أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

محليــات

لما هو آتٍ
المعارف تعتقل السلوك (1)
د, خيرية إبراهيم السقاف
ضمن المنظومة الجدِّية لنسق العمل الدؤوب الذي تشتعل جذوته في داخل خليّة وزارة المعارف يتناول كلَّ صغيرة، وكلَّ كبيرة تَرتَبِط بالتعليم، بدءاً بأهدافه وتحديث ما يمكن تحديثه منها,,، ليتوافق مع متطلبات المرحلة، والإبقاء على الثوابت الركيزية في أهداف أمة لا تتنازل عن ثوابتها، ثم تخطيطه وفق تلك الثابتة من الأهداف، والمستحدثة، وتنظيمه، وتكوينه محتوى يَتَلَاءَمُ مع ثورة المعرفة، وتَفَجُّرِ عطاءاتها، وتلاحُقِ ترساناتها، واستمرارية مُخرَجاتها، فإدارة هذا التكوين بحيث يوجد له من يقوم به وَيُؤَدِّيه عن وعي وفهم ورغبة وعلم وقدرة واستعداد,, فإخضاع ذلك كله إلى أساليب تقويمية متتالية، متتابعة، شاملة، متطورة في آلياتها ووسائل أدائها,,.
ومن ثم الوقوف إلى الهيكلة التنظيمية والإدارية التي تقوم بكل هذا وتشرف عليه إشرَافاً يُمَكِّنُها من الأداء وفق الهدف، للوصول إلى نتائج وفق التطلع، ومن بعد تَهَيُّئِها كي تُرى بمنظور الواقف على الأمور من معرفة الثغرات، وتَرمِيمِ الفجوات، وإصلاح المتناثر.
وهي ليست محاباة لهذه الخلية إذ سبق القول: إن هذا القلم لايخوض مع الخائضين وإنما يَتحَرَّى الصدق المسؤول عنه أمام الذي خلق الخَلقَ، وحفظ الشاردة لهم والواردة عنهم.
ورأينا أن هذه الخليَّة كي يتحقق لها التصور للخطط التطويرية التي بدأت مع جهود الأخ المربي الأستاذ الوزير، ووكلائه الذين هم مُرَبُّون مختصون، وفِرَق العمل معهم بدءاً بمن يحمل الورقة وانتهاءً إلى من يعود من الشارع بشيء ,, تعمل بجديِّة وحماس وتُخضع كلَّ أمور التعليم من تحديث إلى تطوير إلى تغيير إلى إضافة للدرس ومن ثم للاقتراح ومن ثم للتنفيذ, وها نحن نلمس ذلك في مدارس أبنائنا، وما طرأ عليها من التغيير الملموس في أساليب التعامل، والتقويم، والاختبارات، والتنشيط الثقافي والمعرفي، وتحقيق شخصية الطالب، وإتاحة الفرص لمواكبة العلاقات بين المدرسة والطالب بالدرجة الأولى، والأسرة والمجتمع من بعد، وتقديم روح التنافس الذاتي لبناء الإنسان الذاتي تحت إشراف دقيق ومتابعة يَلمَسُها أولياء الأمور بمقارنة بين من سبق من أبنائهم في المدارس، ومن لحق بهم, ولا يلمس ذلك إلا قادر على المقارنة.
وقد هيأ لي الله تعالى هذه الفرصة فوجدت من النتائج الملموسة فالاختصاص يساعد على الرؤية الصحيحة والواضحة وإني من الشاهدين على ما تبذله هذه الخلية وماسيؤديه بذلها بأفرادها جميعاً من حسن النتائج.
استوقفني ما تناولته الصحف صباح أمس الخميس السابع والعشرين من ربيع الأول عما وجه إليه معالي الوزير لأفراد خليَّته من تنفيذ الأطر العامة لرعاية السلوك وتقويمه داخل المدارس.
ووجدت أنه بذلك يضع اليد على مواطن الجروح، والثقوب، والفجوات، والهنَّات، والهوَّات، والصدوع,, وهي خطوة تكاد توازي كافَّة الجوانب الأخرى، في مبالغة تأتي من أن السلوك يُناط به الفرد، والفرد الذي لا يُؤَهَّل لسلوك قويم يتصدع بنيانه كله إذا ما خضع لأي بناء علمي أو ثقافي أو معرفي أو,, أو,, ينهار إذا لم يُدعم بِبِنَاءٍ سلوكي قويٍّ وقويم وقيّم.
ولقد رأيت في هذا الأمر أنهم كمن يعتقل ، والاعتقال دائماً لما يُراد تقويمه أو اجتثاثه,, وفي هذا نباهة يفترضها أي متابع بوعي خطوات هذا الوزير، الذي يعمل بكلِّ وعيه مع كامل ما تحقق له من خلق قويم فيه من التواضع والصبر على من يرضى بفهم لما يعمله هو وخليَّته، أو على من لا يرضى لأنه لا يعي ما يعمله هو وخليَّته.
يبدو أنه في الأخير سيرضى من سَخِطَ,, وسيسعد من رَضِيَ,, ولنا متابعة للحديث عن معتقل السلوك في الغد إن شاء الله.
يتبع

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved