أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th June,2000العدد:10137الطبعةالاولـيالجمعة 28 ,ربيع الاول 1421

تراث الجزيرة

واتضح لي أنني لست السابق للمعنى الذي قلته!!
قلت مهيجنا:


لو المواتر نباتٍ في اول الجوفا
كان أجهم الفجر واخذ كم سياره
لكن ,, من دونها عشرات الالوفا
ينٍ ودولارٍ ومركٍ زادت أسعاره

هذان البيتان لم يكونا نتاج خيال شعري او تخيل فكري وانما كانا مخاض واقع تتلخص قصته فيما يلي:
قبل 35 سنة كنت أملك سيارة وانيت من نوع نيسان وكنت فخورا بها، وكان حرصي شديدا على ان أقوم ببعض الرحلات بصحبة بعض الاصدقاء وبخاصة الذين لهم معرفة بأسماء الاودية والشعاب والرياض والمعالم البرية حيث كنت مشغوفا بمعرفتها.
وذات مرة كانت رحلتنا الى وادي سدير وادي الفقي سابقا، وأثناء تجوالنا في فروعه توقف النيسان وما فوق جهلنا جهل بعدم معرفة اسباب توقفه ولا ما اصابه من عطل، لذا لم يكن لنا من خيار غير سحبه الى الورشة.
وفي طريقنا ونحن نسحبه بسيارة شخص كريم مر بنا، تجاوزنا مدخل فرع من فروع وادي سدير العديدة يعرف بالجوفا فأخذت اهيجن بالبيتين آنفي الذكر ولم يساورني أدنى شك في انني كنت السابق الى ذلك التمني الذي كان مخاض حالة نفسية، ونتيجة انفعال دار محوره على قلة ما في يدي من دراهم.
قلت: وانتهينا بسحب النيسان الى ورشة اصلاح السيارات، وهناك ابلغنا الميكانيكي ان النيسان قد خبط بسبب اهمالنا له وانه يلزمه تغيير الماكينة او توضيبها، وكان الجيب خاليا الا من بعض الدريهمات التي لا تقبل المناقلة من بند الى آخر، لأنها مخصصة لمصروف البيت، ولهذا السبب مكث النيسان في الورشة عدة شهور، ثم خرج معافى يلتمس من الطرق أطولها وأوعرها، وكأنما هو يريد تحقيق حاجة في نفسي، وهي حب الرحلات، والبقاء في البراري.
هذه هي حكاية البيتين,.
وذات يوم ليس بالبعيد كنت في ديوانية الراوية ابراهيم محمد الواصل وكان الحديث دائرا عما طرقه الشعراء من أساليب التمني والتوجد وما فيها من طرافة وظرافة، فانشدنا هذا البيت:


ليت البعارين تنبت باوسَط طنيزة
كان أجهم الصبح وآخذ لي طرف ناقه

وسألته: من القائل، وعن موضع طنيزة,, فأجابني أنه لا يعرف القائل، وان طنيزة موضع في المذنب بالقصيم.
والحقيقة انه بسماعي هذا البيت ادركت انني لست السابق لمعنى ذلك التمني الذي ضمنته بيتيّ سالفي الذكر.
ورأيت في الوقت نفسه ان انوه الى انه يجب على كل شاعر ألا يظن انه سابق غيره الى أي معنى يصطاده، بل عليه ان يتوقع انه مسبوق اليه، وانما هو اختص بصياغته وتوظيفه بأسلوبه الشعري ليس إلا.
أحمد عبدالله الدامغ

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved