أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 3rd July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالأثنين 1 ,ربيع الثاني 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
من الحرية,, ما قتل!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
كان وباء (الايدز) أو (نقص المناعة) ولم يزل الشغلَ الشاغلَ للعديد من شرائح المجتمع الأوروبي المعاصر,, الكنيسةُ الغربية تتحدث عنه، لكن بلغة العاجز، الذي لا يملك أمراً ولا نهياً، لأنّها فقدت منذ حين من الدهر سلطتَها على القلوب، وسطوتها على الجيوب، وغدا الانتماءُ اليها في كثير من الديار تقليداً أحادياً و(أحدَياً) يُمارس مرةً في الأسبوع، لَمن شاء أن يمنحَ نفسه نعتَ الملتزم!
على الصعيد الآخر، تقف ظاهرةُ (الجنس المشاع)، وهي في أبسط معانيها، رفض أو تهميش للمعايير الدينية والخلقية والاجتماعية المقننة لعلاقات الجنسين، ولذا يصحّ القول، بقدر من اليقين، إن هذه الظاهرة لا تقرّ بُعرف، ولا تدين بخلق يحدُ من التعبير عنها، بل لقد اضحت في نظر روادها عُرفا وخلقا لمن لاعرف له، ولا خلق، وكل من يخالف ذلك فهو (تقليدي) يعيش في ذمة الأمس!
هذا لا يعني بأي حال أن الظاهرة على نحو ما سلف، تتمتع بتأييد كل شرائح المجتمع الغريب، فهناك رجال ونساء في أكثر من مكان في القارتين الأوروبية والامريكية يتحفظون عليها، او يرفضونها، وهناك المنقسون حولها بين أولئك وهؤلاء! وهي في كل الأحوال تحتل مكانا رحبا في صالون الجدل الثقافي والأوروبي المعاصر هنا، قد يسأل سائل: ما علاقة ظاهرة (الجنس المشارع),, بمحنة (الايدز)؟ والجواب على ذلك لا يتجاوز كلمات: وهي أن ظاهرة الجنس، المألوف منه والشاذ، مسؤولية بقدر كبير عن هذه المحنة التي لا ينازعها شيء سوى عدو البشرية اللدود,, المخدرات,,!
رب سائل يسأل: ما العلاقة بين الأمرين؟
أولا: لم يعد هناك ما يردع الشباب الغربي من ممارسة الجنس,, في أي زمان أو مكان، بل أزعم أن هناك من بين أولياء الأمور من قد (يبارك) مثل هذا السلوك,, ويرحب به,, ويوطّد له، خشية ان يصاب الشاب، والشابة ب(عاهة) نفسية تزده في الجنس الآخر,, او تصرفه عنه! فإذا اقترنت (إباحية الجنس) مع (فوضى المخدرات),, كان (الايدز) ثالثهما!.
من جهة اخرى قد لا يجد ولي أمر في نفسه حرجا ان يأذن لابنه او ابنته بالخلوة مع الصديق او الصديقة، في بيت العائلة او خارجه، في أي وقت من ليل او نهار! بحجة ان (خلوة) الصديقين باتت أمرا واقعا، سواء تمت في البيت او الفندق، او حتى في مقعد سيارة، وما دام الأمر كذلك، فلم لا تتم الخلوة في عقر الدار، بمعرفة رب البيت وأهله؟
ثانيا: هناك من يروج جهارا لفتنة (الشذوذ) بين أفراد الجنس الواحد، بحجة ان ذلك يدخل ضمن منظومة (حقوق الإنسان) وحرية المرء في ممارسة ما يشتهي من لذات الحس، ولقد أكد الطب الحديث وجود علاقة طردية بين ظاهرة الشذوذ الجنسي وحالات (الايدز) وخاصة حين يكون (المخدر) قاسما مشتركا بينهما!
ثالثا: ان الادهى من هذا والأمر من ذاك ان في الغرب، وربما في غيره من قد (يتعذر) لهذه السلوكيات مجتمعة او متفرقة فيقول:
* إن ممارسة الجنس,, أمر يدخل ضمن حريات الفرد وخصوصياته، طالما تمت الممارسة تحت (مظلة الرضى) المتبادل من لدن طرفين بالغين عاقلين، ولم يكن في الأمر إكراه من أي منهما للآخر.
* ان (محنة الايدز) هي ضريبة التغير الحضاري الذي يعيشه إنسان هذا العصر، ولذا يتطلعون إلى الطب، لا الكنيسة وما في حكمها، بحثاً عن حل يجنب الإنسان الغربي محنة الشقاء بويلات فوضى الحس وشهواته!
أخيراً لا أجد بداً من انهاء هذا الحديث بالدعاء الخالص ان يعصم الله شباب هذه الأمة من هوام هذا العصر النفسية والاجتماعية فلا يفتن في دينه أو نفسه أو خلقه أو بدنه!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved