أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
امرأة,, دون اسم (1/2)
فوزية الجارالله
منذ فتحت عينيك على هذه الدنيا سمعتهم ينادونك باسم معين وبتلقائية شديدة كنت تلبي قادما إليهم,.
لم تعترض أبداً فلا مجال لذلك فأنت ابن أمك وأبيك وابن عائلتك وابن الوطن الكبير الذي يحتويك,,!
وحين كبرت وازداد وعيك فكرت طويلا والتبس الأمر عليك,, سألت نفسك كثيرا فيم وعلام يتكىء الآخرون في تعاملهم معك,, لأنك فلان أم لأنك روح إنسانية تخفق حنينا وحبا,, فرحا وحزنا,, وتتفاوت مشاعرك تجاه من وما حولك,, لأنك إنسان تفيض أعماقه بالكثير,, بعضه ظاهر وبعضه يتوارى تحت السطح ولم يأن الأوان بعد كي يظهر,.
حين يعرف الآخرون اسمك فهل يعني هذا أنهم قد أدركوا أي روح أنت؟ وأي قلب يخفق بين جوانحك؟! هذا هو السؤال الذي يؤرقك والذي يشاركك فيه البعض وليس الكل.
وقد كان ذلك السؤال فيما أرى احد الينابيع المضيئة التي انطلقت منها الدكتورة ثريا العريِّض وهي تقدم لنا ديوانها امرأة,, دون اسم وهي تقول في المقدمة من خلال كلمات احتفائية واحتفالية بالقارىء انها لا تحاول ان تقول شيئا لأحد معين,, بل هي لحظات تتساقط في وجدانها كتلك الأجرام السوداء,, نجوم اللانجوم,, كل ما يعنيه وجودها انها ليست هناك,, اذاً لماذا القارىء؟!
تجيبنا الدكتورة ثريا العريض:
لأنني اجد نفسي فجأة دون اختيار في تلك الحالة السابعة,, انهمارات حروف تنزف ضحكا وبكاء، طمأ ورواء,, حروف ملونة الشفافية,, تعابثني، تخاتلني، وتغتالني,, تكسر كل مرايا وجودي لتريني وجهي في التماعات شظايا بعضي يسابق بعضي فلا أمسك حتى بأطراف ظلال معانيه.
رائع جدا أن تقول الشاعرة انها لا تخاطب احدا بعينه,, ولا تحاول ان تقول شيئا محددا لكيان بعينه,, بل هي تطلق حروفها وكلماتها تتناثر وتأتلق مثلما تستدير النجوم وترسل اشعاعها إلى وجود بعيد,, إلى وجود مطلق,, عندها سيكون الكون أكثر رحابة,, وسوف يكون صدى الكلمات أكثر قوة وخصباً ودفئاً,, تقول الشاعرة:
ولمن سوف تحكي التفاصيل؟
كيف تنسق وهم امتداداتها؟
ضاحكاً تتلهى بملهاتها؟
باكياً تتلعثم مأساتها؟
أنت ما عدت تذكر كُل التفاصيل
والصمت يغسل ساعاتها
لحظة كابية!
وللحديث بقية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved