أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

الرأي الآخر
أشرَقَت الكويت أمير الرجال,, أبا متعب
إبراهيم الإبراهيم*
بقدومك أشرقت الكويت صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأنتم أدرى منا بأن ما نعنيه ليس من قبيل المجاملة، ذلك أنكم لستم ضيفاً، لأنكم كما رأيتم منذ الوهلة الأولى وجدتم فينا الضيوف ووجدتم أنفسكم رب المنزل.
أشرقَت الكويت أبا متعب,, وبقدومكم حللتم بيننا ابناً صالحاً لزعيم صالح حين يأتي ذكره تنحني قامة التاريخ إجلالاً للرجل الذي بعث شبه الجزيرة من مرقدها، ووحّد فيها الإيمان والتاريخ والجغرافية، ولأن رب العزة والجلال إذا ما رضي عن انسان وهبه الأبناء الصالحين، فها انتم واحد من عقد الرجال الذين حملوا الراية وأكملوا المشوار، ساعداً قوياً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولياً للعهد أمينا على بلاد نستدوحها كلنا اهل الخليج ظلاً وأمناً وسكينة وطمأنينة ونخيلاً باسقات.
أشرَقَت الكويت ياصاحب السمو وقد طالت غيبتك عنا وطال شوقنا اليك، ولهذا فرشنا لك من قلوبنا النمارق، وبسطنا لك من وجداننا هذه الأفراح, وطالت غيبتك عنا لكنك كنت دائماً في القلب مثلما كنا نحن في قلبك وخاطرك, وكنا في غيابك دائماً نستذكر تلك الايام العصيبة التي قاسمتنا فيها الألم والهم وشاركتنا الوجع والغم، وكنت واثقاً ومتفائلاً بأن الكويت راجعة لا ريب فيها، فكنت لأحزاننا بلسماً ولجروحنا مرهما وكنا فيك نرى عزم الرجال الذين تتجلى معادنهم في الأيام التي يصبح فيها الرجال قليل وسنظل نذكر دوما ان رهانك على عودة الكويت لم يكن قاصراً على السيف والدبابة والرصاصة، بل على حقيقة ان احداً ليس بمقدوره ان يزوّر التاريخ ويشطب الأمم ويزيف مجاري الانهار وأحواض البحار.
أشرَقَت الكويت سمو ولي عهد المملكة الأمين,, أمير الرجال ونحن نتابع معك حلك وترحالك بين اركان المعمورة، حمامة للسلام وعنوانا للمحبة وترجمانا للذين لا يعرفون المملكة بأنها واحة تفتح ذراعيها للناس اجمعين، ولا فرق فيها لعربي على اعجمي إلا بالتقوى والسلوك الحسن، وإنها إذ تواكب عصر العولمة وتنفتح على الآخرين انما هي تستحدث ولا تنسلخ، وتتطور ولا تتفرنج، وتؤصل ولا تستغرب ونتابعك وانت تطوف بين اشقائك العرب، تؤذن بينهم مرة ان قوتهم في تضامنهم، وتحذر مرة بأن العدو وحده هو الكاسب الاكبر لخصومات الاشقاء وتناحراتهم, وكنت في تجوالك الكبير هذا كبيراً بينهم وفيهم، ذلك ان المحبة المزجاة لك متأتية من محط خواصك فارساً صلداً ومسلماً صلبا وعربيا خالصاً، فيك يسبق الصدق كلامك، ويتقدم الوفاء عهدك، حتى إذا ما تحدثت كان كلامك هو نبضك، وكانت معانيك هي جوارحك.
أشرقَت الكويت أبا متعب,, وهي تحتضن فيك نفحات مهبط الوحي واشعاع الكعبة وطيب المدينة وطيباتها,, وتحتضن فيك من اعطوا للأراضي المقدسة وهجها وروحانياتها فجعلوا زوارها الآتين من كل فج عميق يبتهلون بالدعاء لله ان يجزيهم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز خير الجزاء، ويثيبهم بعشرات اضعاف ما اعطوا، ذلك ان الحسنة بعشرة امثالها، وأنتم أحسنتم يوم زرعتم الأمن والطمأنينة بين المعتمرين والحجاج والزوار.
وتحتضن فيك الكويت يا عز الرجال رجلاً يقود عصرنة الاقتصاد لأكبر بلد عربي اسلامي، ويفجر طاقات لأرض زاخرة بكل الثمرات التي دعا بها إبراهيم الحنيف ربه، فتفجرت رطباً جنياً وزيتاً رخياً ولحماً طرياً، واخضرت حيث الرمال واينعت حيث الجبال فتوزع خيرها بين الاشقاء وعم سعدها الاصدقاء.
أشرَقَت الكويت أبا متعب,, وهي تحيي باطلالتك كل ابناء السعودية الذين خاضوا معها النار يوم لم يبق في الساحة سوى رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.
فأرحبوا يا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومن معك وقد تشرفت بكم الديار وأضاءت بوجودكم الأنوار.
*رئيس تحرير صحيفة الأولى الكويتية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved