أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

شرفات

هل كان المتنبي عالم صوتيات في شعره ,, ؟!
د, عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي
لقد تطرق شاعرنا أبو الطيب المتنبي إلى أصوات مختلفة في الطبيعة، فذكر صوت الإنسان، وأصوات حيوانات مختلفة، وصوت الرعد,, إلخ, إضافة لذلك فقد أشار الى الصدى.
وقال أبو الطبيب أيضاً في قصيدة يمدح بها سعيد الكلابي:


عقدتُ بالنَّجم طَرفِى في مَفاوِزه
وَحُرَّ وَجهي بِحَرِّ الشَّمسِ إذ أفَلا

يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعني: يريد: أنه كان ينظر إلى النجم نظراً متصلاً، خوفاً من الضلال، فجعله لدوامه كالعقد لطرفه: يريد: انه لم يزل ينظر إلى النجم حتى كأنه قد عُقِد طرفه به، وإذا غاب النجم عقد حر وجهه بحر الشمس, والمعني: انه سافر فيه ليلاً ونهاراً، حتى بلغ ما أراد، وجانس بحر الشمس حر الوجه.
يقول الشاعر في بيته هذا: إنه كان ينظر إلى نجم في السماء وأن هذا النجم دليله وعلامة له في مسيره للجهة التي ينوي السير إليها فلما غاب هذا النجم وأفل استبدله بدليل آخر وهو الشمس, ومن المعروف علمياً أن النجم القطبي (نجم الشمال) هو أهم النجوم التي تساعد على معرفة الشمال الحقيقي, ويظهر هذا النجم دائماً في جهة الشمال بالنسبة لسكان نصف الكرة الشمالي عندما تكون السماء صافية، وهو نجم يتعامد على القطب الشمالي (قال شاعرنا عقدت بالنجم طرفي في مفاوزه,,), ويعد النجم القطبي نجماً مميزاً بين مجموعة من النجوم الأخرى، يطلق عليها مجموعة الدب الأصغر, ويمكن للناظر إلى ذلك النجم التعرف عليه عن طريق مجموعة بجمية تسمى مجموعة الدب الأكبر,وتتكون مجموعة الدب الأكبر من سبعة نجوم تبدو على هيئة مغرفة كبيرة,وتعرف هذه المجموعة أيضاً باسم بنات نعش, وللتعرف على موقع النجم القطبي لا بد لنا من التعرف على بنات نعش، وبعد ذلك نحدد مكان ذلك النجم بوقوعه على امتداد الخط الوهمي الواصل بين آخر نجمين من مجموعة الدب الأكبر, وقال الشاعر ايضاً: في قصيدة يعزي بها عضد الدولة


لَم يُرَ قَرنُ الشَّمسِ في شَرقِهِ
فَشَكَّتِ الأَنفُسُ في غَربِهِ

يقول العكبري في شرح هذا البيت: قرن الشمس: أول ما يبدو منها,والمعنى: يريد أنه لابد من الفناء، وهذا مثل يريد أن الشمس من رآها طالعة عرفها غاربة ، كذلك الحوادث، منتهاها إلى الزوال ، لأن الحدوث سبب الزوال, لقد أشار الشاعر في بيته هذا إلى ظهور الشمس من المشرق وغيابها من المغرب، وأن الشمس أول ما تبدو للناظر هي من الشرق وتغيب في جهة الغرب، واستخدم أبو الطبيب هذه الظاهرة الكونية المتكررة كمثال على ما يحدث من حوادث فكل حادثة لها بداية ولها نهاية كشروق الشمس وغروبها وتكرار حدوثها.
ومن المعروف ان الأصوات تحيط بالإنسان في كل الأوقات, ويستطيع الإنسان ان يسمع العديد من الأصوات في اليوم الواحد، وتشترك جميع الأصوات التي نسمعها بخاصية مشتركة وهي الذبذبة، فكل مصدر صوت ذبذبات ناتجة عن الشيء نفسه، فعندما يتذبذب جسم ما فإنه يسبب تذبذبا للهواء المحيط به, وتنتقل هذه الذبذبات أو ما يسمى بالموجات الصوتية خلال الهواء، وفي جميع الاتجاهات بعيدا عن المصدر، وعندما تصل موجات الصوت الى طبلة الأذن فإنها تتذبذب أيضا، ومنها تنتقل هذه الأمواج الصوتية الى المخ الذي يقوم بترجمتها الى الصوت المميز.
ويقول عمار في الصوت (1991م): الموجات الصوتية هي عبارة عن موجات ميكانيكية طويلة، تنتقل في الأجسام الصلبة والسوائل والغازات، وتتذبذب فيها الجسيمات في إتجاه حركة الموجة, وحيث ان الموجات الميكانيكية الطولية لها مدى كبير من التردد، ولذا فإنه يمكن سماعها وتمييزها, ومن المعروف علميا ان الصوت يسير في الهواء بسرعة يصل معدلها من 335 الى 340 مترا في الثانية, ويأخذ الصوت زمنا قدره ثانية واحدة ليرتد من جسم يبعد مسافة 168 مترا من مصدر الصوت, ويضيف عمار قائلا: إذا استمع شخص لمصدر صوتي يقترب منه بسرعة، يلاحظ ان تردد النغمة التي يسمعها هي أعلى مما لو كان المصدر ثابتا في مكانه, وفي حالة ما إذا ابتعد المصدر فإن تردد النغمة ينخفض ويعود السبب في هذا التغير في تردد النغمة الى ان الموجات الصوتية التي يخرجها المصدر المتحرك تصبح أكثر ازدحاما أمامه في حين تصبح هذه الموجات أقل ازدحاما خلفه, ومعنى ذلك، ان طول الموجة الصوتية أمام المصدر يصبح أقل من حقيقته, اما خلف المصدر فيصبح طول الموجة أطول، ولذلك فإن المستمع الذي يتحرك المصدر نحوه يسمع نغمة ذات تردد أعلى من حقيقتها، فإذا ما تعداه المصدر فإنه يسمع نغمة ذات تردد أقل,ويضيف عمار قائلا: تتميز كل نغمة صوتية عن غيرها بخصائص ثلاث هي: الدرجة، والشدة، والنوع، فالدرجة تعين بتردد الموجة, وتقاس الشدة بكمية الطاقة الصوتية التي تقع عمودية على وحدة المساحات في الثانية, والطاقة تتناسب طردياً مع مربع السرعة ويعرف الإحساس بالشدة بأنه التأثير الوظيفي للصوت داخل الأذن، او الإحساس الذي يصل الى المخ من شدة الصوت.
قال الشاعر في قصيدة يمدح بها عبدالرحمن بن المبارك الأنطاكي:


1 والجِرَاحَاتُ عِندَهُ نَغَماتٌ
سَبَقَت قَبلَ سَيبِه بِسُؤَالِ


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved