أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

لدينا روتين تنوء منه الجبال
بندر بن فهد آل فهيد
الكثير من رجال الاقتصاد والمال السعوديين سرهم اصدار قانون يسمح بموجبه للمستثمرين الاجانب الاستثمار داخل المملكة، كون القانون سوف يؤمن تدفقات لرؤوس اموال الى داخل البلاد، مما يجعل السوق اكثر حركة ويعطيه دفعة للامام، واكثر ما يسر ويؤلم هو منح مهلة شهر لمنح ترخيص الاستثمار للاجنبي,, لقد وضع القانون يده على الجرح الذي يؤلم الكثير من المستثمرين المحليين حين حدد مهلة شهر للحصول على ترخيص استثماري، بينما المواطن المستثمر يواجه جملة من التعقيدات والعقبات ويمر من خلال قنوات عديدة ومختلفة ويحتاج الى تأشيرات وواسطات كلما اعترضت طريقك عقبة اوقفت معاملتك وما اكثر ما تتعرقل وتتوقف حتى يصلك اليأس منها والملل والاحباط من كثرة الروتين المعقد والبطيء واستخدام كلمات,,! انتظر,,! غدا,,!! بعدين,,!! مرفوض!! النظام لا يسمح,!!
ان سوء الروتين و جرجرة المواطن بين مكاتب الادارات الحكومية والعراقيل التي يضعها بعض الموظفين امام المستثمر المحلي الجاد لا تشجع على الاستثمار المحلي وهي سبب رئيسي لهروب بعض المستثمرين السعوديين للخارج هربا من الروتين والمزاجية والتغطرس احياناً.
لقد كانت لي تجربة مريرة واجهتني اثناء استخراج تراخيص احد المشاريع الاستثمارية السياحية ولا اخفيكم علما انني فكرت اكثر من مرة في التراجع وترك هذا الترخيص لما واجهته من مصاعب وعرقلة فقد مررت بكثير من الدوائر الحكومية من له علاقة ومن ليس له اختصاص، وكلما يغلق الطريق امامي أحاول الاتصال بمدراء تلك الدوائر الحكومية لتذليل العقبات الا ان الكثير منهم موصد ابوابه، وفي اجتماعات متواصلة ومدراؤهم يستخدمون صلاحياتهم في زيادة تعقيد الامور وتضخيمها حتى اضطر وألجأ الى واسطة لتترجى المدير حتى يتعطف ويؤشر لا مانع,,!
لماذا احتاج للواسطة وانا مواطن لي الحق باستخراج ما اريد من الرخص ما دمت املك ما يثبت على الجدية والتنفيذ.
ان غيرتي كمواطن أملت عليّ ان انشر معاناتي او حقيقة جزءاً منها ليطلع ولاة الامر حفظهم الله على الوضع الشائك والمعقد الممل الذي كاد ان يوصلني لطريق الاحباط بعد ان دفعت للاستسلام لليأس اكثر من مرة، ومن الامثلة:
مشروع فندق خمس نجوم فيه اكثر من مطعم: احدى الدوائر الحكومية اصرت على ان يكون لكل مطعم ترخيص خاص، المطاعم جميعها داخل الفندق لخدمة النزلاء واحد لايام العطل وآخر يفتح في المساء وآخر للعائلات وجميعهم ملك الفندق وفي داخله وغير مستثمرين للغير.
مثال آخر: تم تقديم طلب لاستخراج رخصة منشأة سياحية تحت اسم اجنبي مشهور، تم رفض الطلب بسبب ان الاسم اجنبي,,!! رغم ان الاسم متكرر في اكثر من موقع ومتداول بشكل كبير في المملكة,.
نحن مقبلون على العولمة والدخول في منظمة التجارة العالمية وملزمون لمسايرة الانظمة الاقتصادية طبعا بما لا يتعارض مع شريعتنا وسوف نتعامل مع شتى الشركات الاجنبية.
فكيف سنتعامل مع حرية السوق التي تشترط عدم التمييز في المعاملة؟ وكيف سنواجه انعدام التوازن بين كفاءة قطاع الخدمات في الدول الصناعية وبيننا في غياب القدرة على التنافس,, ؟ كيف سنواجه القوى التجارية الكبرى ونطبق الغاء قيود تحرير الخدمات المالية ونفتح للمستثمرين الاجانب فرص ممارسة اعمال البنوك وشركات الاوراق المالية وهذه الخطوة من شأنها تدعيم سياسات التحرر وتحقيق التنمية والنمو في العالم,.
نحن بحاجة ماسة الى كسر حدة الروتين وتقليل القنوات التي تمر عبرها المعاملات، نحن بحاجة الى غربلة الانظمة والقواعد لتلائم التطورات السريعة في العالم، ماذا يضير المسئولين الكبار لو الغوا هذه العقد والروتين الطويل الممل واستبدلوها بأنظمة مرنة حديثة توفر الجهد وتختصر الوقت ما دامت لا تتعارض مع شريعتنا وتقاليدنا وعاداتنا.
احد الاصدقاء ذكر انه اشترى ترخيص شركة انجليزية للطباعة والنشر خلال اسبوع واحد فقط تم تحويل الملكية وتفاجأ ان الترخيص يشمل جميع النشاطات التجارية من الابرة حتى الطائرة,, وما الطباعة والنشر الا جزء من هذا الترخيص وله الحق في ممارسة جميع الانشطة التجارية في بريطانيا.
في دبي خلال يوم واحد فقط تستطيع استخراج ترخيص تجاري وتزاول عملك,, وفي البحرين تستطيع ان تؤسس بنكاً في اقل من شهر.
هذه الدول كانت تعاني من الروتين في الماضي ولكنها تغلبت عليه بعدما شعرت ان التنمية والنمو مرهونان بإلغاء تلك القيود وتجاوزها.
ان تحديث النظم والقواعد والحد من الروتين يحققان درجة عالية من الاستقرار ويشجعان عودة رؤوس الاموال المهاجرة بسبب الروتين وتضييع الوقت في طول الاجراءات وكثرة التاشيرات.
وفي تقديري ان اي تأخير في اعادة النظر في هذا الروتين المعقد ومعالجة سلبياته ستكون كلفته عالية وسوف يحرمنا من فرص استثمارية نحن في امسّ الحاجة اليها، رغم حرص مولاي خادم الحرمين الشريفين على تيسير وتسهيل امور المواطن ويكرر ذلك حفظه الله في عدة اجتماعات، وخاصة اجتماع مجلس الوزراء لانه يحفظه الله يعلم ان راحة المواطن هي الاساس لمنهج حكم هذا الوطن المعطاء.
والله ولي التوفيق


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved