أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st July,2000العدد:10138الطبعةالاولـيالسبت 29 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

الحرية المزعومة
وفاء العيسى *
إن القضايا المطروحة على جدول أعمال العالم العربي كثيرة ومتعددة جديرة بالعناية والاهتمام,, ولكن لم يكن هناك قضية متكررة تتجدد كل حين وشغلت العالم العربي منذ عقود كالتي حظيت به قضية تحرير المرأة فدارت حولها حوارات ساخنة وعقدت من أجلها مؤتمرات عدة فتعارضت المفاهيم وتباينت الوجهات والآراء، إن هذه القضية بها تياران قويان:
تيار يقوده المستغربون العلمانيون ويرسم حدوده ومعالمه اليهود والنصارى ويسير في ركبه رعاع ممن تحركهم الأهواء والعواطف دون عقل أو علم أو بصيرة,, لا يميزون بين الشريعة الإسلامية وبين الأعراف والتقاليد المحلية,, يعضدهم أناس منحرفو الفكر يدعون لتحرير المرأة لهوى الفجور وارتكاسة الفضيلة عندهم, ينهلون من معين الغرب ويحاكون عاداتهم وتقاليدهم.
أما التيار الآخر فهم المصلحون والدعاة الأفاضل ممن نذروا أنفسهم لحماية جناب الإسلام والذب عن حياضه، فدافعوا عن المرأة وحقوقها وأبعدوها عن أسباب الفساد ومنابر الرذيلة التي يرتقيها أصحاب التيار الأول في كل مكان.
هذه هي محاور قضية المرأة في العالم العربي، ولا أعلم هل للمرأة قضية فعلاً أم لا؟ هل ضاعت هويتها لدرجة ان تطرح لها قضية، وهل هي منتهكة الحقوق لترفع للعالم ظلامتها ضد الرجل؟ وهل تعسفت عليها أحكام الإسلام حتى تتحرر منه وترفض تعاليمه؟!
إن المتشدقين بحرية المرأة والمنادين بدعوات هدّامة تارة باسم الحرية وأخرى بعنوان إنصاف المرأة وثالثة تحمل ادعاء الاستفادة من طاقة المرأة وغيرها، إن هذه الدعوات أجمع لتصب في بوتقة واحدة هي إبعادها عن المنهاج الشرعي وإن هؤلاء المنادين والمستغربين ليتمسحون بمسوح الإشفاق والرحمة، فيصرحون بتعسف الفقه الإسلامي وجوره وسطوته من الجانب النسائي، وتراهم يخلطون بين التقاليد والعادات، وبين السنن الثوابت فيساوون بين نصوص الشريعة وبين اخطاء تطبيقية، فينسبون إجبار البنت على الزواج في بعض المناطق وإعنَاتِ الزوجات والعنف الزوجي إلى الله تعالى وأن هذا شرعه في قرآنه وسنة رسوله فيزورون في الروايات والاسانيد ويلوون النصوص لتوافق هواهم,, فهل هذا من الأمانة العلمية أو دقة المنهج؟!,.
وحيناً آخر ينقلبون رأساً على عقب فينادون بمساواة المرأة بالرجل وإنصافها من الجور الحاصل لها، فيجب ان تعمل في المصانع وتشارك في المنتديات المختلطة وتمتهن المهن الشاقة وتركب الشاحنة وتنقل البضائع,, فهل هذا رأفة بها وشفقة عليها,, اين أنتم مما سبق من كلامكم وحديثكم بالدفاع عنها ورفع الظلم؟
تم تارةً أخرى ينادون باستغلال الطاقات الكامنة في المنازل، فيرفعون عقيرتهم ويطالبون بدخولها في مجالات الرياضة والفن ووقوفها على خشبة المسرح مبتذلة مهانة تعرض جسدها كما تعرض الجواري في اسواق النخاسة, تهتك حياءها وطهرها وعفافها وتنزع حجابها لتحاكي الغربيات في سقوطهن والفاجرات في لهوهن.
إن هؤلاء القوم لا يملكون إنصافاً لأنفسهم ولا منهجاً علمياً دقيقاً ولا رغبة في الوصول إلى جادة الصواب ولا يحملون في قلوبهم وفاءً لعقيدة أو دين أو وطن.
إن المرأة المسلمة لجدير بها ان تتسور بأسوار الحماية الثلاثة (البيت الحجاب عدم الاختلاط) حتى تحفظ حقوقها وكرامتها التي جاء الإسلام بها وترتقي في مراقي الكمال والفضيلة وتسمو إلى العلياء، إن الإسلام جاء بتكريم المرأة وحفظ لها حقوقها وصان مصالحها وكرامتها.
ولكن ضعف الدين في نفوس كثير من الناس والبعد عن تطبيق بعض الأحكام الشرعية كان سبباً في نعيق هؤلاء التحرريين بأطروحاتهم وتشدقهم بمقالاتهم، فهاهي المرأة خرجت في بلاد كثيرة فتساوت مع الرجل وزاحمته في كل مكان رغبة في التطور، فأنشئت لها أندية الرياضة واعطيت حريتها في التعقيم وصعدت إلى الفضاء ودرجت على خشبة المسرح والتصقت بالرجل في الافلام، فانتشرت الملاهي الليلية والمراقص الماجنة وتضخم عدد الفنانين والفنانات وظهر العري على الشواطئ والشوارع، فهل بعد هذا التحرر وصلت المرأة إلى السعادة الحقة؟ وهل تطورت وحلت مشاكلها؟ بالطبع، لا، فنحن نرى من هذه حالهم يعيشون تحت وطأة الانحلال والفساد والجريمة ويشتكون من الانهيارات الأسرية والمشاكل الاجتماعية, إنني ارفع صوتي مع كل فتاة ترضي الله ورسوله,, إننا لا نريدكم ان تقحمونا في مسالك تؤدي إلى مهاوي الردى ولا نرغب في الدخول والمغامرة عبر دهاليز الفن والرياضة، لا نريد استدراجاً إلى مراتع الفساد والرذيلة، نريد حق الإسلام لنا واقعاً ملموساً وتطبيقاً، عمليا دقيقا فهل وعيتم المقصود، نرجو ذلك, والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،،،،
دراسات عليا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved