|
| الاقتصادية
من متطلبات نجاح خطط التنمية وبرامجها التناسق والتكامل وعدم التضاد بين السياسات والاستراتيجيات المتبناة لبلوغ الأهداف المرسومة والسعودة وتحقيق هذا الهدف يستلزم وجود الشرط السابق، والذي يعني توافر مجموعة من العوامل الخادمة لهذا الهدف وعدم وجود ما يتعارض معه.
والسعودة بمفهومها الشامل تعني احلال العمالة السعودية المؤهلة تأهيلا مناسبا محل العمالة غير السعودية سواء بالنسبة للوظائف الحالية أو المستقبلية وبناء على هذا المفهوم فان السعودة تتطلب وجود عدد معين سنويا من الكوادر المواطنة ذات التأهيل المناسب والقادرة على الوفاء باحتياجات سوق العمل, ولو ركزنا على قضية التأهيل المناسب اللازم لعملية السعودة لوجدنا انه من مسؤولية الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في المقام الأول ولو نظرنا الى عملية القبول في التعليم الجامعي والتشدد في شروط القبول لوجدنا ماهو موجود على أرض الواقع لا يخدم عملية السعودة, هذا مع الأخذ في الاعتبار ان ذلك لا يعني التساهل في شروط القبول بل المطلوب التوسط ومراعاة المرحلة التنموية التي تمر بها البلاد وأهدافها.
لذا فان من الطبعي ان تقوم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدورها في عملية السعودة وتسهم في تخريج الكوادر المواطنة بالأعداد المناسبة وفي التخصصات التي يحتاجها المجتمع وذلك بما لا يخل بمستوى التعليم الجامعي في البلاد واذا لم يكن كذلك فان المتوقع حصوله عند رفض طلبات المتقدمين للالتحاق بكليات الطب على سبيل المثال ممن تقل معدلاتهم عن 92% ووجود الحاجة الحالية والمستقبلية المتزايدة للأطباء ان يستمر الاعتماد بل ويتزايد على الأطباء غير السعوديين والذين ربما قبل بعضهم في جامعات بلادهم وكانت معدلاتهم في الثانوية أقل من 92% في نفس السنة التي رفضت فيها جامعاتنا أبناء وبنات هذا البلد وحرمتهم من مواصلة تعليمهم في التخصص الذي يرغبونه وحرمت المجتمع من كوادر مواطنة وساهمت في اعاقة عملية السعودة.
انه من الخطأ قصر مفهوم السعودة على الوظائف المهنية والحرفية أو تلك التي لا تحتاج الى تدريب وتأهيل عاليين،
بل المفترض التوازن والاهتمام بجميع القطاعات والتخصصات وخاصة تلك التي تقع في دائرة الادارة الوسطى والتنفيذية والتي متى عمل على سعودتها سيكون لها الأثر الايجابي على بقية الوظائف والمجالات.
*قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|
