أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

تحقيقات

تلبيسات للأواني بلون فستان العروس تكلف 15 ألف ريال
عرسان يكبلون أنفسهم بالديون مخدوعين بالمظاهر الزائفة.
عرائس وأمهاتهن يبالغن بالشروط والمطالب مفاخرة للآخرين بما يعجز الخاطب
**تحقيق : أميمة البدري وهيا الدكان
أسباب عزوف الشباب
وعن أسباب عزوف كثير من الشباب عن الزواج أو تأخيره الى سن متأخرة يقول الاستاذ سلطان السلطان معلم اللغة العربية: يعود ذلك إلى عدة اسباب منها العام ومنها الخاص أما العامة المشتركة فأهمها التكاليف المالية التي تكون قبل الزواج وبعده، فغلاء المهور ومايصاحبه من هدايا للزوجة وأمها وأقاربها في بعض الأسر تثقل كاهل الزوج خاصة اذا كان من ذوي الدخل المحدود ولايملك المبالغ الكافية لهذه التكاليف,.
وغالب الازواج يحتاجون بعد زواجهم الى سكن خاص، وإلى توفير الخدمات الضرورية في سكنهم، واختيار الاحياء الراقية، فإذا أراد شابٌ أن يقدم على الزواج ونظر إلى هذه الصعوبات والعقبات فإنه يحجم عن الزواج ويرجئه إلى المستقبل، أملاً أن يحقق مبتغاه ومراده، وبعضهم يتعفف والبعض الآخر يلجأ إلى الحرام، نسأل الله لنا ولهم الصلاح, ومن الاسباب رفض بعض الاسر تزويج بناتهم إلا بعد التخرج من الجامعة فإذا تقدم إليهم شاب اعتذروا إليه مما يسبب له ردَّ فَعلٍ، وخاصة إذا تكررت المحاولات.
ويضيف الاستاذ سلطان ومن الاسباب ما يكون مرتبطا بظروف الشخص النفسية والاجتماعية، وتكون خاصة فكل شاب له احواله المختلفة عن الآخرين.
وعن الوسائل للحد من الإسراف والمبالغة في احتفالات الزواج والمهور يقول درج أهل مجتمعنا على الإسراف والمبالغة في احتفالات الزواج والصداق (الجهاز)، وهي ظاهرة ليست وليدة اليوم، وتشكل خطورة كبيرة على المجتمع، فيعزف بعض أفراده عن الزواج، إذ إن التكاليف الباهظة تحول بينهم وبين امانيهم، وهذه الامور التي تمسك بها كثير من افراد مجتمعنا يجدر بنا أن نحاربها وننشر الوعي بين صفوف الأسر ونبين خطورتها، وإنها لا تحقق فائدة كبيرة فأضرارها أكثر من منافعها ولو تضافر ابناء وبنات المجتمع، واتفقوا على محاربة كثير من هذه العادات، لذللت كثيرا من العقبات التي تعترض الشباب, ويقع على وسائل الإعلام عبءٌ كبير في توعية الناس بأضرارها.
ويقول الاستاذ سلطان عن تكاليف الزواج: تختلف من اسرة إلى واخرى، ومن قبيلة إلى أخرى، فبعض الاسر تفرض على الزوج تكاليف ومطالب كثيرة تثقل كاهله، وتجعل الزواج عقبة كبرى يصعب اجتيازهاوفي الغالب تلجأ كثير من الاسر لتذليل الصعوبات أمام الفتيان والفتيات، وهذا بدأ ينتشر في مجتمعنا والحمد لله فالزوج الصالح العاقل مكسب في كل زمان، فعلى الاسر أن تشتري لفتياتها لا أن تتاجر بهن فالزوجة ليست سلعة تباع وتشترى وإنما هي درة وجوهرة لنبحث عمن يصونها ويجب ان نقاوم تيار غلاء المهور وحفلات الزفاف المكلفةوكلما قلت التكاليف كثرة البركة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أيسرهن مؤونة أكثرهن بركة .
دور الأسرة والأمهات
وعن دور الأمهات في دفع فتياتهن إلى البذخ والحرص على المظاهر ترى الاخت نورة السبعان أن ليس كل الامهات دورهن واحد تجاه زواج فتياتهن فترى ان بعض الامهات لهن دور إيجابي والبعض دورهن سلبي فبعضهن يدفعن ويغرسن في فتياتهن حب القناعة وحب البساطةوعدم الإسراف ويعلمن فتياتهن أن المقصد المقدس من الزواج هو الستر والعفاف فبالتالي تنشأ الفتاة همها فقط زواج ميسر مبارك من عند الله جاعلة شعارها اعظم النساء بركة أيسرهن مهوراً أوكما قال صلى الله عليه وسلم.
وبعض الامهات وللاسف تسعى وتنسج خيوطاً معقدة حول زواج ابنتها تشرط شروطاً لا طائل لبعض الشباب بها ولا هدف لها سوى ان يصبح زواج ابنتها من اعظم الزواجات تهاذي بها الالسن وتعجب بها الحاضرات وتعجز عن تصديق وصفه الآذان ويصبح هذا الحفل حديث الناس ليلاً ونهاراً, وربما يكون هدفها تقليدا لإحدى جاراتها او احدى قريباتها عند تزويجهن لإحدى بناتهن وربما لا يكون للأم اي دور بل الدور قد يكون للفتاة ففي زماننا هذا اصبحت تشترط وتتحكم دون مراعاة وتطلب من الزوج امورا قد تكون صعبة جداً وهمها الوحيد المفاخرة وتريد أن يصبح زواجها معجزة هي وحدها تريد ان تكون منفردة وهكذا كل فتاة تريد ان تفعل ما عجزت عن فعله الاخرى ويكون الضحية الشاب وكل هذا بالطبع لا داعي له, وهذه الفتاة لو فكرت جيدا وقدرت الامور لكان همها ان يكون زواجها جميلاً عظيماً لكن ليس بالاسراف بل بتجميع الاحباب والاقارب حولها وتوفيقها مع زوجها وبمنة الله عليها والستر فكم من فتاة تتمنى هذه اللحظة لو تدفع هي مهرها,.
ودعت للدعوة الى الحد من الإسراف والمباهاة في مظاهر الزواج وذلك بالامتناع باليسير وعدم العمل على التقليد وتذكيرهم بماقاله تعالى إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وتذكيرهم بالعواقب الوخيمة التي ربما تحدث نتيجة الإسراف واشارت الى أن العروس بحاجة لأشياء كثيرة لانها مقبلة على حياة مثيرة لكن هذا لا يعني ان تبالغ وان تقبل على شراء الغالي فالواجب ان تشتري فقط الاشياء الضرورية وبعض الكماليات التي هي بحاجتها, ولقد سمعت قصة اقشعر منها بدني عن فتاة تقدم لخطبتها شاب واشترطت عليه ان يكون زواجها رائعاً ومبالغا فيه وبالفعل كان فيه كل معاني الإسراف والبذخ وكان زواجها مليئاً بالمنكرات غير الإسراف في الطعام بل أيضا به افكار وعادات غريبة وليست من عاداتنا ابدا ولم تلبث تلك الفتاة سوى شهر مع زوجها ثم طلقها ربحت ليلة واحدة وخسرت عمراً بأكمله فطلاقها هذا ربما يكون جزاء من الله ازاء عدم محافظتها على نعمه وتقليدها للغرب.
ما أحلى العائلي
الأخت منيرة عبدالله تعبر عن مشاعرها قبل الزواج وبعده قائلة: في الايام التي سبقت حفل زفافي اصررت أن يكون هذا الحفل مبهرا للأنظار بغض النظر عن التكاليف الباهظة وعن مهري المحدود وبعد مرور سنتين على زواجي ندمت على تلك الافكار التافهة والمظاهر الكذابة التي لم استفد منها شيئاً سوى خسارتي وخسارة والدي مادياً ومعنويا حيث ان فستان الزفاف كلفني 10 آلاف ريال غير بقية الملابس مع اني فصلته عند خياطة تعمل لدى سيدة في منزلها، والتصوير كلفني 2000 ريال.
وكم اتمنى الآن لو تعود الأيام وأختصر حفل زفافي وملحقاته الى حفل عائلي واستفيد من مهري كما يجب ولا اسبب لأهلي المتاعب والخسائر.
وتقول إحدى الاخوات ان الزواجات في هذا الزمان مكلفة بل باهظة التكاليف من جراء اتباع الناس للموضة وتقليدهم لأفكار لا تمت لنا بصلة.
وحتى اقامة الزواجات في الاستراحات اصبح مكلفاً نظراً لبعد المسافة والفرقة التي تحيي الحفل أيضا مكلفة فلا تقل عن خمسة آلاف ريال هذا بالدفوف فقط اما المعازف فتكلف اكثر فقد يصل الى 15 الف ريال او 20 الف ريال وبعضهن 40 الفا خاصة اذا كانت المطربة من دول مجاورة كدول الخليج مع العلم بأن هذا ابداً لا يجوز من ناحية الإسراف وإباحة ما حرم الله من غناء وطرب.
ويقول الاخ رياض الدوس الخطوط الجوية السعودية تكاليف الزواج عبء على الزوج لطلب العائلة مهرا كبيرا لا ينتهي ربما يكون على سبيل المثال مساواة لها بأختها وربما تكون هذه الاخت تقدم لزواجها شاب مقتدر والثانية ربما لا يكون على غرار الزوج السابق والإصرار على المساواة يسبب عبئاً كبيراً على الزوج الشاب وقد ذكر لي احد الاصدقاء انه عند زواجه تكلف الكثير من مهر كبير ومن ذهب فهذا عرف لدى اهل زوجته الذهب اهم شيء والذهب المكلف.
ويضيف ان زينة الزوجة في هذه الايام مكلفة جداً ولا طاقة لبعض الازواج بها فلا يستطيعون تلبية رغبات زوجاتهم اللاتي لا يقدرن الوضع فيكون همهم الزينة والشراء ربما تقليداً وليس لحاجة وعلى سبيل المثال كنت اتسوق انا وزوجتي في احد المراكز التجارية ورأيت فستاناً بسيطاً جداً وكان سعره يتجاوز الخمسمائة ريال ورأيت آخر وكان لا يقل عنه شكلاً ونوعاً وسعره مناسب ومع ذلك قد تصر بعض الزوجات على شراء الغالي ظناً منها انه الافضل على الرغم من انه يمكنها شراء الاقل سعراً لانه لغرض واحد.
ولأهل العروس يقول الاخ رياض اتمنى منهم الا يبالغوا في الإسراف ويتقروا لله اولاً ويرحموا هذا الشاب ويكون همهم الاول الستر على بناتهم وليس بيعهن في مزاد علني كما انصح اهل العروس ان يتقوا الله ويرحموا فمن لا يرحم لايُرحم وإذا جاءهم من يرضون دينه وخلقه فليزوجوه او كما قال صلى الله عليه وسلم وبذلك تطمئن قلوبهم وألا يعقدوا الامور في مسائل المظاهر فقد يكسبون زفافاً رائعاً ولكن قد يخسرون زوجاً لابنتهم ومشكلات كثيرة، فأنصحهم ان يباركوا هذا الزواج ويجعلوه في ما يرضي الله مع غض النظر عن كل مظاهر التفاخر.
أمي تشتري بالجملة
وتروي الأخت وسمية محمد تجربتها بعد أربع سنوات زواج وقالت: في الحقيقة عندما كنت استعد للزواج كنت في سن صغيرة ولذلك والدتي كانت تقوم بكل شيء وشراء كل شيء من أطقم العطورات ومساحيق وادوات التجميل وكريمات بالجملة فسدت وانا لم استعملها وأحذية جميع الالوان مع حقائبها واواني مطبخ لدرجة انه اكتظ بها منزلي واضطررت لأخذ نصفها لبيت اهلي غير البقية التي لم استعملها حتى الملابس وفساتين السهرة والزيارة التي كلفتني اكثر من 40 الف ريال اكثرها صغر علي ولم استطع ارتداءها والأحذية قدمت موديلاتها فاشتريت غيرها فعلى العروس ألا تتعجل في الشراء وتكثر فهي قد تسمن اوقد تحمل او ان الموضة تجبرها على تغيير ملابسها فيضطر الزوج إلى اخذها الى السوق بعد شهرين او ثلاثة من الزواج والمشتريات والملابس تملأ خزانتها فإلى متى؟!
المصورة والكوافيرة
وتضيف الاخت وسمية ان الكوافيرة التي لا تعمل لحساب مشغل بل لحسابها كلفتني 4000 ريال مع انها لم تعمل لي شيئاً إضافياً غير الاخريات في المشاغل اللاتي يأخذن 1200 في المشغل و2000 إذا حضرت لديك بالمنزل وقد سمعت ان مكياجها رائع وانها تعمل مساجاً واقنعة ولكنها لم تعمل لي هذاكله فقط مكياج وتسريحة شعر كما ان المصورة كلفتني 2000 ريال للصور الفوتغرافية للفيلم الواحد وتصوير الفيديو الشريط 2000 ريال، كما ان المشاغل يستغلون فبمجرد ان يعرفوا أنها عروس تبدأ الاسعار بالارتفاع بما لايقل عن 10 آلاف ريال للفستان خاصة للزواج او الفستان الذي تلبسه العروس في الحفل الذي يقيمه اهلها بعد حفل زواجها فترة (الزوارة) فقد كلفني 8 آلاف ريال والصبابة ارخص صبابة 150 ريال ويزيد السعر حسب المطلوب فإذا كان الطلب اواني كرستال فخم تصل الى 2000 ريال.
ومن التكاليف الاخرى الاضافية ليست فقط من اهل العروس بل من اهل العريس ايضا فبعضهم يحجزون العشاء للعروسين من فندق 5 نجوم تكلفهم 700 ريال ويحضرون معها حتى طاولة العشاء وشاملة للأكل والمشروب.
ضغوط البنات
وبسؤالنا الاستاذة/ فوزية عبدالرحمن عن دور الأُمهات في التقليل من الإسراف بل ومحاربته؟
أجابت: التقليد الاعمى والضغوط التي تفرضها علينا بناتنا من الاسباب التي تجبر الام على الإسراف, فكل فتاة تريد ان يكون زواجها مميزاً وعذرها لماذا لا يكون زواجي مثل زواج صديقتي في تلك القاعة الراقية وهل انا اقل منها؟,, وهكذا,, ولكننا كأمهات ننادي بالاقتصاد في المشتريات وتكاليف الافراح وجعل حفل الزفاف عائلياً ولكن نظرة المحيطين والمجتمع اقوى ونحن كأمهات نطلب من وسائل الإعلام من صحافة وتلفاز ومن ائمة المساجد ان يركزوا في خطبهم وبرامجهم على الحث على الاقتصاد وعدم الاسراف والتحذير من إطالة الحفل الى ساعة متأخرة وانه ليحز بالنفس ان يرتفع صوت الحق لأذان الفجر والطبول والمعازف اعلى صوتاً ولا اعتبار لا لذلك ولا لغيره كما نرى في تلك الزواجات اللبس المخزي وعدم الاحتشام.
والمبالغة في الزينة وتكلفهن في المظاهر وحرصهن عليها,, هداهن الله.
من آراء الشباب
ورأي الشباب في حديثنا مهم ويشاركنا الاخ محمد خالد الجوهر طالب بجامعة الملك سعود يقول: قد يكون الموضوع متشعباً لحد قد أُقصر في لملمة أوراقه المتناثرة ولكن المشكلة اكبر من ان يرصد لها تحقيق في مجلة او جريدة,, المشكلة مشكلة جيل كامل,, المهر، شروط ام العروسة، المباهاة في حفل الزفاف,, كلها مشاكل في نظر البعض كماليات ومن جانب آخر قد تكون اسبابه اساسية في عزوف الشباب عن الزواج, دعونا نبحث في هذه المشاكل, مشكلة المهر التي كتبت فيها الكتابات لنناقشها في اسئلة محددة, هل الفتاة بضاعة تباع وتشترى ويحملها من يدفع اكثر ام هي كيان من المشاعر والاحاسيس التي تحتاج لمن يرعاها ويصونها؟ وما الفائدة من ان تتزوج الفتاة من شخص دفع مبلغاً معيناً قد يكون خياليا ومع ذلك قد يختلف معها في المستوى التعليمي او الاجتماعي او المعيشي وبهذا تتحول حياتها إلى كتلة من نيران الجحيم؟ ومشكلة أُخرى، هي اصرار اهل الفتاة على ان تكمل تعليمها الجامعي والبعض إلى ان تتوظف, وما الفائدة إذا حصلت الفتاة على اعلى الدرجات ومع ذلك تبقى عانساً في بيت ذويها؟ اطلب من الاهل مجرد تفكير لا اكثر.
مسألة اخرى، المباهاة في الزواج, فهل الغرض من حفل الزفاف رسم البهجة والسرور ام الاسراف والتبذير؟ وما هو حاصل اليوم يؤيد الإسراف طبعا, ألا يعتقد البعض انه كلما كان الزواج سهلاً ميسراً من دون تعقيد او تكاليف كان رائعاًجميلاً؟ وللاسف اصبحنا نفكر بالماديات وتناسينا قوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه,,
كلمة اخيرة قد تغضب الامهات ولكن دائماً الصراحة راحة فبعض الامهات هن العقدة الوحيدة في الزواج كله ولهن أوجِّه هذه الرسالة: اتقوا الله في بناتكن ولا تفسدن عليهن حياتهن الزوجية ودعوهن يسرن في الطريق الذي كتبه الله لهن.
ليس كل الفتيات
الاخت ام وسيم متزوجة منذ سنوات قلائل تؤكد ان ليس كل الفتيات ممن يجرين وراء المظاهر الخادعة، وقالت:
نعم تطالب كثير من الفتيات بكل غالٍ لزواجهن ولكن ليس كل الفتيات فهناك من تطلب الستر والقليل كي تجني حياة سعيدة راضية، والبعض منهن يجرين وراء المظاهر الكذابة ويحببن التفاخر بما لديهن فيتنافسن لشراء اغلى الذهب وافخر الثياب كي يصلن الى الشهرة ويتحدث عنهن الآخرون وهذا من وجهة نظري مقياس خاطىء لان الحياة السعيده لا تقاس بهذا الميزان,.
وتضيف: بالنسبة لسعر فستان زفافي قد لا تصدقيني انه بألفين وخمسمائة ريال فقط لانني لا احب ان اشتري شيئاً غالياً لساعات قليلة ثم اتركه لسنين طويلة,, ورغم ثمنه البسيط جداً إلا انها كانت لحظة من اسعد اللحظات في حياتي وهي لحظة اختياري لفستان زفافي,.
وعندما سألناها عن المتسبب في ارتفاع فاتورة الزواج: هل هي الام ام الاهل ام العروسة نفسها ام العادات والتقاليد؟
فقالت الاخت ام وسيم: من وجهة نظري هذا يختلف من منطقة لاخرى ومن قرية لقرية اخرى,.
فتكاليف الزواج في منطقتنا جازان مرتفعة عن باقي مناطق المملكة اذ تقوم كل الاسر من اهل العريس بدفع مهور غالية وشراء ذهب متنوع تصل قيمته الى سبعين الف ريال,, وهذا عرف وتقليد عام، ولكن في بعض الاسر او القرى لا تطلب إلا الرجل الشهم ذا الاخلاق الحسنة، لذلك اعتقد ان الام هي السبب فالامهات يتنافسن في طلبات بناتهن وفي جعل زواجهن احسن زواج وذهبهن ومقتنياتهن اغلى واندر وهذا ربما عائد لحب الام لابنتها ولكن طباع الشخص الحسنة وبيئته الطيبة يجب ان تتغلب على كل ذلك,.
من حق الفتاة أن تحلم
اما الاخت اشواق عباس فتقول من حق كل فتاة ان تطالب بما يؤمن لها حياتها من ذهب ومهر لأنها حقيقة لا تضمن ماذا بعد تلك الليلة.
وكل فتاة لها احلامها وأمانيها ولو كتب الله ليّ الزواج فلن اكون اقل من سابقاتي وسأختار فستان زفافي غالياً لأنني افضل دائماً الشيء الاجمل والاغلى,.
وعندما سألناها: بعد ليلة الزفاف هل لديها استعداد لتأجير فستانها أو بيعه؟ فأجابت بالرفض بقولها: لأنه سيكون له ذكرى خاصة في نفسي,.
يدفع الرجل ليعرف قيمة المرأة
وتقول الاخت/ أمل عسيري متزوجة منذ عام ان الفتاة مثل غيرها من الفتيات تريد كل شيء جميل عند زواجها فتكثر طلباتها لأنها مقبلة على حياة جديدة وشخص غريب تريد ان تظهر امامه بكل جميل وجديد,, فكم مرة تصبح الفتاة عروسة؟ فهي مرة واحدة فقط,, وإن تكررت فليس لها المذاق الاول,, إنها عروسة فلماذا لا تريدونها ان تطلب وتتمنى؟!
وعندما سألناها: ماذا يكفي الفتاة من زوجها ليقدمه لها ليلة زفافه؟ قالت,, الفتاة تريد كل شيء,, تريد ذهبا لتؤمن مستقبلها تريد ان يدفع الرجل ليعرف قيمتها حتى وان نفضت جيوبه بالنسبة لي فقد كان مهري اربعين الف ريال بالاضافة للذهب والملابس وطلبات اخرى كثيرة احضرها اهل العريس وهم راضون تماماً وكل شيء تم بالاتفاق، وعادة اهل العريس يحبون ان يظهروا بمظهر لائق ويحبون ان يتفاخروا وان يكونوا متميزين كان تدفع بعض الاسر المهر بالفلوس العربية القديمة وقد نسمع قريباً ان المهر يدفع بالدولار الامريكي ولا غرابة لان المسألة كلها تفاخر.
واردفت بقولها: في منطقتنا جازان يختلف المهر من محافظة لاخرى ولكن يطالب الجميع بذهب كثير ومتنوع كأربعة اطقم ذهب وحزام، ودرزن بناجل وعشرة خواتم وعشرة حلق ومشاخص وغيرها كثير بالاضافة الى المهر، وليالي الزواج وايامه المتعددة والمختلفة فلا يقتصر على ليلة واحدة فقط,.
وعندما قلنا لها ان كل ذلك مبالغ فيه ويرفع فاتورة الزواج؟ قالت: كل يعمل على حسب استطاعته والام تريد لابنتها كل غالٍ ونفيس وكل ذلك يخضع للعادات والتقاليد، واضافت: الحقيقة نتمنى ان يتغير ذلك وان تتدخل بعض الجهات المسؤولة لإحداث التغيير وتحديد المهر والتكاليف للتسهيل على الشباب راغبي الزواج والعمل وفق السنة والشريعة,, ايضاً نتمنى ان تتدخل الجهات التي لها صلاحية في اسعار الطقاقات ومن يحيين ليالي الافراح اذ اننا نحضر الطقاقة من جدة مثلاً فتجدها تطلب لليلة واحدة ما لا يقل عن خمسة عشر الف او عشرين الفا في جيزان بينما نجدهن في جدة ولنفس الطقاقة بثلاثة آلاف فقط وتضطر الاسر مجبرة على الدفع من اجل احياء ليلة ابنتها,, وعن فستان فرحها قالت ارفض بيعه او تأجيره لانه فستان ليلة العمر وهي غالية عليّ كذلك غير وارد لدينا تأجير ولبس فستان غير فستانك, هي ليلة واحدة فقط,,!!
يكفيني التفاهم والاحترام!!
اما العروسة/ أ ر متزوجة حديثاً فتقول: لايهمني ان اطلب منه شيئاً المهم أن يكون زوجاً محترماً ويسعدني ويحترم اهلي ويتفاهم معي ويكفيني منه ذلك,, أحياناً الاهل وطلباتهم التعجيزية قد ترفع تكاليف الزواج وأحياناً العادات والتقاليد والعمل بما هو سائد ولا يستطيع احد كسره وتضيف: فستان ليلة زفافي كان بسيطاً,, وجميلاً وبسعر اربعة آلاف ريال ولديّ الاستعداد التام لتأجيره والاستفادة منه,, ولم يكن ليّ أبداً اي طلبات اثقلت بها كاهل اسرتي,.
ومن مدينة جدة تشاركنا الرأي الاخت/ ام عمر متزوجة منذ سنتين بقولها: لم يكن لي طلبات كثيرة,, ولم يكن لاهلي طلبات تعجيزية أو مغالىً فيها بل على العكس تماماً إننا نشتري الرجل، والحمد لله متوفقة تماماً في زواجي, اما بالنسبة لطلباتي فقد كانت متوسطة اذ جهزت عدة ملابس وفساتين ولدى مشغل عادي وليس كالمشاغل الغالية والمصممين والمصممات الذين نسمع عنهم وعن اسعارهم ولكنني مع الاسف لم استفد من كل ملابسي لان جسمي امتلأ بعد الزواج وازداد وزني فضاقت ملابسي,,!!
واردفت بقولها: فستان الزفاف كان بمقدوري شراءه لأنني اولاً معلمة,, قبل ان يتكفل بيّ اهلي او الزوج ومع ذلك لم اشتر فستاناً بل فضّلت استعارته من احدى الزميلات وكانت ليلة بل ساعات رغم ذكراها الحلوة إلا أنها انتهت وكان الفستان سيبقى بعدها دون فائدة، بمقدرونا التغلب على بعض ميولنا العاطفية تجاه الاحتفاظ ببعض الاشياء للذكرى كالفستان الابيض ان اردنا ذلك,.
***
وقالت الاخت ام مؤيد متزوجة منذ سنة تقريباً: فستان زفافي كان رائعاً وغالياً نوعاً ما بحوالي 15,000 ريال ثم تم تخفيض السعر 11,000 ريال وقد صممته لدى احد المصممين في جدة والحقيقة انني ما كنت اود ان يكون هذا سعره بل كنت مستعدة لاشتري فستاناً بثلاث آلاف فقط,, ولكنني للاسف بحثت في اغلب المحلات ولم اجد فستاناً جميلاً بهذا السعر كما تنقلت لدى كثير من المشاغل والمصممين والمصممات وكلهم يبدأ السعر لديهم من عشرة آلاف,, فماذا تريدوني ان افعل الحياة تغيّرت واصبحت غالية,,!!
واضافت: الحقيقة انني الآن ابحث عن مصمم او محل يشتري مني الفستان بمعنى انني لن ابقيه هكذا دون ان استفيد منه، وأتمنى تأجير الفستان ولكنه من النوع الباهظ وسريع التلف بسبب الكريستالات وتصميم الفستان، اما بالنسبة لمسألة الاستعارة من زميلة فلم يكن لدي مانع ولكن الفتاة تحب ان تلبس شيئاً يميزها في تلك الليلة,, ومن تصميمها واختيارها اضافة الى انني اخشى ان ألبس من وراء احد فأصاب بأي امراض جلدية لا سمح الله.
آخر مطالب البنت من أمها
اما الاخت نجلاء فقالت: ان الفتاة ذاتها لا تطالب بذهب ومقتنيات من الزوج بل ان ذلك من اختصاص اهل الفتاة وفي نفس الوقت لا ترضى الفتاة بزواج دون مهر أو ذهب واعتقد ان العادات والتقاليد هي التي تتحكم في ارتفاع فاتورة الزواج اضافة الى حب ظهور الجميع سواء اهل العريس او اهل العروسة بمظهر التفاخر والمقدرة,واردفت بقولها: ليلة الزفاف ليلة واحدة في العمر واحب ان اظهر في فستان هو ملك ليّ وليس لأحد غيري ولا بد ان يكون من ذوقي واختياري وعلى الرغم من غلاوته عندي وغلاوة هذه الليلة إلا انه لا مانع لدي من تأجير فستاني والاستفادة منه بعدي وسعره في حدود خمسة آلاف فقط,.
رأي المحرره:
من حق البنت ان تطلب، ومن حقها ان تحلم ومن حقها علينا ان نستمع لأحلامها وبعض مطالبها,, وكل ذلك يجب ان يكون في حدود الدين والعقل, والمنطق,,!!

*صور أرشيفية مناسبة*

.

مع أول يوم في الإجازة الصيفيه تبدأ قوافل الأفراح والاعراس بالتواصل وتهل علينا أقمار الفرحة والليالي الملاح التي تتطلب وضع ميزانية كبيرة لها,, لمواجهة متطلبات العروسة,, وأم العروسة وتكاليف السعادة!!
ومن الطبيعي جداً أن تصل قيمة احد فساتين الافراح في بعض المناطق ولدى بعض الاسر إلى عشرين او ثلاثين الف ريال، وقيمة ليلة لاتزيد على اربع ساعات في احد قصور الافراح الى مائة الف ريال تحييها طقاقة تتقاضى ما لا يقل عن خمسة عشر الف ريال او تزيد أو تنقص، بالاضافة الى العزائم والولائم والطلبات المتعددة للعروسة التي تثقل كاهل أسرتها إن كانوا هم المتحملين للتكاليف أوكاهل العريس إن كان هو المتحمل ليدخل بيت الزوجية بديون وديون لا تنتهي,, ارضاء لمتطلبات الزواج,, وطلبات العروسة,, بل وبعض العادات والتقاليد, فمن المسؤول؟ ومن وراء ارتفاع فاتورة الزواج؟! وفي ثنايا هذا التحقيق أردنا الاقتراب لمحاولة الإجابة عن بعض هذه التساؤلات,.
فقد أوضحت الأخت أم حمد أن حفل خطبة ابنتها العائلي كلف 15 الف ريال شاملا الفستان واواني التقديم فالموضة هذه الايام ان يكون كل مافي المنزل بلون فستان العروس وتُلبس كذلك جميع أواني التقديم وحتى التحف وسلال المهملات بقماش بنفس لون الفستان,وفي الحقيقة انا لا احبذ الإسراف ولا انصح به ولكني مضطرة لفعله خوفاً من انتقادات الناس مع العلم أن زوجي لا يشجعني على هذا التكلف والرجال عموماً ليسوا سبباً في الإسراف المبالغ فيه فالسبب هن الامهات والفتيات ورغبتهن في الظهور بأرقى مستوى حتى لو كان والدها او زوجها من ذوي الدخل المحدود فتلح الام في الطلب على الاب حتى يوافق ويوفر مايلزم رغبة منه في إرضاء ابنته التي ستفارقه مع انه في الغالب يفضله عائلياً مختصراً قدر الإمكان.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved