أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th June,2000العدد:10134الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

إلى الأستاذ الجنبي
حول ديوان ابن المقرب
حمد الجاسر
سررت بالمقال الضافي الذي نشرت حلقته الأولى في هذه الجريدة الكريمة عدد 10120 الثلاثاء 11/3/1421ه وتوقعت أن تنشر الحلقة الثانية في يوم الثلاثاء من الأسبوع التالي ولكنني لم أره في الجريدة.
ومبعث سروري أن يتصدى أديب مثقف من أهل البلاد التي عاش فيها الشاعر ابن المقرب لتحقيق ديوانه، هو الأستاذ عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي، وكما في المثل: (أهل مكة أدرى بشعابها)، وأنا أقول هذا مقرراً لحقيقة ثابتة: لقد استفدت من بحث الأستاذ الجنبي في تصحيح بعض الأسماء الواردة في مقالي عن الشاعر، فأنا وأمثالي ممن يعيشون بعيدين عن موطن الشاعر لا يستغرب منهم وقوع الخطأ.
أتمنى للأستاذ الجنبي التوفيق لإبراز ديوان ذلك الشاعر بخير صورة يمكن إبرازه بها.
أما ما ورد في مقالي من أخطاء أشار إليها الأستاذ الجنبي في مقاله الأول، فليس هذا بغريب لأنني أكتب عن شاعر لم أدرس شعره دراسة عميقة، ولست كابن موطنه الذي يستطيع تطبيق أقوال الشاعر على ما يعرفه ويشاهده.
وكنت أود أنني اطلعت على الحلقة الثانية من المقال للاستفادة منه كاملاً.
أما ما ذكر الأستاذ الجنبي عما نقلته من المخطوطة الماجدية فأحب أن أوضح ما يلي:
1 أن كل المباحث التاريخية هي كل ما نقلته، قد يكون فيها نصوص موجزة يستفاد منها، إلا أنها فقدت بوفاة صادق كردي، وهي لم تكن من كتب البعثة لكي يعرف مصيرها، بل من كتبه الخاصة، التي آلت مع مخلفاته لورثته في مكة المكرمة.
وقد سألت الشيخ أحمد بن محمد المانع عنها حين قرأت ما ورد في الحلقة الأولى من المقال، فقال: أمر مضى عليه أكثر من عشرين عاماً لا أذكر عنه شيئاً، ولم أشاهد في مكتبة البعثة تلك النسخة.
2 أما الاختلاف بين ما نسبته إليكم عن وصف النسخ التي اطلعتم عليها فأنا اعتمدت على البحث الذي قدمتم لي منه نسخة، فقد جاء في آخر صفحة فيه: (62 حكايات وقصص: مجموعة تضم بعض القصائد لابن المقرب في مخطوطات الأدب في المتحف العراقي تحت الرقم 172 ص المصدر: كتاب مخطوطات الأدب في المتحف العراقي لأسامة النقشبندي، وظمياء عباس ص146).
فاعتمدت على هذا النص ولم أقرأ البحث كاملاً الذي يقع في (19) صفحة، إذ لم يكن لدي من الوقت ما يمكننا من استيعاب قراءة كل ما يبعث إلي, ومهما يكن فالأستاذ الجنبي أدرى بعمله.
3 أما عن النسخة الرضوية التي وصفتها في هذه الجريدة الكريمة في خمس حلقات (1) ، فقد أخبرني الأستاذ الجليل العلامة سيد علي قاضي عسكر أنها صورت من (المكتبة الرضوية) في (طهران)، وقد يكون في مدينة (طهران) فرع للمكتبة الرضوية التي في مدينة (مشهد).
4 وعن وقوع بعض الأخطاء في أسماء المواضع ومنها ما ورد في معاهدة ملك قيس غياث تاج الدين، فقد أحسن الأستاذ الجنبي ذكرها على الوجه الصحيح، وقد حاولت قراءة المخطوطة التي بين يدي حسبما ظهر لي منها.
5 أما الاختلاف في عدد قصائد الديوان وأبياتها، فقد أثبت عنوان كل قصيدة وعدد أبياتها، وبين ما ورد في (الرضوية) وما ورد في المطبوعة الهندية التي طبعت في (مطبعة دير ساد) سنة 1310، فالمطبوعة الهندية ذكرت عدد الأبيات وما ذكرته يطابق ما جاء فيها.
6 أما الأوراق التي ذكرت أن الدكتور عبدالفتاح الحلو رحمه الله قدمها لي ، فأهم ما جاء فيها نشرته في مجلة العرب (2) وقد ذكرت فيما ورد عن امارة بني الزجاج مانصه: (وقد أطلعني الأخ الدكتور عبدالفتاح الحلو على قطعة من أحد تلك الشروح لبعض أبيات القصيدة الميمية فرأيت فيها معلومات عن إمارة بني الزجاج، لم أرها فيما اطلعت عليه من نسخ الديوان), انتهى، وقد يكون الدكتور الحلو استردها مني وأنها توجد بين أوراقه في (دار هجر) التي أنشأها في مصر لطباعة ونشر الكتب أو عند ورثته.
لعل أهم ما ورد فيها هو مانشرته في العرب عن بني الزجاج.
7 وما أشار إليه الأستاذ الجنبي حول (المخطوطة التيمورية) التي نقلت عنها تراجم (العيونيين)، فهي جزء من كتاب زهر الرياض وزلال الحياض للسيد الحسن بن علي بن شدقم (942/999ه)، وقد تحدثت عن كتابه هذا في كتاب رحلات حمد الجاسر للبحث عن التراث (3) فقلت ما نصه: (واطلعت على المجلد الثالث من زهر الرياض وزلال الحياض تأليف الحسن بن علي بن شدقم رقمه )ADD7349( في التراجم وأولها: (مالك إمام المالكية) وآخرها: (مهيار بن مرزويه الشاعر) ويقع في (317) ورقة من القطع الكبير في الصفحة 19 سطراً، مكتوب بخط النسخ الواضح سنة 995ه في حياة مؤلفه، ويدعى كاتبه يحيى بن شمس بن أحمد بن شمس البحراني البلادي، ويعنى بتراجم رجال الشيعة، ويظهر أن مؤلفه خصصه لهم، وقد يضيف إليهم بعض مشاهير الحجاز، كما يدل على ذلك إيراده ترجمة الإمام مالك، وهو يطيل بعض التراجم أحيانا، كما فعل في ترجمة (أبي نمي) فجاءت في (125) ورقة، وقد ترك ورقات ثلاثاً خالية من الكتابة، وقد يوجز، بحيث لا تكمل الترجمة صفحة واحدة، ويورد استطراداً كثيراً من أشعاره ورسائله واشعار غيره، ولهذا ففيه نصوص أدبية تهم دارسي الأدب في (الحجاز) في القرن العاشر الهجري، ويورد بعض معلومات لا صلة لها بموضوع الكتاب، ولكنها مفيدة، فقد أورد في الورقة (40) ما هذا ملخصه: (هذه صورة اقطاع الرحضية، وعليها خط الشريف المرحوم أبو نمي: الحمد لله العلي مجده، العظيم سلطانه الغالب جنده,,، أقطع مولانا السيد الشريف,,أبو نمي بن بركات بن محمد بن بركات,,, الأشراف الأجلاء آل شدقم، وهو (؟) حسن بن علي بن شدقم وأحمد بن سعد الحمزيان الحسينيان (؟) جميع القرية الخربة الكائنة بالحرَّة إلى أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم على ما نَص عليه مؤرخو المدينة الفحول، المعروفة قديماً ب(الأرحضية)، وحديثاً ب(الرحضية)، الواقعة في جهتها الشرقية، يحدها من القبلة (الحجرية ومن الشام (تعار) ومن المشرق (القبيبة) ومن الغرب (غاب) و(الزورة) بجميع حدودها، وما يتعلق بها من آبار ومزارع وأودية وحصون ومشارب وتوابع) انتهى ملخصاً.
وفي (الخزانة التيمورية) المضافة إلى (دار الكتب المصرية) برقم (637 تاريخ) جزء لا أشك أنه من هذا الكتاب وقد نقلت منه طرفا من ترجمة علي بن المقرب، وبيان ولاة الأحساء من العيونيين، فيما أضفته إلى كتاب تاريخ الأحساء للشيخ محمد بن عبدالقادر رحمه الله وكتبت في وصف ذلك الجزء: (هذا المخطوط في التراجم، وجل من ترجموا فيه من الشيعة، ويظهر أن مؤلفه شيعي، إذ أورد فيه من شعره قوله:


قل للمطايا إذا أبلغنني حسنا
أجارك الله من شد وترحال
ترعين سوما ونفشا في حمى حسن
رعي الجوازي آراما بذي ضال

ووالد المؤلف كان رحالة، فقد جاء إلى المدينة قادما من الهند (الورقة 401) والمؤلف من أهل القرن العاشر الهجري وكان في سنة 978 في مدينة (أحمد نكر) في الهند (الورقة 439).
ثم نقلت موجز ترجمة ابن المقرب، وقد أدخل فيها تفضيلا عن العيونيين حكام الأحساء.
وأضيف الآن بأن تلك المخطوطة فيها نقص في أولها وآخرها، وأنها تشبه إلى حد كبير مخطوطة (المتحف البريطاني) في الكتابة ونوع الورق، ويظهر أنها الجزء الثاني من الكتاب.
أما مؤلف هذا الكتاب فهو الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني، ولد في المدينة المنورة سنة 942 وتوفي في (الدكن) سنة 999 ومن مؤلفاته:
1 الجواهر النظامية من حديث خير البرية .
2 زهر الرياض وزلال الحياض أربعة مجلدات.
3 رسالة في أخبار الفضائل .
4 المسائل الشدقمية .
5 المستطابة في نسب سادات طابة .
وله شعر أورد صاحب السلافة مقتطفات منه.
ولعل الأستاذ الجنبي يتمكن من العثور على الجزء الثالث منه ليتضح له صحة القول بأنه منقول عن اصل مخطوطة ابن المقرب.
10 وملاحظة جديرة بالانتباه: هي أنني لم أطلع فيما كتب عن ابن المقرب من أشار إلى من تأثر به من الشعراء، وقد اتضح لي أنه تأثر ببعض شعراء (الخط) ومن هؤلاء شاعران مغموران من أهل (القطيف)، أوردت ترجمتهما في مجلة العرب نقلاً عن خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني قبل طبع (قسم شعراء العراق) الذي يحوي ترجمتهما وهما السكوتي العبدي من عبدالقيس، والحسين بن ثابت بن الحسين العبدي من عبدالقيس أيضا، وقلت في مقدمة ترجمتهما تحت عنوان (الأحساء والقطيف والبحرين) (4) : ولم يذكر تحت هذا العنوان في النسخة التي اطلعت عليها غيرهما، وقد يكون ذكر في إحدى النسخ التي لم تصل إلينا أحداً من شعراء تلك الجهات، كما يدل على ذلك العنوان الذي وضعه، والنسخة الخطية هي إحدى نسختي مكتبة (نور عثمانية) في إستنبول.
ومع أن شعرهما ليس على درجة من الجودة إلا أنني رأيت فيه ملامح من شعر ابن المقرب الأحسائي الذي وجد بعدهما بزمن، مما يحمل على الظن أنه تأثر بهما، وها أنا أورد ترجمتهما كما جاء في تلك النسخة التي لم أجد في غيرها من النسخ لهما ذكراً), انتهى.
***
هذه ملاحظات عنت لي حين قرئت عليَّ الحلقة الأولى من مقال الأخ الأستاذ عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي أمليتها وأنا انتظر من الله الشفاء.
أسأل الله جل وعلا أن يمن عليَّ بالصحة والعافية، ويحسن لي الخاتمة.
مقدما للأخ الأستاذ الجنبي أطيب تحياتي لاهتمامه بهذا الشاعر، ولما عبر به في مقاله عن وفاء وثناء موجه إليَّ، وهذه هي خليقة الفضلاء من الأدباء.
والله يتولى الجميع برعايته،
الحواشي:
(1) الاعداد (10071 و10078 و10085 و10092 و10099).
(2) س 16 ص 163 (رمضان 1401).
(3) ص 243.
(4) س 3 ص379 (شوال 1388).

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved