أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th June,2000العدد:10134الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,ربيع الاول 1421

محليــات

لما هو آت
ملثَّمةٌ بالغبار
د, خيرية إبراهيم السقاف
هَذي الرياض ,,.
الغنَّاء بالشَّجن,,.
المُترفة بالصحراء,,.
الممتدة فوق ، وبين، وفي مسارب العروق,,,، والأوردة,,,،
المتسيِّدة الشرايين,,, وكلُّ المسامات,,.
متخمةٌ بالغبار,,.
يطيرُ,, يطيرُ,,.
تستقبله الصدور,,.
ولا أقلَّ من الروح فداءً للحبيب,,.
هذه الصدور تستقبل غبارها
هذه البدوية الفارهة تنثره على مداها، وفي اتساعها,,, وعند كلِّ معارجها
ومن كلِّ نوافذها,,.
مساماتُها الصغيرة مُترفة بالغبار,,.
والصحراء اليافعة بالرياض,,, تتمطَّى في رمالها,,, تسكبُ همسَها في أذنيها,,, تتغشَّاها
ليلاً ونهاراً,,.
وتشمخ الرياضُ بكلِّ ما فيها,,.
وبكلِّ من فيها,,.
حتى ناطحاتها,,, وعَمارها,,, وازدهارها,,, لم تخلع عنها مسحة الغبار المشبعة به سترتها,,.
فهو عاشقها الأزلي,,.
يُثقل عليها بأربعة وعشرين طناً في كلِّ ثلاثين يوما وليلة
لكنها لا تختنق,,.
تظلُّ تحيا برهج شبابها، وغنائها، وسامقات نخيلها، ودبيب حركة شوارعها،
و,,, كلِّ ما فيها,,.
هَذي الرياض,,.
الفيحاء بالحنين,,.
المعطَّرة بالتَّمر,,.
المغسولة بالضياء,,.
المفعمة بأنفاس الحب,,.
تظل بغبارها,,.
متخمةً به ,,, لكنها لا تختنق,,.
يتمادى ,,, يتمادى,,, فيها,,, يتسلَّلُها,,.
تصطكُّ له الأنوف,,,، تتراكض له الأنفاس في الصدور,,,، تتسابق في اتقائه الكمامات
لكنَّ الرياض صامدة في عنفوانها,,.
الإنسان فيها يكافحه,,.
تارة بالصمت، وتارة بالرفض,,.
لو نطق الغبار,,.
لذكر قصص الحب للرياض في كلِّ الصدور التي أُتلفت به ورضيت، وفي كلِّ الأنوف التي
تحسست منه وبقيت,,,، وفي كل لحظة استقبال لثورته,,, والناس لما تزال
تستقبله دون أن يخدش عنه شيئاً من حبها,,.
هذه البدوية التي أطلقت جدائلها,,.
ونثرت عطرها,,.
وبسطت ثيابها,,.
وانتعلت من الأحذية كلَّ لونٍ وحجمٍ وارتفاعٍ,,.
تظل غنَّاء بالشجنِ,,.
مترفةً بصحرائها,,.
مكحَّلةً بدلِّها,,,.
خضراءَ,,,لا تصمت لها ربابةٌ
ولا يكسر لها الغبار حداءً,,.
فهي ملثَّمةٌ بالغبار,,.
وبه تُواجهُ النورَ,,, والنغمِ,,.
وتتسيدُ الصدورَ,,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved