أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

نزيف مدة سنة كل عام
سلمان بن محمد العُمري
أدت الطفرة المادية والاقتصادية في بلادنا أن أصبحنا من أكثر بلدان العالم إنفاقاً واستهلاكاً رغم معرفتنا أن المبذرين إخوان الشياطين، وأكثر من ذلك حصل لدينا من التهور ما لا نحسد عليه وعلى مستويات عديدة رغم كل الجهود المباركة التي يقوم بها أولو الأمر وعلى كافة الأصعدة لإبقاء هذه البلاد آمنة مطمئنة ترعاها عين الله تعالى التي لا تنام.
لقد أوصلتنا بعض حالات الطيش والتهور لأن نصبح في حالة نزيف دائم من جسد الأمة، وليس على الصعيد المادي، بل تعدى الأمر ليصل إلى الكيان البشري للأمة، بحيث فاقت خسائرنا في بعض نواحي الحياة ما يمكن أن يصل حتى في الحروب المدمرة لا سمح الله .
لقد أعلنت قيادة الدوريات الأمنية في منطقة الرياض أن عدد المتوفين بسبب الحوادث خلال عام واحد هو عام 1420ه قد بلغ 578 شخصاً، أما عدد المصابين فقد وصل 6332 شخصاً، ولهذه الأرقام دلالات واسعة، فالوفاة تعني ما تعني بالنسبة لعائلة المتوفى وذويه وأبنائه ومجتمعه وأمته، أما الإصابة فلها طيف واسع قد يصل حد العجز، والإقعاد، والشلل والتلف الدماغي، وفقدان الأطراف، والكسور، وفقد البصر إلى ما هنالك من آفات أبعدها الله عنا وعنكم، وفي ذلك خسائر لا تعد ولا تحصى على صعيد الأسرة وعلى صعيد المؤسسات والمجتمع ككل من خسائر مادية، وطبية، وصحية، وكذلك فقدان للعمل وغير ذلك,
وفي تتمة الخبر المنشور في الجزيرة أنه تم تسجيل حدوث (1,356,244) مخالفة أي أكثر من مليون وثلث المليون من المخالفات، وهو رقم فلكي بكل المعايير، فكم هو عدد السيارات لدينا؟ وما هو مقدار الانضباط؟ وما السبب في ذلك؟ وخصوصاً أننا نسعى لأن نكون في ركاب الأمم المتقدمة والمتحضرة، والمخالفة كما هو معلوم هي بداية الطريق للحوادث والكوارث لا سمح الله .
أيضاً وضمن مدار الأرقام الفلكية نجد أنه قد تم إيقاف أكثر من مائة ألف مخالف، وبالتحديد (112268)، أليس عاراً أن يكون لدينا هذا الرقم؟ وما الخسائر والنزوف المترتبة عليه؟ وما هو حجم المتضررين من وراء ذلك؟ سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات أو المنشآت أو المجتمع أو البلد ككل.
وعلى الهامش ذكر الخبر أنه قد تم حجز 1177 سيارة مشوهة فيما بلغت حالات الدهس (2578) حالة، وحالات انقلاب السيارات بلغت (709) حالات.
الأرقام بالتأكيد لو لم تكن معنونة بكلمة الحوادث المرورية، لقلنا بالتأكيد إن هناك حرباً حقيقية حاصلة وبدون أن ندري، ولكن ذلك العنوان وضع النقاط على الحروف لتكون كلمات نستطيع أن نجملها بالغرابة، ولكنها الحقيقة وما يحصل هو من نتاج ما لدينا سواء كنا نحن أبناء أو ضيوفنا من المقيمين والمحصلة كارثة على الجميع.
وبعد ذلك هل تكفي أيام المرور لتلافي الضرر؟ وهل أسابيع المرور تفي بالمطلوب؟ وهل التوعية الحاصلة كافية؟ وهل هناك حاجة لإعادة نظر شاملة بكل ما يتعلق بالمرور؟ هل هناك ضرورة للنظر فيمن يقودون السيارات من مراهقين وأشخاص عابثين؟ هل هناك ضرورة لكي يتم ردع الآباء قبل الأبناء المستهترين؟ كلها أسئلة مشروعة، ومن حقنا طرحها، فنحن في جبهة وأمام حرب تستهلك منا الكثير الكثير، وعلينا شحذ كل الهمم لإطفاء جذوة تلك الحرب.
وفي الختام بطاقة محبة وتقدير لكل الرجال الساهرين على أمن وصحة الوطن، ونخص بالذكر دوريات المرور بعد إعادة هيكلتها والتي نتطلع إليها وعيوننا ترنو للمزيد من خدماتها، فهي عمادنا بعد الله في معركتنا المقبلة ضد الاستهتار المروري، ونحن على يقين بأنها على قدر المسؤولية التي حمّلها إياها الوطن,, والله ولي التوفيق.
Alomari1420@Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved