أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

أفاق اسلامية

من هدي القرآن
لا مغيث إلا الله تعالى
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *
الحياة مزدوجة، فهي جامعة بين الخير والشر؛ والعسر واليسر؛ والغنى والفقر؛ والعطاء والمنع، والرغبة والرهبة؛ والضيق والفرج، والحياة والموت,.
قال عز وجل (ومن كل شيء خلقنا زوجين (اثنين) لعلكم تذكرون) وقال جل وعلا (ونبلوكم بالشر والخير فتنة,,) وقال سبحانه: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً,,,) وقال تبارك وتعالى: (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) وقال عز من قائل (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض، ولكن ينزل بقدر ما يشاء,,,) وقال عز وجل (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين).
والإنسان بجبلته موسوم بالنسيان,, فإن كان غنيا نسي الفقر وأهله؛ وإن كان ميسورا ما خطر بباله توقع العسر ومباغتته؛ وإن كان في رغبة ظن دوامها وعدم افولها؛ ولم يحسب للرهبة حساباً؛ وإن كان حيا نسي الموت أو تناساه!!
فإذا حل به ما كان يخشاه؛ اصيب بهلع وعدم اتزان,, وبحث عمن ينجيه مما ألم به والخلق في الابتلاء متفاوتون,.
فمنهم من يلجأ الى بشر مثله, لا يملك لنفسه نفعاً فضلاً عن ان يقدم النفع لغيره؛ كما انه لا يستطيع ان يدفع الضر عن نفسه ولا عن غيره,, (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك,,,) وهكذا حتى تنقضي الأوقات ويحل بأس الله الذي لا يُرد عن القوم المجرمين,.
ومنهم: من يلجأ الى الجن مستغيثا بهم؛ معولا عليهم، خارجا عن ملته ودينه إرضاء لهم، ثم خرج خاسرا دينه ودنياه,, (ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا، يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا).
ومنهم من يلجأ الى القبور وساكنيها؛ وقد عقد أمله في سراب؛ وهيهات ثم هيهات ان يتحقق له مطلب أو يسمع له نداء (وما أنت بمسمع من في القبور).
ومنهم,,,،ومنهم,,,، ومنهم,,.
فإذا يئس اللهفان من المخلوقين جميعا,,, لجأ الى الخلاق العليم القادر المقتدر,, يقول الله تعالى (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين, فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم,,,) وقال سبحانه وتعالى: (وإذا مسَّ الإنسان الضرُّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائما فلما كشفنا عنه ضُرَّه مرَّ كأن لم يدعنا إلى ضر مسَّه كذلك زُين للمسرفين ما كانوا يعملون).
سأل رجلٌ الإمام جعفر الصادق رحمه الله عن الله:
فقال الإمام للسائل: ألم تركب البحر؟
قال: بلى.
قال: فهل هاجت بكم الريح عاصفة؟
قال: نعم.
قال: وانقطع أملك حينئذ من الملاحين والنجاة؟
قال: نعم.
قال: فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذك إن شاء.
قال: نعم.
قال الإمام: فذلك هو الله.
نسأل الله عز وجل أن يخلص عقيدتنا من الشوائب؛ وأن يرزقنا الموافاة على الإسلام حين انقضاء الآجال (آمين).
وصلى الله وسلم وبارك على سيد الموحدين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم الى يوم الدين.
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved