أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

وسميات
مكاتب السياحة الداخلية
راشد الحمدان
لماذا هذه النظرة إلى الخارج,, هل هو حب الانفلات,, أو الرغبة في معرفة حياة جديدة,, حتى اعلانات مكاتب السياحة التي تفاجئنا بعد وقبل الامتحانات لم نر واحداً منها يهتم بالسياحة الداخلية, كثير من ابنائنا وأسرنا السعودية لا يعرفون شيئا عن الآثار في بلادهم,, لا يعرفون شيئاً عن الأخدود وأصحاب الأخدود, لا يعرفون شيئا عن الربع الخالي ورماله المتحركة المنقلبة أذكر انني قضيت في الربع الخالي منذ سنيات مضت أسبوعا كاملا بهرني منظر تلك الرمال المتشابهة لدرجة انك لو ذهبت على قدميك وغبت عن المعسكر فإنك قد تضل ولا تعود,, الرمال هناك تتحرك بفعل الرياح التي تهب غالباً طيلة الوقت, حتى سيارتنا لا نستطيع في الليل النوم بجانبها لأن الرياح حسب اتجاهها تحفر تحتها فلربما تسقط على أحد جنوبها,.
لماذا لا تهتم هذه المكاتب بمناطق نائية في بلادنا وتسير لها رحلات مع مرافقين قرأوا التاريخ وأحداث التاريخ ماذا يعرف الواحد منا عن مدائن صالح وعن قوم عاد التي بادت,, وعن مدينتهم إرم,, ذات العماد,, التي لم يخلق مثلها في البلاد,, هذه المدينة الخيالية والتي لا يتصورها إنسان, جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يراها إلا رجل يقال له عبدالله بن قلابة ,, قال الراوي وفي عهد معاوية رضي الله عنه خرج رجل من حضرموت يبحث عن ابل له فقدها فتفاجأ بمدينة غريبة مثيرة,, حصباؤها من الدر,, ولها أبراج عديدة مبنية حيطانها من المعادن النفيسة المختلفة فقال: لو أخبرت الخليفة,, فذهب إلى معاوية فقص عليه ما رأى,, فتأكد معاوية عندما سأل أحد المتبقين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى الحديث السابق, فسئل الرجل عن اسمه فقال أنا عبدالله بن قلابه ثم أخفيت المدينة بعد ذلك وقد قرأت ان أصحاب القدرات العلمية من الدول الحاضرة حاولوا اكتشافها ولكنهم فشلوا لحكمة قدرها الله.
وفي بلادنا الكثير من الاثار والمواقع الجديرة بالمشاهدة والدراسة فلماذا لا نحاول غرس حب الاستطلاع المفيد في عقول شبابنا من الجنسين وتقوم الاسر برحلات داخلية لقراءة صفحة هذه البلاد الشاسعة المترامية الاطراف بدلا من تضييع المال في اماكن قد تكون بعض الاسر قد زارتها مرارا وتكرارا,, وهذا محسوب عليهم دينيا,, لانهم سيسألون عن أموالهم كيف صرفوها ومن أين اكتسبوها,, ولتسألن يومئذ عن النعيم.
آمل من مكاتب السياحة الاهتمام بالاعلان عن الرحلات الداخلية وايجاد المعسكرات الجماعية مثلا للشباب من أجل هذه الرحلات لتكوين علاقة متينة بين ابنائنا ومواقعهم التاريخية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved