أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

أفاق اسلامية

حديث المرأة
أبناؤنا وهموم التخرج
د, رقية بنت محمد المحارب
تواجه الاسر هذه الايام من كل عام مشكلة ايجاد مقاعد لاولادهم في الجامعات، وتبدأ رحلة المعاناة ربما من بداية السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية، ويعيش الطلاب والطالبات اجواء من الضغوط النفسية الكبيرة من قبل الوالدين والمجتمع نتيجة لما يتوقع منهم اثناء العام من مثابرة غير عادية من اجل الحصول على معدل عال يضمن لهم حجز مقعد جامعي، ويحتل هاجس ايجاد مقعد للطالب أو الطالبة حيزاً كبيراً في تفكير الوالدين، فمن بحث عن معارف هنا وهناك حتى قبل ان تتضح النتيجة النهائية الى الحيرة في التصرف اذا لم يتيسر القبول.
ومع الكم الهائل من الخريجين والخريجات كل عام تعين التفكير في حل المشكلة من جذورها، ومن الاقتراحات التي أراها حول هذه القضية ان يتم تغيير النظرة للتفكير الجامعي وضرورته فليس صحيحا تعليق الشباب بالشهادة الجامعية وايهامهم انها الطريق الوحيد نحو العيش الطيب، اذ الواقع يقول ان كثيرا من الخريجين والخريجات لا يجدون عملا بعد التخرج ومن الاقتراحات تحويل التعليم الجامعي إلى قطاع منتج وبالتالي يستطيع عبر الموارد المالية التي يحصل عليها زيادة المقاعد الجامعية ومن الاقتراحات نشر التعليم المفتوح الذي يوفر التعليم والمعرفة لاكبر عدد من الشباب وذلك عن طريق قيام الجهات العلمية بمبادرات لافتتاح مراكز تدريبية في كل شارع برسوم رمزية في مقدور كل اسرة ومن الاقتراحات ايضاً زيادة مخصصات التعليم من اجل افتتاح مزيد من الكليات والمعاهد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من كل عام، بل انني ارى ان الوضع الطبيعي ان يكون في كل محافظة جامعة كبيرة تستوعب المتقدمين وتصمم فيها المناهج بحيث تخدم احتياجاتها.
كذلك ترشيد تعليم البنت فليس صحيحا ان تتساوى الطالبة مع الطالب في سنوات الدراسة وفي طبيعة المناهج وعندما يتم التفريق بين متطلبات تعليم الاناث وتعليم الذكور نكون قد وفرنا لكل بنت مقعدا في الجامعة كما اننا في الوقت ذاته هيأنا تعليما متسقاً مع مانحتاجه فعلاً في مجتمعنا, ومن الامور التي تساعد على حل هذه المشكلة اعني عدم القبول في الجامعات العناية بمراكز التدريب وتكثيفها بحيث يتمكن الطالب مهما كان مستواه من اتقان مهارة او مهنة يرزقه الله عز وجل بسببها، وانني بهذه المناسبة احذر الآباء والامهات من التوجه الى الخارج لتعليم ابنائهم وبناتهم ففي هذا من المزالق ما لا يخفى، وان الفوائد الموجودة لا تعدل ما يضحى من اجله من اخلاق الشباب خاصة في مثل هذه السن المبكرة، وقد قال تعالى ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)).

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved