر الأولى من عمر المولود:
أما فيما يتعلق بفترة الولادة فإنه ينبغي علينا أن نضع في الحسبان أن تتم الولادة من قبل اخصائية مدربة ومتمرسة وكذلك العمل على وجود الرعاية الكافية للمواليد الذين ولدوا بأوزان خفيفة أو ولدوا خدجاً كما أن هناك جانباً آخر هاماً وهو العمل على دعم الرضاعة الطبيعية والحفز عليها.
* أطفال ما قبل المدرسة:
ولرعاية أطفالنا من الإعاقة خلال فترة ما قبل المدرسة ينبغي علينا أن نعمل على متابعة ومراقبة نمو الطفل وكذلك الوقاية من نقص فيتامين (أ) وتحصين الطفل ضد الحصبة، وشلل الأطفال، والدفتيريا، والسعال الديكي، والتيتانوس والعمل على اكتشاف أي مرض مبكر قد يؤدي إلى الإعاقة هذا بجانب توفير البيئة الآمنة في البيت والمجتمع.
هذه هي الخطوط العامة التي يجب علينا جميعاً أ ن نتهجها لكي نحمي أطفالنا من الاعاقة بشكل عام,, أما كيف نحمي أطفالنا من الصمم؟ فإن الأمر يتطلب منا وقفة أخرى لاسيما إذا علمنا أن في العالم أكثر من 120 مليون شخص لديهم اعاقات سمعية من بينهم سبعة ملايين أطفال في الدول النامية وأكثر من هذا العدد لديهم صعوبات سمعية بسيطة وهذه الاعاقات تؤدي إلى تأخر في اكتساب اللغة وتؤثر على التطور الدراسي لديهم مما ينجم عنه صعوبات اقتصادية ومهنية تتسبب في عزلهم عن مجتمعاتهم.
ومن اللافت للنظر أنه مع زيادة تعداد السكان على نطاق العالم وكذلك زيادة طول العمر فإن الاصابات السمعية تكون في تزايد مستمر وستظل كذلك إلا إذا اتخذت بعض التدابير الاجتماعية الحاسمة التي تحد من هذه الزيادة لا سيما وأن منظمة الصحة العالمية أشارت الى أن 50% من الإصابات السمعية يمكن الوقاية منها إذا اتخذت بعض التدابير الصحية التي نعرضها فيما يلي:
* تدابير أثناء الحمل:
يجب علينا أن نعمل على القضاء على الأمراض الجنسية المتثقلة ويكون ذلك بنشر الثقافة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تأمر بالقضاء على الزنا، هذا بجانب عدم استخدام الأدوية غير الضرورية التي يعرف عنها أنها تصيب السمع بالخلل مثل أدوية المضادات الحيوية الأمينو جليكو سايد، إجنتاميين، كانتامييس، ستربتو مايسين، واميكاسين وفي حالة اضطرار الشخص الى تعاطي هذا الدواء فإنه ينبغي عليه ان يلتزم بالجرعة المناسبة وأن تكون تحت إشراف طبي دقيق.
* تدابير أثناء الولادة والأشهر
الأولى من عمر الطفل:
أما فيما يتعلق بالتدابير الواجب اتخاذها أثناء عملية الولادة فإنها تتركز في تجنب الاختناق الولادي وذلك في الولادة في المستشفيات أو المراكز الصحية المهيأة لذلك واكتشاف داء الصفار للمولود الجديد والمبادرة بمعالجته وكذلك تجنب استخدام الأدوية التي تضر بالسمع.
* تدابير يجب اتخاذها للأطفال
في سن المدرسة وما قبلها:
كما أنه من الواجب اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمعالجة التهابات الأذن الوسطى وكذلك اكتشاف ومعالجة الالتهابات المزمنة للأذن والحصين ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والمعالجة المبكرة للالتهابات السحائية (الحمى الشوكية) والعمل على تجنب أي أدوية مضرة بالسمع.
ثم يأتي دور طبيب الرعاية الصحية والذي يكون له دور فعال في الاكتشاف المبكر للإصابات السمعية وتوفير العلاج المناسب لها واستخدام المضادات الحيوية المناسبة للقليل من الصمم لدى الأطفال أما إذا كان الطفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة (حمى) وهي غير معروفة الأسباب فلا بد من مراعاة ما يلي:
هل يوجد بالأذن صديد أم لا؟ هل هناك أي جسم غريب في الأذن أم لا؟ هل يوجد ورم موجع بالمس خلف الأذن؟,, فإذا تلاحظ أياً من هذه الأشياء فلا بد من مراجعة الطبيب لملاحقة ذلك وحتى لا يؤدي إهمالها الى نتائج غير محمودة العواقب تصيب حاسة السمع.
ولوقاية أطفالنا من العمى يجب علينا أن نضع نصب أعيننا عدداً من التدابير أثناء الولادة وخلال الأشهر الأولى من الولادة من خلال تنظيف عين الطفل جيدا بعد الولادة وفحص عين الطفل جيدا لاكتشاف أي شيء غريب فيها وعرض الطفل على الطبيب المختص عند وجود أي التهابات في العين.
لاسيما إذا علمنا ان معظم حالات العمى في الدول النامية بسبب ندب في القرنية مثل نقص قيتامين (أ) والحصبة والتهابات الملتحمة الولادي وإصابات العين ببعض الممارسات الشعبية والتقليدية في المجتمعات لعلاج العين، هذا بجانب التراكوما والماء الأبيض واصابة الشبكية والأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية فإذا ما علما أن حوالي 70% من حالات العمى بدول العالم الثالث يمكن معالجتها إذا تم اكتشافها مبكراً فإن الأمر يصبح ميسورا وسهلا إذا ما استطعنا أن نتخذ التدابير اللازمة بحيث نجنب اطفالنا من الإعاقة.
*استشاري طب الأسرة والمجتمع وأخصائي تأهيل المعاقين
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved