أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st July,2000العدد:10138الطبعةالاولـيالسبت 29 ,ربيع الاول 1421

تحقيقات

شارك في إعداده مئات المختصين والخبراء من المملكة والعالم
النظام الوطني للمعوقين كمشروع متكامل يراعي خصوصية المجتمع
* كتبت عذراء الحسيني:
كشف صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس مجلس امناء مركز الامير سلمان لابحاث الاعاقة في لقاء سابق مع سموه عن قرب صدور النظام الوطني للمعوقين والذي يحظى بدعم كريم من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام واوضح سموه أن النظام كان حلماً يراود القائمين على جمعية المعوقين ثم مركز الامير سلمان لابحاث الاعاقة وتمت متابعته حتى خرج إلى حيز الوجود ورفع كمشروع متكامل شارك في اعداده ليس العشرات بل المئات من الاخوة والاخوات العاملين في قطاعات مختلفة رسمية وخاصة كما شارك فيه خبراء من مختلف انحاء العالم من دول متقدمة في مجال المعوقين وشؤونهم وقد خرج المشروع متكاملا بُني على أسس تعتمد الشريعة الاسلامية التي هي اساس التعاملات الاجتماعية في بلادنا والتقاليد والاعراف واكد سموه ان المشروع لا يسعى لتمييز المعوق عن اخوانه في المجتمع بل لكي يتساوى معهم في حقوق المواطنة, هنا نستطلع آراء عدد من المختصين حول البرنامج.
الدكتور ابراهيم الفوزان الامين العام للتربية الخاصة اوضح ان النظام وحده كأي نظام في العالم لن يكون البلسم الشافي لأوجاع المعوقين ومعاناتهم وانما هو بمثابة منبه للمجتمع لاستشعار معاناة المعوقين وتذكيره بحقوقهم وتأكيده على واجباتهم، واستدرك الفوزان قائلا: علماً بأن الدولة بمؤسساتها المختلفة لم تنتظر لحين صدور هذا النظام لإيجاد الفرص التعليمية الممكنة للمعوقين فإن الملاحظ ان الجهات المعنية بخدمات المعوقين تسابق الساعة في إيجاد الفرص الممكنة لرعايتهم وفق الإمكانات المتاحة.
وفي مؤسسة كالرئاسة العامة لتعليم البنات فقد تم خلال خمس سنوات هي عمر برامج تربية ذوات الاحتياجات التربوية الخاصة في الرئاسة مضاعفة اعداد المعاهد والبرامج حوالي اربع مرات من 18 معهداً عام 1414/1415ه الى 86 معهدا وبرنامجاً في عام 1420/1421ه كما تم استحداث برامج جديدة لفئات مثل ذوات صعوبات التعلم، وضعيفات السمع، والموهوبات,, الخ, وعاد الدكتور الفوزان يؤكد أن النظام الوطني إذا أقر بعون الله سيكون حافزاً ومؤكدا على اعطاء مزيد من الرعاية والعناية لهذه الفئة الغالية من بناتنا واولادنا علماً بأن فرص التعليم التي لم تهيأ بعد لعدد من ذوات الاحتياجات الخاصة لم تكن بسبب تقصير الجهات المسؤولة بقدر ما هي عائدة لأسباب اخرى كندرة المختصين ولا يعني هذا دفاعا عن القائمين على رعاية المعوقين في الجهات المختلفة وأنا منهم وانما هو تأكيد لحقائق ملموسة، والقصور بلا شك موجود والسعي دائم لتلافيه بعون الله.
فيما أبدت الدكتورة فوزية محمد حسن أخضر المديرة المساعدة لمكتب التوجيه التربوي للتعليم الخاص بالرئاسة العامة لتعليم البنات وعضوة فريق النظام الوطني للمعوقين بمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة سعادتها البالغة لانضمامها ضمن فريق العمل بهذا النظام قائلة: إنني من اشد المتحمسين لان يكون لهذه الفئة الغالية نظاما يحمي حقوقهم ويحد من مشاكلهم وعندما يقر سيكون لذوي الاحتياجات الخاصة شأن آخر.

قصور المناهج
وعن المناهج العلمية وعن معاناة طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع المناهج وقصورها يقول الدكتور الفوزان ان لكل طالب من ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة كما يبدو من صفته احتياجات تربوية خاصة يجب مراعاتها في كل منهج يقدم له,, وبالتالي فإن ما يعرف بالخطة التربوية الفردية هو أمر يجب الالتزام به في كل برنامج يقدم لهذا الطالب ذكرا كان أو أنثى وهذه الخطة تقوم على اساسيين مهمين: حاجة الطالب وقدراته,, ولتنفيذ هذه الخطة يلزمنا تغيير أسلوب التدريس لهؤلاء الطلاب، وهذا يتطلب اعادة النظر في المناهج من جهة، واعداد المعلم او المعلمة التي ستقوم بتطبيق هذه الخطة والتي ستقوم في هذه الحالة بتدريس الطالبات في فصلها كل في برنامج مستقل في بعض جزئياته من جهة اخرى.
وهذه بلا شك خطوة يسعى اليها كل المختصين في تربية غير العاديين، وقد اكدنا عليها مراراً وتكراراً في الأسرة الوطنية للتربية الخاصة,, وفي الارشادات والنظم الداخلية التي نعمل على تطويرها في هذا المجال، واعتقد انه لن يمر وقت طويل الا وقد طبقت الخطة التربوية الفردية لكل طالب في برامج التربية الخاصة وتحقق الهدف التربوي الذي يسعى اليه اولياء امور كل الطلاب وكذلك الهدف الذي نسعى اليه في تربية غير العاديين خاصة في مجال التركيز على اعداد الطالب ليعتمد على نفسه بعد الله في كل امور حياته.
واكد الفوزان انه بدون تعاون افراد المجتمع فلن يستطيع الطالب الاعتماد على نفسه في أمور حياته، والسؤال الذي يطرح في كل مجال هو: كم من الخريجين من ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة من معاهد وبرامج التربية الخاصة تم تشغيلهم رغم قدرتهم العالية على العمل؟ إن الفرق بين طابع آلة اصم وطابع آلة غير أصم هو واضح جداً، وهو بالتأكيد لصالح الأصم لأنه لن يفشي أسراراً قام بطباعتها,, ومع ذلك فالخريجون والخريجات الصم يبحثون عن عمل ويُقدم عليهم العاديون, لقد فكرت كثيرا وأنا ارى تشغيل المواطنين في سوق الخضار، وطرأت لي فكرة قد تروق لمعالي وزير العمل والشئون الاجتماعية واعرف انه من احرص الناس على تلمس احتياجاتهم بدافع انساني ومهني معاً وتتلخص في تشغيل عدد من خريجي مراكز التأهيل المهني للمعوقين في هذه المباسط ليس كباعة وإنما كمساعدين للباعة وإذا تم تدريبهم وثبتت قدرتهم على البيع والتعامل مع الزبون أمكن لهم ان يصبحوا باعة ويتملكوا هذه المباسط.
ويضيف الفوزان أن المناهج وحدها ليست من يجعل الفرد فاعلا في المجتمع وإن كانت اهميتها اساسية في اعداد الفرد لمهنة محددة، ولكن التعاون بين المجتمع والمدرس هو الذي يفعّل من معطيات الفرد والامثلة كثيرة لعل من ابرزها ما قامت به الاخت مها الجفالي جزاها الله كل خير من تشغيل لبعض خريجي مركز العون في مؤسسات مجتمعية، وما تقوم به الاخت سلطانة رضا من تأهيل للصم ليكونوا قادرين على التخاطب وبالتالي اعتمادهم على انفسهم بعد الله الى حد كبير.

عقم المناهج المطبقة
وعلى الجانب الآخر تقول الدكتورة اخضر ان مناهج التربية الخاصة,, عبارة عن تنظيم متكامل يضم جميع الخدمات الشاملة التي يمكن للمدرسة او المؤسسة ان تقدمها للطفل ذي الحاجة الخاصة,, من النواحي التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية,, وتختلف المناهج لهذه الفئات من حيث المحتوى وطريقة التقديم ويرجع هذا الاختلاف الى عوامل متعددة مثل:
الاغراض التي يخدمها كل منهج ونوع الاعاقة والفروق الفردية بين الاطفال لكل اعاقة والامكانات التي يمكن الاستفادة منها في المناهج.
ولكن على الرغم من كل هذه الاختلافات الا ان هناك نظاما عاما عند تنظيم اي منهج تعليمي وقد تباينت الآراء بين علماء التربية والمختصين في هذا المجال بين تطبيق مناهج التعليم العام كما هي او تعديلها او عمل مناهج خاصة بهذه الفئات وانني شخصياً اميل لتطبيق منهج التعليم العام على جميع فئات الاعاقة ما عدا ذوي الإعاقات العقلية شريطة ان يكون منهج التعليم العام نفسه مطوراً ومعدلاً ويستطيع التكيف مع خصائص كل فئة من هذه الفئات الخاصة.
اما المناهج المطبقة حاليا مع الاسف الشديد فهي عقيمة جدا وتعاني من القصور الواضح مما يسيء للعملية التربوية لهذه الفئات ولا استطيع لكوني مسؤولة ان انكر الواقع المؤلم الذي تعيشه هذه الفئات تحت ظل هذه المناهج القاصرة.

تطوير مستمر
ويبقى السؤال متى خضعت المناهج الدراسية لهذه الفئة للتعديل والتطوير؟
ويقول الدكتور الفوزان: إذا كان المقصود بالمناهج هو الكتب الدراسية، فإن هذه الكتب تخضع للتعديل والتطوير بشكل مستمر وبما يحقق المصلحة التعليمية، وقد وافق معالي الرئيس العام مؤخرا على تعديل كافة الكتب الدراسية بمعاهد التعليم الخاص للبنات، وسيتم ما بعد اقرار اللجان والاعتمادات البدء بهذه التعديلات مع بداية العام الدراسي القادم.
إما إذا كان المقصود بالمناهج العملية التعليمية لإيصال المعلومات للطالب ككل بما فيها الكتاب والوسيلة فإن الرئاسة لا تألو جهدا في الارتقاء بهذه المناهج واساليب تقديمها من خلال الدورات التدريبية الداخلية للمعلمات، والزيارات الميدانية والتوجيهات من المختصات والمشرفات التربويات، ونأمل ان يتم في المستقبل القريب جدا إحداث نقلة نوعية رئيسية في المناهج والبرامج الدراسية في التعليم الخاص.
وتكشف الدكتورة اخضر ان المناهج قد اعدت لهذه الفئات منذ عام 1380ه اي مع بداية ظهور التعليم الخاص بالمملكة وحتى الآن لم يطرأ عليها تعديل او تطوير جوهري وإن كان هناك تعديل فهو في المظهر وليس في الجوهر ولنا ان نتصور أن المناهج التي مضى عليها قرابة اربعين عاما ما زالت تطبق حتى الآن وحتى مع ظهور المتغيرات السريعة ووسائل التقنية الحديثة.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved