أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

الاقتصادية

آخر الأسبوع
التسويق في العصر الرقمي
نتابع في هذا الجزء حديثنا عن تأثير الانترنت على وظيفة التسويق وعناصر المزيج التسويقي، في الجزء السابق رأينا كيف ان الثورة الرقمية قد اثرت على وظيفتي التسعير والترويج وبقي من عناصر المزيج كل من التوزيع وتصميم المنتجات او الخدمات ومن ثم الناس او العملاء كعنصر تسويقي له ارتباط وثيق بوظيفة التسويق على وجه العموم.
التوزيع، كوظيفة تسويقية مهمة، تلقت طعنة نجلاء في عصر الانترنت، بل عدة طعنات، فالتجارة الالكترونية تهدد وظيفة التوزيع المادي بقوة وقد ضربت الموزعين والوسطاء بصاروخ رقمي عابر للقارات يتيح الاتصال المباشر ما بين المنتج والمستهلك عبر الحدود والمحيطات ومن خلال جدران غرف النوم!! وعليهم الآن ان يقدموا خدمات متقدمة وحقيقية وتنافسية او ان البساط سيسحب من تحت اقدامهم ولات ساعة مندم ، من ناحية اخرى عندما يريد مدير التسويق تصميم قنوات التوزيع فلابد ان يضع الحاسب الآلي من ضمن جوقة منافذ التوزيع المتاحة، بل اهمها.
تصميم المنتج او الخدمة هو الآخر ليس بعيدا عن التأثير بالعصر الرقمي، فالفنادق والمقاهي والطائرات,, وغيرها لم تعد تنتج اذا لم تقدم خدمة الانترنت لزبائنها، كما ان تصميم المنتجات الحديثة لا ينفك عن التأثير بهذا العصر المدهش، اليوم، يجب ان تكون المنتجات متوافقة مع روح العصر وقابلة للدخول في الانترنت مع لغته من باب التجارة الالكترونية او الإعلان الالكتروني او التزود بتقنية حاسوبية الكترونية او التسمي من تسمية بشيء له علاقات بالانترنت واخواتها، وهذا اضعف الايمان.
الناس وما ادراك ما الناس,, تقول العرب منذ سالف الازمان ارضاء الناس غاية لا تدرك ولكن في عصر الثورة الالكترونية اصبح الوصول الى الناس وارضاؤهم وحملهم على السلوك او التصرف المطلوب الاقتناع والاقناع اقرب من حبل الوريد ويمكن الوصول اليه على ظهر فارة!! لقد سقطت الحواجز المادية بين المنتجين والناس واضحى التخاطب مع العملاء مباشرة امرا عاديا لا يستلزم الاستعانة بالوسطاء والوكالات المتخصصة والمستشارين ومن لف لفيفهم.
من هذا المنطلق اصبحت وظيفة التسويق اخطر واصعب لأن الاحتكاك مع عامل متغير او عنصر متحرك مشاعر وانطباعات المستهلكين يستوجب ديناميكية فائقة في التفكير والاستراتيجية التسويقية ومن ثم تغيير دائم وحركة مستمرة في الاساليب والاجراءات والطرق التسويقية المتبعة.
لنأخذ هذا المثال، في السابق ينتقل المستهلك الى السوق ويشاهد البضاعة ويرى سعرها ويقارنها مع مجموعة بسيطة من المنتجات المعروضة على الرف ومن ثم يتخذ القرار والذي يتأثر بالظروف الزمكانية من الزمن، الوقت والمكان، المسافة ، وكذلك بالرغبة في عدم العودة الى البيت خالي الوفاض، أما الآن فهو لم يغادر صالة الجلوس في منزله ويشاهد المنتج ويرى سعره وفي المستقبل قد يتمكن من تذوق المنتج!! ، ويقارب مع منتجات منافسة بأعداد ومصادر مستويات جودة مختلفة ثم يقرر بدون ضغوط في الوقت والمكان وبالسعر والجودة المطلوبة، صورة مختلفة تماما تتطلب أساليب وطرق تسويق مختلفة بطبيعة الحال.
نحن نعيش في خضم قفزات الكترونية ونلج عصراً رقمياً مختلفاً ويبدو ان التسويق كفن وعلم لن يجد بدا من الولوج الى عصر تحيط به حتمية التغيير والاختلاف كاحاطة السوار بالمعصم.
د, صنهات بدر العتيبي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved