أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st July,2000العدد:10138الطبعةالاولـيالسبت 29 ,ربيع الاول 1421

تحقيقات

في ظل سوء استخدام الناشئة للإنترنت
توجسات الأسرة المسلمة من سيطرة المعلوماتية الإلكترونية
* تحقيق: فايزة الحربي
التقنية الالكترونية الحديثة وابداعاتهاالمتلاحقة المتتابعة ومغرياتها المتفننة في اجتذاب الناشئة بصفة خاصة باتت تقلق غالب اولياء امور الشباب خشية منهم ان تستحوذ هذه الثورة الالكترونية على مشاعر وأحاسيس وعقول فلذات اكبادهم وان تسيطر على توجهاتهم وتأخذ بأزمة افكارهم بعيدا عن واقع ينشدونه لابنائهم فهم في حيرة أمام عالم وعولمة جديدة مبهرة محيرة لا يدركون كنهها ولا مقاصدها البعيدة وأضحوا فريسة للقلق والهواجس متلمسين انجع السبل لدرء مخاطرها عن اسرهم والمجتمع,, هنا نتحدث إلى تربويات متخصصات في هذا الشأن,.
أبرز الأخطار
الدكتورة رقية المحارب مدير عام مركز التوجيه والارشاد الرئاسة العامة لتعليم البنات أكدت ان الحكم على الشيء فرع عن تصوره ولذا فإن بذل الوسع في معرفة الشيء مهم جداً لوضع الطرق الكفيلة بمنع انتشاره وتقليل تأثر المجتمع كبارا وصغارا به, وهناك لاشك منافع من الانفتاح الاعلامي من ناحية توفر المعلومة والخبر وغيرها، ولكن الشيء المؤسف ان 95% من مستخدمي هذه الشبكة المعلوماتية يدخلون على مواقع اباحية او لتضييع الوقت ولمدة طويلة تؤثر على سيرتهم في الحياة وتضعف المواهب والملكات العقلية التي يملكونها, وأخطار الانفتاح المعلوماتي لا تحصر فمنها ما يشكل خطراً على الكيانات السياسية عن طريق زعزعة النسيج الاجتماعي، ومنها ما هو عقدي يستهدف الإسلام، ومنها ما هو أخلاقي كنشر الزنا والسرقة والكذب والخداع، ومنها ما هو اقتصادي لتقويض اقتصاديات الدول عن طريق تشجيع استهلاك كل ما هو غربي أو أمريكي، وعن طريق الانفاق على مكافحة الجريمة وغير ذلك وأوجز أبرز الاخطار فيما يلي:
انتشار المذاهب الهدامة والديانات المحرفة والعقائد المنحرفة وعرضها في قوالب جذابة مغرية للشباب، وانتشار السحر والشعوذة عن طريق المعاهد المتخصصة، وانتشار الجريمة المنظمة سواء ما يتعلق بالمخدرات أو الدعارة او عصابات تزوير الاموال وذلك عن طريق تسهيل الاتصال فيما بينهم وتداول المعلومات، ونشر الخلاعة والمجون والالحاد عن طريق الروايات والافلام والمجلات وغيرها وتعليم المراهقين اساليب النصب والاحتيال والجريمة، وهدم اللغة العربية لان اكثر من 90% من المواقع على الشبكة باللغة الانجليزية، وانتشار النمط الغربي في الحياة سواء ما يتعلق بالاستهلاك او العلاقات بين افراد العالم الاسلامي، تخدير المقاومة الاسلامية من أجل التمكين للسيطرة اليهودية على باقي أجزاء العالم الاسلامي.

الوقاية والبدائل
يظن كثيرون ان العالم الاسلامي هو الوحيد الذي يحارب العولمة التي تحمل في غالبها مضمونا امريكيا والحقيقة ان فرنسا اصدرت قانونا يعاقب على استخدام مفردات اللغة الانجليزية على لافتات المحلات والاسواق، كما حددت نسبة الافلام الامريكية حتى لا تغطي على الانتاج الفرنسي وكندا وصل بها الأمر إلى ان عقدت مؤتمراً دوليا للبحث في آثار العولمة على الثقافات المحلية وقد شارك في هذا المؤتمر الذي عقد عام 1998م حوالي 22 دولة أجمعت على تراجع الثقافات المحلية لصالح الثقافة الامريكية، وفي الصين تجري مفاوضات شاقة من ضمن بنودها اختلاف حول عدد الافلام الامريكية المسموح بعرضها في الصين, إذا كان هذا حال الامم المتقدمة مع العولمة وهي تملك من التقدم التقني الشيء الكثير ومع ذلك تدق أجراس الخطر، أفلا تكون الامة الاسلامية دولا ومؤسسات وأفرادا أشد استعدادا وأكثر انتباهاً لهذا السيل الجارف؟ وبداية أريد ان أؤكد ان الحفاظ على الهوية ممكن حتى في زمن العولمة بشرط ان يتم اتخاذ الاسباب العملية البعيدة عن التنظير وعناصر القوة في كل امة تتمثل في اللغة والدين، فإذا استطعنا عبر المؤسسات القائمة تأصيل هذه العناصر في اذهان الناشئة والمجتمع ككل فإنني استطيع القول اننا سننجح في اختبار العولمة, وإذا انتقلنا ايضا من الدفاع إلى الهجوم بأن يكون لدينا مواقع قوية وقنوات تنافس في محتواها هذا الغثاء والسطحية التي تبثها معظم القنوات الفضائية فإننا بهذا نستطيع ان ننافس ونحمي هويتنا ولغتنا من هذا العبث ومما يعمق المشكلة في تصوري هو وجود اصوات تساهم في تخلفنا عبر دعوتنا ان نساير العصر ونتخلى عن قيمنا, إن من بيننا من يروج للمشروع الغربي ويحسنه ويدعو إلى الاستسلام والانضمام لركب المنهزمين، وليس الانفتاح الاعلامي بالضرورة يعني موتا للامة ولا يعني ان المقاومة لن تجدي بل انني اعتقد اننا سنخرج من هذا الانفتاح بمكاسب كبيرة بشروط:
أولها: تعبئة الامة كلها وتوعيتها بخطر التيار المعلوماتي المنحرف ومن يدعو إليه.
ثانيها: منع ما يمكن منعه من المواقع على شبكة الانترنت والقنوات واستخدام آخر ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تبذل جهودا كبيرة حسب ما أعلم وان كانت تحتاج إلى دعم بشري ومالي حتى تستطيع السيطرة تماما، ومما يؤسف له ان هناك من يلمز الجهود الطيبة التي تبذلها المدينة ويدعو إلى فتح كل المواقع بحجة ان الرقابة لم تعد مجدية، وهذا غير صحيح ويدل على هزيمة داخلية وعدم استفراغ الوضع في التفكير فإن التقنية بمقدورها ان توفر الحل إذا كنا صادقين في حماية انفسنا وأجيالنا من الذوبان، وهناك امثلة في دول العالم استطاعت ان تسخر التقنية لخدمة امتها وهويتها، أفلا نكون اولى بالانفاق على حماية اغلى ما نملك.
وثالثها: تقوية اجهزة التوعية والتوجيه في المدارس والجامعات ونشر الدعاة والمثقفين، ودعم مكاتب الدعوة في المناطق، وتمكينها من طرح الموضوعات الساخنة على الساحة الفكرية والاجتماعية، وتكريس الاعتزاز بالهوية عن طريق الحوارات مع الشباب من الجنسين من اجل تربيتهم وتنمية الرقابة الذاتية لديهم، وتمكين جمعيات تحفيظ القرآن من استقطاب جميع فئات المجتمع وتنويع برامجها حتى تحقق اهدافها، واشغال الشباب بالبحث العلمي وبناء المؤسسات التي تستغل الموهوبين منها، ودعم اللغة العربية ومحاربة العامية, بالاضافة إلى ذلك عدم العناية المبالغ بها باللغات الاجنبية والانتباه لانتشار المدارس الاجنبية في داخل البلاد, ولعلي اقترح هنا ان تقوم وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بإنشاء هيئة عليا تضع الاسس من اجل حماية عقيدة وأخلاق ولغة الامة من التأثر بهذا الزخم, كذلك اود ان تقوم الندوة العالمية للشباب الاسلامي بترتيب بعض اللقاءات الشبابية وان تقوم المؤسسات الخيرية كذلك بدورها، وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب باقامة برامج توصل الدين والهوية لدى الشباب، وتقوم الجهات التعليمية بدورها التربوي، ويقوم التلفزيون كذلك بتكثيف الجرعات التربوية وهكذا,, إذا قامت مؤسساتنا الاعلامية والتربوية بدورها في البناء العقدي والاخلاقي ضمن خطة تحصين شاملة مع تكثيف الدور الرقابي فإن تأثرنا بالعولمة الامريكية سيصبح فعلا ماضيا بإذن الله وكما يقول الله عز وجل (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) واتخاذ الاسباب من التقوى ولأنني متفائلة فإنني أجزم أننا إذا أخذنا بالاسباب وباتباع السنن الربانية فإن اضرارها ستكون محدودة مادام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائما، وهنا أتمنى ان تقوم مراكز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الامنية وغيرها بوضع آلية لمنع اي محاولة لنشر المنكرات وتجفيف منابع الفساد والله عز وجل يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، ولذا فإن المسؤولية ثقيلة على الولاة والعلماء لان يكونوا يقظين ضد كل ما يهدد الامة في دينها وأخلاقها وكيانها، وإنني ادعو كل معلم ومعلمة ان يكون له دور فعال عن طريق الكلمة الطيبة والتوجيه الابوي الصادق، كما أحمل الاب والام واجب متابعة اولادهم ومراقبتهم وتوجيههم، تقول احدى الفتيات انها تستغل جهل أبيها وأمها بالحاسب الآلي للدخول إلى مواقع الحوارات وتبادل الصور وهنا أقول ان على الوالدين الانتباه واليقظة حتى لا يضيع أولادهم وهم يتفرجون.

*حضارة مزعومة
ومن جانبها قالت الاستاذة أسماء المجلي من الثانوية الاولى بحوطة بني تميم: عندما ندقق النظر في حالنا ومتقلبات العصر التي جعلت الحليم حيران إذ به يرى النواة الاولى للمجتمع,, الاسرة تعيش لحظات الذوبان في خضم المستجدات عليها باسم التطور والحضارة!! فعاش الوالدان حياتهما بعيدا عن فلذات أكبادهما؟ حتى افتقدت التربية ركيزتها الهامة!! صار اهم ما يطالب به الوالدان توفير الغذاء والمسكن، فهو اهتمام بالجسد بينما الجانب الروحي قد تكفلت وسائل الاعلام المختلفة بتربيته، لكن,, على اي اساس تقوم؟! لا ندري!.
هنا نضع علامات الاستفهام في وجه الوالدين مطالبين أيهما بالاجابة عنها؟ وقبل ذلك اصدار الحكم الدقيق عليها بعد وضوحها تحت المجهر,, القيم الاسلامية السامية، فإننا نعيش حربا ضروسا على عقيدتنا وتوجه مهامها الى الاسرة المسلمة باعتبارها النواة الاولى للمجتمع فإذا ما استطاعت هدمها والقضاء عليها فإنها تحقق بذلك اصابة الهدف في مقتل!! ليتسنى لها القضاء على الامة الاسلامية.
وكما ذكرت آنفا: ان أول خطر يهدد الأسرة في نظري هو الغزو الفكري الموجه بتركيز على عقول ابنائنا ووسيلته في ذلك اجهزة الاعلام خاصة الدش الانترنت والتي جعلت العالم يعيش اشبه بالقرية الصغيرة يعرف الشرقي ما يفعله الغربي ويحاكيه في ذلك دون ادنى تفكير هل يوافق ديننا وقيمنا ام لا؟! حتى صار افراد الاسرة يعيشون جوا من الحرية المزعومة دون تأدية للحقوق او الواجبات، فتحرروا من قيود والتزامات الاسرة تحت مسمى الحرية فلا الشاب اصبح يعرف معنى الرجولة في تعامله وتصرفاته وشكله، ولا الفتاة التزمت بحيائها وخلقها كفتاة مسلمة عفيفة, بل هي مقلدة للغريبة في ملبسها وهيئتها وحتى طريقة كلامها!! وطريقة تعاملها مع من حولها من اهل وأصحاب حتى في الشرائع مثل اقامة الاعياد والمجاهرة بها باسم التطور والحضارة.

المرأة الصالحة
من جانب آخر حدثتنا الاستاذة أروى بنت محمد الغلاييني عن الاخطار التي تحيق بالمجتمع المسلم وأشارت إلى انها كثيرة ومتتالية ومتغيرة فما نعده اليوم خطرا قد يأتينا في الغد ما ينسينا خطر اليوم لذلك ارى ان اناقش مباشرة طرق العلاج لهذه الاخطار فأي أفضل وأنجع طرق الوقاية هي: تشجيع المرأة ودفعها لتلقي العلم الشرعي وتبصيرها بأمور دينها، فعلى المرأة يقع صلاح الاسرة المسلمة فالمرأة التي هي نصف المجتمع تُربي النصف الآخر وأرى ان كلمتي المرأة والاسرة تزدادان في الاهمية فإن صلحت المرأة صلح المجتمع بفضل الله، فالمرأة الصالحة ستنشئ اسرتها على الصلاح وتقوى الله والعمل الصالح، وستعمل كذلك على درء الفتن والفساد عن الاسر الاخرى، فإن صلحت المرأة صلح غالب المجتمع، وسنعيش داخل حصن حصين تقيم على ثغوره أمٌّ صالحة او زوجة تقية نقية، أو أخت وابنة بارة عاملة، فالحصن الذي اسميه المرأة الصالحة المصلحة ايا كانت صفتها في المجتمع سيحمي مجتمعا بفضل الله من الاخطار، ومن آثار الاخطار، ولكن كيف نصلح المرأة؟ فالجواب البديهي هو بالعمل الشرعي الصحيح ولنقل على سبيل المثال هل ستبقى ام تجرؤ على اهمال اطفالها وتترك الخادمات يقمن بتربيتهم حتى وان كن مسلمات لينشأ جيل امعة متواكل به من العيوب ما به؟.
هل ستتركهم وهي تعي حقا قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ؟ هذا الحديث يمر علينا كثيرا ونسمعه ونقرأه بل ونحفظه عن ظهر قلب ولكن هل قرأناه ببصرنا ام ببصيرتنا؟ وهل ستستمر زوجة ما في تفعيل المشاحنات وتضخيمها بينها وبين زوجها حتى تؤدي للشقاق والطلاق؟ وهي تعي وتفهم حقوق زوجها العظيمة عليها وقوله صلى الله عليه وسلم: زوجك جنتك ونارك أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ولكي نقدم هذا العلم للمرأة، لابد ان يكون هناك الاسلوب المناسب والطريقة المؤثرة، ففي هذا العصر الذي رسم بالانفتاحية والتحديث السريع للمعلومات، وتكاثر المغريات وتعدد طرق طرح هذه المغريات، على الدعاة والداعيات بذل الجهد الكبير ودراسة فن الدعوة وفن الالقاء، واختيار الطريقة الفاعلة المؤثرة لتوصيل العلم، فكم من منابر معطلة تماماً رغم صعود الخطيب لها في كل جمعة! وكم من برنامج وعظي لا يسمع ولا يُرى؟!.
نحن نريد من المرأة التي تجلس إلى التلفاز ان توقف جهاز اختيار القنوات وليس ان تهرب ان كان البرنامج أو المتحدث شيخا أو داعية أو متحدثاً، نريدها ان تسمع، وان تصغي، وان تطبق، وأُصر على ان تطبق، لان تأثير الحديث في النفس لايقاس جدواه إلا بمدى التطبيق له، فنحن لا نريد تأثرا عاطفيا فحسب، فنكون كما التشبيه الذي ذكرته الاستاذة بيان علي الطنطاوي في احدى محاضراتها كالكأس الذي نسكب به المشروبات الغازية بداية يفور ويمتلئ بل وينسكب منه، ولكن بعد فترة لا نجد به سوى صبابة لا تكاد تبين!.
فالاهتمام والبحث وراء انجع الطرق في تبليغ العلم الشرعي الصحيح، وتوصيله للمرأة وخاصة الزوجة والام يجب ان يكون من جل اهتمامات الدعاة الإناث والذكور لانه باصلاح المرأة وتبصيرها بعظمة دينها اصلاح لاسرتها التي هي نواة المجتمعات، وبالتالي في إصلاح الاسر وقاية لها من الاخطار أو على الاهل حماية لها من آثار تلك الاخطار.
أخطار أخرى
وتطرقت الاستاذة خلود العقيل لأخطار أخرى قالت:
أولا وقت الفراغ قال صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كل انسان الصحة، والفراغ,, ويعد الفراغ من اكبر الاخطار التي تواجه الاسرة المسلمة، فكثير من الاعمال اليومية لا تتطلب الجهد البدني و الوقتي، وقد يؤديها البديل كالخادمة أو السائق, الامر الذي جعل من البعض عالة على انفسهم ومجتمعاتهم, واتجه الناس لشغل أوقات فراغهم في امور لا فائدة منها وربما في ما حرم الله مثل مشاهدة التلفاز أو الهاتف او التسكع في الشوارع وغير ذلك.
والمسلم إن لم يشغل وقته في طاعة الله شغله في معصية الله قال تعالى: (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).
ثانيا: الترف: ويعني به الرفاهية المطلقة من غير توازن، قال صلى الله عليه وسلم لا أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم رواه البخاري فليست السعادة ان يوفر الآباء كل ما يتمناه الابناء فنجد البعض يسلمون مفاتيح السيارة ليد المراهق متى شاء وحيث شاء والمال في جيبه بدون حساب فيتعود على حب المال وعدم القناعة بل ربما يتعداه لحب تملك ما في يد غيره,, قال احد اليهود في بيرونكولهم الثالث: سنلهيهم بأنواع شتى من التسلية كالقمار والملاهي وإثارة العواطف وأعين الناس إلى الدخول في المباريات والفن إلى غير ذلك.
ثالثا: السفر إلى بلاد الخارج: وهذا من اعظم المصائب التي للاسف تعلقت قلوب افراد مجتعنا بحبها في ان تأتي الاجازة إلا والنفوس مشرئبة للسفر بحاجة وغير حاجة بدون قيود أو ضوابط وهذا بالطبع يشكل خطورة على الفرد والمجتمع خلقيا واقتصاديا ودينيا, يقول احد المنصرين لندعو الله ان تنجح النصرانية في كسب المسافرين للخارج,.
وقال صلى الله عليه وسلم أنا بريءٌ ممن بات بين ظهراني مشرك .
رابعا: خروج المرأة الأم للعمل: لا شك ان دور الام في الاسرة كبير وخروجها للعمل لا بد ان يكون له ضوابط حتى لا يشكل خطورة على الاسرة التي هي كيان المجتمع فمكوث الام لساعات طويلة خارج المنزل واطفالها بأيد غير أمينة الخادمات وعودتها للمنزل متعبة محملة بأعباء العمل ومشاكله ينعكس سلبا على الاطفال والزوج والبيت.
خامسا: وسائل الاعلام من قنوات فضائية ومجلات هابطة وغيرها,, فلم تتغير معيشتنا ولا حال المسلمين وافكارهم وعقائدهم الا من تلك الوسائل فهي سلاح ذو حدين، وحقيقة التلفاز في معظم الدول مجرد ناقل لانتاج فني ضعيف هابط تتخلله اعلانات جذابة مثيرة للغرائز ولا تخلو من الهدم,, والقنوات الفضائية تزرع الكثير الذي يخالف ديننا في عقولنا مثل الاعتقاد بان تعدد الزوجات ظلم، الكذب الابيض، الانتقام والانتحار، التقليد والتبعية للكفار,,, الخ,, والانترنت يشابه هذه القنوات فهو إما وسيلة تعليمية تربوية أو وسيلة تدمر عقلية المشاهد وتسلب قدراته وثقافته.
سادسا: الغزو الفكري لا يخفانا جهود اعداء الاسلام المتنوعة في طمس معالم هوية الاسرة المسلمة وتزيين الباطل لها وتشويه الحق,, ومن افكارهم ومخططاتهم مساواة الرجل بالمرأة وهي كلمة حق اريد بها باطل فهم يريدونها تشارك الرجل حتى في اخص اعماله كالصناعة وغيرها,, وينادون بالحرية ويقصدون بها التخلي عن العفة والحجاب ويزعمون انها عادات رجعية متخلفة وان الدين في القلب وان الشريعة قابلة للتغيير والتطوير.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved