أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

تحقيقات

إعلانات هروبهم تملأ الصحف وكفلاؤهم ينفون المسؤولية
لماذا يهرب العمال والخادمات ,,, ؟
مدير جوازات الطائف: تواطؤ بعض المواطنين هو السبب والبحث عن تحسين الدخل يغريهم
مدير مكتب العمل: العمال يسهلون لأبناء جنسياتهم مهمة الهروب,, وسوء المعاملة قد يدفعهم لذلك
* تحقيق: هلال الثبيتي
تطالعنا صحفنا اليومية بالعديد من الإعلانات من قبل الأفراد أو المؤسسات أو الشركات عن تغيب مكفولها عن العمل حتى أصبح هروب العمالة ظاهرة لها أسبابها ومسبباتها ومن هنا كان لا بد من الوقوف عليها ودراستها من جميع النواحي والآثار السلبية المترتبة على هذه الظاهرة سواء على الفرد أو المجتمع.
الجزيرة قامت بمناقشة أسباب هروب العمالة مع عدد من المسئولين في جهات الاختصاص وأصحاب المؤسسات والعمالة نفسها وكذلك الأفراد للبحث عن الأسباب وطرق علاج هذه الظاهرة:
في البداية التقت الجزيرة بمدير جوازات محافظة الطائف العميد سعيد أحمد الغامدي الذي قال:
إن ظاهرة هروب العمالة والعاملات من مكفوليهم ظاهرة ملموسة وهناك أكثر من دافع وراء هروب المكفول,,
منها توهم الشخص الهارب بتحسين دخله وتعرضه للتغرير من قبل غيره بفرصة العمل براتب أكثر وتواطؤ بعض المواطنين في تشغيل هذه العمالة الهاربة غير مبالين بالعواقب الجسيمة التي تشمل الغرامة او السجن او بهما معاً.
أيضاً هناك التسهيلات التي يجدها الشخص الهارب من أبناء جنسه ولا يخفى ان المعاملة غير الحسنة من قبل الكفيل أو أحد أفراد اسرته تدفع العاملات للهرب أو محاولة الهرب.
التعاطف من أسباب الهروب
أما الأستاذ عبدالعزيز هاشم مدير مكتب العمل بمحافظة الطائف فقد بين أن هذه المشكلة المتعلقة بالهروب من السابق كانت ظاهرة مزعجة باعتبار ان العامل يجد دخلاً مغرياً أكثر من راتبه المتفق عليه مع كفيله، وكذا العامل الأجنبي التابع للكفيل المتهاون يتعاطف مع ابن جلدته ويسهل له ايجاد العمل والآن وبحكم الحملات المستمرة من الجهات المختصة لمتابعة المتخلفين والمخالفين لمبدأ الإقامة خفت هذه الأيام الظاهرة كثيراً وليست بتلك الصورة السابقة أما ظاهرة الهروب من العنصر النسائي فنجد أن الأسباب كثيرة يصعب ذكرها لا سيما لو نظرنا الى المعاملة غير المستحبة من بعض ربات المنزل والارهاق من كثافة العمل الذي يصل أحياناً الى تسع عشرة ساعة أو عشرين ساعة والاهانات والشتم التي لا يرضى بها الانسان بأي حال من الاحوال ونتيجة لهذه الأسباب تلجأ الخادمة إلى الهروب من كفيلها.
حصول العامل على تأشيرة
رجل الأعمال وصاحب مؤسسة أحمد بن عبدالله الزهراني قال عن هذا الموضوع:
هروب العمال أصبح ظاهرة متفشية بين عمال المؤسسات في بداية الأمر كيف حصل العامل علىتأشيرة العمل وهي حلم للعامل.
تجد أن العامل حصل على تأشيرة العمل عن طريق آخرين يعملون في المملكة يقومون بالبحث عن تأشيرات عمل يتحججون بأنهم يأتون باخوانهم وذويهم بعد مبالغتهم بأنهم قادرون على أداء العمل بشكل غير معقول.
وعندما يحصلون عليها يبدأون باعلانات في بلدانهم بالمزاد العلني ويقوم المسكين بدفع ما قبله وما بعده, بعد اغراءات فوق الخيال واضاف انه من هنا نجد ان التأشيرة ماهي الا وسيلة لدخول المملكة بعد ماتم ايهام العامل انه سوف يعمل لحسابه ويصبح مليونيراً ويفرشون له الأرض من ذهب ويصبح رجل أعمال وعندما يأتي يتفاجأ بأن العمل لدى مؤسسة وعليه رقابة ومدير وأوقات رسمية للعمل يطالبونه بالقيام بواجبه ثم بعد ذلك يفكر كيف يتخلص من هذه المشكلة في نظره حيث يقوم بالاتصال بمن اعطاه الفكرة وسمم افكاره ليخلصه ويرشده والذي يقوم بدوره بالتنسيق مع من يقوم بنقله بين المدن مقابل مبلغ مادي زهيد متخطياً بذلك كل الانظمة.
وبين أن الاشخاص الذين يقومون بنقل هذه العمالة نستطيع أن نقول عنهم أو نصفهم بذئاب الدجاج ليس لهم احساس بالوطنية والمسئولية ثم بعد ذلك يهرب العامل تاركاً الندم لمؤسسته التي جاء من أجلها وعندما يضمن وصوله في مكان بعيد عن كفيله والأعين التي تعرفه يقوم بالبحث عن العمل وياللأسف ان هناك من يقومون بتشغيله دون سؤال من هو كفيله ومن اين أتى بعد ذلك يصبح هذا العامل صياداً ماهراً للعديد من العامل رغم التحذيرات والعقوبات التي تطبقها وزارة الداخلية تجاه مخالفي أنظمة الاقامة والعمل.
وناشد الزهراني الجميع بالتعاون مع رجال الجوازات في جميع انحاء المملكة بأن يكونوا عوناً لهم في كشف الغطاء عن المخالفين والمتخلفين وعدم مساعدتهم حتى نحقق لوطننا الغالي في ظل قيادتنا الرشيدة الأمن والاستقرار.
الكفيل وعلاقته بالعامل
ضيف الله طلق الحميدي أكد أن حكومتنا الرشيدة وفرت لنا العديد من سبل الراحة ومن بينها العمالة من خدم المنازل وسائقين وعمال وغيرهم ولابد أن نكون قدوة لغيرنا في التعامل مع هذه العمالة بما يتفق وأهداف دولتنا الإسلامية.
وعن ظاهرة هروب العمالة قال: هناك أسباب مختلفة تتعلق بالعامل نفسه واخرى بالكفيل اما ما يتعلق بالكفيل فيمكن حصرها في ضعاف النفوس بأن يغرى هذا العامل براتب اكثر من راتبه او تغير العمل على المكفول وعدم تأمين عمل بديل عندما يفشل العامل في العمل الذي كلف به ويترك العامل عاطلاً عن العمل مما يضطره الى الهروب والبحث عن عمل اخر وتأخر رواتب العمالة وعدم دفعها وصرفها في الوقت المحدد وكذلك عدم توفير السكن والعلاج لهذا المكفول.
أما ما يتعلق بالعامل نفسه فنجد أن هناك أمورا عديدة تجعل العامل يفكر بالهرب من كفيله منها واقع العمل الذي يجده مغايرا عما وصف له في بلاده كذلك حب العامل للكسب السريع بأي الطرق والرفقة التي يجدها من زملائه في العمل وتشجيعهم له على الهرب.
وأضاف نستطيع القول بأن الكفيل والمكفول يشتركان في سبب هروب العامل نفسه ولربما أصبح الكفيل في الغالب هو السبب.
وتحدث رجل الأعمال حسن سراج المالكي حيث قال: ينبغي أن تعقد الندوات وتنشر الموضوعات وذلك لدراسة هذه الظاهرة دراسة وافية واتخاذ التوصيات والقرارات نحوها وتقريب وجهات النظر بين المكفولين وكفلائهم والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التلاعب او التحايل.
وبين انه في السنوات الماضية برز على السطح هروب العمالة من مكفوليهم ومن واقع تجربتي وتعاملي مع العمالة استطيع القول بأن اسباب الهروب هي نفسية في غالب الحالات او تساهل من رب العمل مع العامل نفسه أو اختلاف وجهة النظر بين الطرفين أما حيال الراتب او طبيعة العمل وهناك احياناً السلوك العدواني المصاحب لبعض المكفولين اما لسوء نيته او لاختلاف عقيدته او غير ذلك قد يتسبب في حدوث مصادمات مع رب العمل وبالتالي لا يجد العامل سوى الهروب وأضاف ان وجود المغريات الخارجية تجذب المكفول الى خارج دائرة الكفيل أو العمل من وراء عمله.
ماذا يقول العمال؟!
هذا هو رأي اصحاب العمل ورجال الأعمال فماذا عن العامل نفسه ماذا يقول عن أسباب هروبه من كفيله؟ الجزيرة طرحت هذا السؤال على العامل نفسه فتعالوا معنا الى رأي العامل:
مصطفى رشيد، هندي قال إن هروب العامل من كفيله يرجع الى بعض المكاتب التي في بلاده حيث تقوم هذه المكاتب برسم صورة غير واقعية عن العمل في المملكة فبذلك يغر العامل عندما يصل الى المملكة ويجد نفسه بين نارين اما الهروب او الاستمرار لتسديد الديون التي عليه من جراء حصوله على تأشيرة العمل فيقع العامل في مغريات الهروب فيبدأ في التخطيط والتشاور مع غيره من العمالة من نفس جنسيته في الهروب وأحياناً يكون الكفيل هو السبب في ذلك.
ثم تحدث زنهم محمد علي مصري الجنسية حيث قال:
نقف اليوم أمام موضوع خطير وهو هروب العمالة ولا يمكن أن نضع المسئولية كاملة على الكفيل لان هروب العامل في حد ذاته هو ضعف شخصية من قبل العامل واسلوب تربوي سيىء لعدم القدرة على المواجهة ولكن يمكن ان نلخص اسباب الهروب التي تدفع العامل الى الهرب في عدة عناصر منها:
اختلاف الصورة المرسومة لدى العامل من بلاده الى المملكة من حيث طبيعة العمل وهنا تظهر امامه صورة اخرى غير متوقعة فلا بد أن يتقبل هذه الصورة فمنهم من لا يستطيع ان يواصل هذه الظروف فيبدأ في ترتيب اوراقه للهرب الى طبيعة عمل تناسبه.
كذلك اختلاف الراتب هذا عامل اساسي يجعل العامل يفكر فيه اكثر من مرة وهنا يحسبها من بلاده حيث يذهب الى مكتب السفريات ويقرأ العقد من ناحية الراتب ويأتي الى المملكة ويفاجأ باختلاف مقدار الراتب وهذه مسئولية مكتب السفريات لانه قدم له عقدا صوريا اي من طرف واحد غير معتمد.
أيضاً الاختلاط بأصدقاء السوء وهذا عنصر لمسته بنفسي عندما يتبادلون الاراء والافكار وعن ظروف عملهم ويشور عليه بأن راتبه وعمله غير مناسب مع هذا الكفيل ولا يفكر الا في نفسه فقط وعلى حساب كفيله الذي يعتمد عليه في عمله .
واضاف ان هناك نقطة اساسية تتعلق بمكاتب السفريات خارج المملكة حيث تقوم هذه المكاتب بارسال العمالة بطريقة عشوائية الى اصحاب العمل بدون اوراق معتمدة من ناحية المهنة المطلوبة وهل عنده خبرة وخلافة فهم يرسلون العمالة بأي اسلوب وبعدها تظهر المشكلة حيث يقف العامل في حالة استغراب من العمل وإذا لم يقم به سوف يغادر المملكة ويقوم على الفور بالهروب بدون تفكير.
أسباب مشتركة
وعن هذا الموضوع تحدثت بعض النساء حيث قالت أم خالد : لا نستطيع ان نضع كل الاسباب من ربة المنزل أو من الخادمة بل هي مشتركة فأحياناً تكون الخادمة تريد السيطرة على المنزل وتكون هي المديرة والمدبرة لشؤونه وهذا هو الحاصل في غالب المنازل وهذا هو الذي حصل عندما قمت باستقدام خادمة منزلية من جنوب شرق اسيا فبعد مرور ثلاثة اشهر بدأت هذه الخادمة في الأمر والنهي وألغت دوري في المنزل فلم أرض عن ذلك فدخلت أنا وهي في شجار مستمر لمدة شهر فبدأت تتغير الى الهدوء ولم أكن أعلم أنها تخطط للهروب وفي أحد الأيام عندما استيقظت في الصباح لم اجد الخادمة, وأضافت أم خالد قد يكون هناك أسباب اخرى متعلقة بربة المنزل بحيث تكون قاسية في معاملتها معها وكثرة العمل طوال الليل والنهار.
اختلاف العادات
وبينت أم أحمد أن خدم المنازل يلجؤون الى الهروب أحياناً بسبب اختلاف العادات والتقاليد التي يعيشونها في بلادهم وعدم اتفاق هذه العادات والتقاليد مع تعاليم الشريعة الإسلامية في بلادنا الغالية وربما يحدث بعض الأمور الأخرى التي تجعل ربة المنزل تحقد على هذه الخادمة فتلجأ بدورها الى الهروب.
أما أم سعد فأشارت الى تجربتها مع ثلاث خادمات هربن من المنزل بسبب الدلال الزائد من قبلها وعدم القسوة عليهن وأضافت ربما تكون الخادمة قامت بسرقة بعض محتويات المنزل فيساورها الخوف من الانكشاف فتبدأ تخطط للهرب.
وبينت أنه لابد من المراقبة الدقيقة للخادمة في المنزل وعدم اعطائها الحرية الكاملة في التصرف في شؤون المنزل.
الهروب يختلف من جنسية لأخرى
الأستاذ/ تركي محمد العتيبي صاحب مكتب استقدام قال: برأيي الشخصي ومن واقع تجربتي في العمل تختلف عملية الهروب من جنس الى آخر وكذلك الجنسيات وكذلك الأسباب, وهناك أسباب بقصد السرعة للحصول على أكبر قدر ممكن من المال في أعمال مخالفة للأنظمة وربما أحياناً للشريعة الإسلامية وذلك للنساء غالباً.
وأضاف ان هناك أسبابا أخرى وهي سوء معاملة الكفيل أو الاختلاف حول عمل معين أو تعامل معين او التهديد من قبل الكفيل بالترحيل وبين أن عمليات الهروب هي غالباً تنظم داخل المملكة من قبل مجموعات معينة متمركزة بصفة نظامية تحصل على المال مقابل تهريب العمالة أو مبلغ مقطوع من الراتب وعندما يتم الهروب يقوم الشخص الذي قام بتنظيم عملية الهروب بإيوائهم لديه ويقوم بتهديد العامل الهارب دائماً بالتبليغ.
وعن كيفية القضاء على هذه الظاهرة قال: لابد من ضمان عدم تشغيلهم لدى الغير ومخالفة من يقوم بالتشغيل لهم والتفتيش دائماً ووضع مكافآت مالية لمن يقوم بالإبلاغ أو على الاقل شهادات.
كذلك الزام السفارات الأجنبية بعدم اصدار وثائق او جوازات عند رغبة هذه العمالة بالسفر لدولهم والتعاون مع الجهات الرسمية ومن يوجد لديه مشكلة مع الكفيل لا يستدعي الأمر للهروب بل هناك قنوات شرعية لدى الجهات الرسمية من حق العامل التقدم لها بالشكوى وأخذ كافة حقوقه إذا كان بالفعل له حقوق.
دور مكاتب الاستقدام
وعن دور مكاتب الاستقدام حول ظاهرة هروب العمالة قال: في ظل ما نرى هذه الأيام من ظاهرة هروب العمالة فاني اقترح أن يقوم أصحاب مكاتب الاستقدام الأهلية بالبحث عن اماكن اقامة هذه العمالة وذلك من خلال المترجمين والسائقين المتواجدين لديهم أو اي عناصر اخرى من ذات الجنسية نفسها ومن ثم ابلاغ الجهات المسئولة.
كذلك يضع اصحاب المكاتب الاهلية للاستقدام مكافأة مالية ولتكن مثلاً ألف ريال لكل شخص يقدم بلاغاً صادقاً لنصل في النهاية لاثارة الرعب لدى الأجانب المنظمين لمثل هذه العمليات.
وبعد فقد تعرفنا على اسباب الظاهرة التي نشاهدها ونلمسها يومياً من قبل العمالة وكفلائهم ولكن ما خفي أعظم حيث علمنا من خلال جولاتنا أن بعض اصحاب المؤسسات الاهلية يقوم بتسريح هذه العمالة في السوق ويتقاضى مبلغا معينا من المال ومن ثم بعد فترة يقوم بابلاغ الجهات المختصة عن تغيب هذه العمالة.
اذاً من المسئول عن هذا التصرف اللامسؤول ومن المسئول عن حق الوطن واين الغيرة على الوطن هل طغا حب الذات وحب المال على كل هدف وطني نبيل؟!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved