أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th June,2000العدد:10135الطبعةالاولـيالاربعاء 26 ,ربيع الاول 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
هل نحن مجتمع صناعي ؟
د,محمد الكثيري
قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال، إليكم هذه الحادثة: حينما فتح صاحب المنزل الباب آذناً للفني المرافق معه بالدخول لإصلاح جهاز الحاسب لديه بادره ابنه البالغ من العمر عشر سنوات بتعليق تعلوه علامات الدهشة حول مصداقية أن يكون ذلك المصاحب لأبيه عاملاً فنياً، وحينما سأله أبوه ولماذا تستغرب أن يكون هذا عاملاً قال الابن هذا سعودي والسعودي لا يعمل مثل هذه الأعمال، أما السبب الذي دعا الابن إلى ذلك التصرف هو ان العامل الذي ينتمي لإحدى دول جنوب آسيا قد أمضى فترة ليست بالقصيرة في المملكة وبالتالي فهو يسكب الثوب أحسن من بعض أبناء البلد .
قد تكون هذه الحادثة سهلة وتمر على أي منا مرور الكرام إلا ان مغزاها أجبر ذلك الأب على التوقف عندها لأنها ذات بعد تربوي واجتماعي يرتبط أثره بالجانب التطبيقي لخططنا التنموية وتحديداً بالجانب الصناعي منها والذي يحتم علينا طرح سؤال عن مدى جاهزيتنا لأن نصبح مجتمعاً صناعياً كما ينادي لذلك المخططون ومتخذو القرار في هذا البلد .
إذا كان هذا الطفل وهو حالة يمكن تعميمها لا يتقبل أن يرى مواطناً من أبناء بلده يمارس أعمالاً مهنية وفنيةلأنها ارتسمت في ذهنه بارتباطها بغير السعوديين فكيف يتقبل هو وأقرانه العمل مستقبلاً في المصانع والمعامل وأماكن الصناعة بغض النظر عن مسمياتها؟ إذا كانت علاقتنا بالصناعة تقتصر فقط على الجانبين التمويلي والاستهلاكي فقط أي تمويل المصانع واستهلاك منتجاتها فكيف نطمح ان يكون لدينا صناعة حسب مانتحدث عنه كثيراً ونحلم به أكثر!.
إن تخطيطنا للصناعة إذا كان لدينا تخطيط واضح! يجب أن يتجاوز منح التصاريح وإنشاء المدن الصناعية إلى العمل على خلق مجتمع صناعي يؤمن بالصناعة كإحدى البدائل الاستراتيجية بل أهم البدائل الاستراتيجية التي يعتمد عليها مستقبل هذا البلد, بمعنى آخر لابد من زرع ثقافة صناعية على مستوى المجتمع كله إذا كنا جادين في تحقيق تنميتنا الاقتصادية والاجتماعية .
إن هذا يعني أن تضمن وزارة الصناعة استراتيجياتها التي تلمح إليها بين الحين والآخر على استحياء جزءاً تسعى من خلاله الوزارة بالتنسيق مع الجهات التعليمية والإعلامية ومؤسسات المجتمع الأخرى إلى إيجاد مجتمع صناعي, وهذا لن يتحقق بين عشية وضحاها دون أن يكون هناك استراتيجية واضحة تصل إلى الطالب في مدرسته وبيته ومسجده لتزرع جيلا يشارك في تحقيق نهضتنا الصناعية ويؤمن بكونه مرتكزاً أساسياً لتحقيقها دون أن يكون متفرجاً بل ومندهشاً لمخرجتها فقط.
KATHIRI@SOL .NET.SA

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved