أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 4th July,2000العدد:10140الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,ربيع الثاني 1421

الثقافية

كلبُ لا يعض
ناصر علي
هيئتي تفتقر الكثير,, وتحتاج لنسف معالمها,, لا جزم بجدوى الدخول ولكن يبدو هذا قدري,, ولن نصاب إلا بما كتبه رب العباد, اللوحة بيضاء حادة الشكل تسر الناظرين, خط السواد لحنا متعرجاً حلاق الفريج , صالون باهت,, مشروع من الطراز الأوحد، يضج بمقومات النجاح, الوجه خشن الملامح,, أملح السحنة شعره لا يتقابل في جهة معينة, أمرني: أن أجلس, كلمة تعوز إلى أي نداوة, قعدة دون القعود, حرّك يده اليمنى بلا تكلف, كان في لوحة زيتية داكنة كشبح بخلفية سريالية, استقبلت الحركة بأخرى, ذهلت لرشاقته الماهرة, أخرج عدته, ومسح وجهي بمعجون أبيض ثم استحال سوادا, احتجاجا، نظرت له شزرا, فتفجرت عيناه بأشعة حمراء، تقبلتها بقهر, وضع الموسى, تألمت تألم الأصم، وماذا عساي فعله.
تحرك خيال إنسان, سلم,, تمتم، فأومأ له الحلاق بالموافقة, سمعت شيئاً يفترش تُبع بتكبير، ولاحظت انعقاف بوز الحلاق, ومرة أخرى صدمني بوخزة أشد ألماً.
اندفع أحدهم من الخارج, فاقتحمت المكان كلمات شتم بذئية غص بها الطريق, صوت الجزار والخضار ورنة الفني الفلبيني, لمحت من خلال الباب رجلا تتربع عليه طاقية يهدئ الجمع, لم تكن ملاحظتي ممكنة لو كان الحلاق مكانه، إذ جعل يراقب الناس واقفا أمام باب الصالون والموسى وراء ظهره, دخل آخر، وأخذ يهزأ بالأول ضاحكا, الباب حمل كلمات صاحب الطاقية هذا كلب لا يعض , صاح فيه الجزار:
وما يدرينا.
انظر إليه ألا يبدو وديعا.
انقطعت الضجة، عندما أغلق الحلاق الباب، فلم أجرؤ على النظر, واضح أنه أنجز مهمته, حدقت في المرآة فتمثلت لي رقعة حمراء, أعطيته نقودا فرفضها وقال: تأدب.
هربت بهدوء من الجو الكاتم,, فتحت الباب بصعوبة وإذا بكتلة تطير في وجهي, فتمتم الخضار: انه كلب متوحش.
5/9/1997م

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved