أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th July,2000العدد:10142الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

الآثار الإيجابية التي حققها جسر الملك فهد في المجال الاقتصادي عززت انسياب الحركة التجارية
الجزء الأول
* جمال الياقوت البحرين
يعتبر جسر الملك فهد الذي يربط بين البلدين الشقيقين (المملكة والبحرين) أكبر انجاز حضاري تشهده المنطقة وحلقة وصل جديدة ووسيلة عصرية لحركة النقل والانتقال والتواصل بين المملكة والبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي, ومنذ افتتاحه في 26/11/1986م وخلال السنوات الماضية حقق انجازا من خلال الرعاية التي أولاها إياه قادة وحكومتا البلدين الشقيقين ولعب دورا بارزا في حياة المواطن الخليجي كما ساعد على تعزيز العلاقات الشخصية بين اهالي المنطقة، وقيام جسر الملك فهد ادى الى قيام وتشجيع المشروعات المشتركة في عدة مجالات ليس فقط على مستوى البلدين الشقيقين وانما على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم تعاونها الاقتصادي وآثاره الايجابية المتعددة ومن خلال ذلك التقينا بالشخصيات الاقتصادية: لالقاء الضوء على الآثار الايجابية التي حققها جسر الملك فهد في المجال الاقتصادي وتعزيز انسياب الحركة التجارية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي حوار خاص للجزيرة استضفنا كلا من:
1 الدكتور عبدالله القويز مدير عام بنك الخليج الدولي.
2 غازي محمود عبدالجواد الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية المصرفية.
3 الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة الوكيل المساعد للتجارة الخارجية والترويج بوزارة التجارة بدولة البحرين الشقيقة.
4 علي بن يوسف فخرو رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين.
5 الشيخ احمد بن محمد آل خليفة مدير عام سوق الاوراق المالية بالبحرين (البورصة).
6 عيد عبدالله يوسف رئيس الجمارك والموانئ بوزارة المالية والاقتصاد الوطني بالبحرين.
7 الدكتور زكريا احمد هجرس الوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية بوزارة المالية والاقتصاد الوطني بدولة البحرين الشقيقة.
* وفي البداية قال الدكتور عبدالله القويز:
ان المشاريع العملاقة يتم بناؤها عادة بعد دراسات متأنية ومعمقة لجدواها الاقتصادية بما في ذلك مقارنة التكاليف والاعباء الاخرى بالمكاسب (بما في ذلك المادية من تمويل وخلافه والاجتماعية والسياسية والبيئية) الا ان جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالمملكة يعتبر قليل التكاليف والاعباء مقارنة بالمكاسب,, فالناظر اليه من الجانب البحريني يرى (وفقا للاحصاءات الرسمية) ما يلي:
أوجد الجسر منفذا بريا لحركة التبادل التجاري بين البحرين والدول المجاورة حتى وصلت قيمة الصادرات البحرينية عن طريق الجسر في عام 1999م الى 127 مليون دينار بحريني ( 1،27 بليون ريال) وهو ما يعادل نسبة 23% من مجموع الصادرات البحرينية، يقابل ذلك واردات بحرينية عن طريق الجسر بنفس الرقم تقريبا ولنفس السنة وهو ما يعادل نسبة 14% من مجموع الواردات البحرينية, وفي الخمسة شهور الأولى من هذا العام فقط وصلت الصادرات البحرينية الى الدول المجاروة عن طريق الجسر الى 58 مليون دينار بحريني اي ما يعادل نسبة 23% من مجموع الصادرات البحرينية, يقابل ذلك وارادات بحرينية عن طريق الجسر مبلغها 55 مليون دينار بحريني لنفس المدة اي ما يعادل نسبة 14% من مجموع الواردات البحرينية.
نشطت حركة اعادة التصدير البحرينية للدول المجاورة عن طريق الجسر حتى وصلت الى 16 مليون دينار بحريني (160 مليون ريال) في عام 1999م وفي الخمسة شهور الاولى من هذا العام بلغت 5 ملايين دينار بحريني.
مكن الجسر دولة البحرين من تسهيل وتوسيع وتنويع حركة التبادل التجاري مع المملكة العربية السعودية احد اكبر الشركاء التجاريين للبحرين حتى وصلت قيمة الصادرات البحرينية للمملكة عن طريق الجسر الى 100,8 مليون دينار بحريني (100,8 مليون ريال) في عام 1999م، يقابلها واردات بحرينية من المملكة لنفس السنة قيمتها 76,4 مليون دينار بحريني 764 مليون ريال، أي ان هناك فائضا تجارياً لصالح البحرين لتلك السنة مبلغه 244 مليون ريال، كما بلغت صادرات دولة البحرين للمملكة عن طريق الجسر في الخمسة شهور الاولى من هذا العام 45 مليون دينار بحريني يقابلها ورادات من المملكة العربية السعودية عن نفس الطريق لنفس المدة مبلغها 34 مليون دينار بحريني، اي بفائض تجاري لصالح البحرين مقداره 11 مليون دينار بحريني او 110 ملايين ريال سعودي.
ان مساهمة الجسر في زيادة الصادرات والواردات وإعادة الصادرات الى المملكة والدول المجاورة قد ساهم في توسيع السوق امام المنتجات والخدمات البحرينية.
ساهم الجسر في زيادة حركة تنقل الاشخاص بين الدولتين وكذلك التنقل البري بين البحرين والدول المجاورة الاخرى فقد وصل عدد القادمين الى البحرين من المملكة عن طريق الجسر في نهاية عام 1999م الى 3,6 ملايين مسافر مقارنة ب1,5 مليون مسافر في عام 1990م، ويزيد هذا الرقم بأكثر من اربعة اضعاف عمن وصلوا الى البحرين عن طريق الجو,, اما المغادرون من البحرين الى المملكة فقد بلغ عددهم 3,66 ملايين مسافر في عام 1999م مقارنة ب1,5 مليون مسافر في عام 1990م وهذا الرقم يزيد سبعة اضعاف عمن غادروا البحرين جوا.
ان اقتصاد البحرين هو الاكثر تنوعا بين اقتصاديات دول مجلس التعاون, فمساهمة الجسر في ايجاد منافذ جديدة للصادرات البحرينية يزيد من معدل نمو القطاع الصناعي البحريني (غير البترولي) الذي يحتل المرتبة الاولى بين دول مجلس التعاون من حيث نسبته في الدخل القومي, وتلعب السياحة دورا مهما حيث يصل نصيبها من الدخل القومي الى 15% فإذا عرفنا ان 80% من مجموع السياح يأتون عن طريق الجسر ادركنا مدى مساهمة هذا المشروع العملاق في نمو احد المكونات الرئيسية للدخل القومي البحريني, كما مكن الجسر دولة البحرين من زيادة استخدام مرافقها الاساسية وعلى الاخص المطار والميناء فزيادة إعادة التصدير التي اشرت اليها آنفا تعتبر احد الادلة للاستخدام الافضل للميناء, وزيادة المغادرين برا عن طريق الجسر عن اولئك القادمين عن طريقه دليل على ان السعوديين يستخدمون وباعداد متزايدة مطار البحرين في سفرهم من والى الخارج.
نحلص الى القول بأن جسر الملك فهد ساهم بشكل فعال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية لدولة البحرين وزيادة تنويع هيكلها الاقتصادي وتقوية روابطها الاقتصادية مع المملكة وبقية دول المجلس كما ساهم في جعل المستقبل الاقتصادي لدولة البحرين اكثر إشراقا.
ومن جانبه قال السيد علي بن يوسف فخرو:
يعتبر جسر الملك فهد الذي يربط بين دولة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة من اهم المشروعات التي انشئت في الخليج العربي طوال السنوات الاخيرة الماضية حيث تم به استكمال سلسلة الطرق البرية التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي ببعضها البعض.
لقد اصبح جسر الملك فهد من اهم المستجدات التي أعطت التكامل الاقتصادي بين دولة البحرين والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي بصفة عامة دفعة قوية الى الامام, وقد لعب الجسر دورا في زيادة حجم التجارة الخارجية بين البلدين الشقيقين ونشط القطاع التجاري فيما بينهما ومما يدل على ذلك ان حجم التبادل التجاري بين البحرين والمملكة العربية السعودية قد ارتفع من 32 مليون دينار عام 1985م الى 184 مليون دينار عام 1999م، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي من 71 مليون دينار الى 313 مليون دينار للعامين المذكورين على التوالي, كما اتاح الجسر فرصة نقل البضائع عن طريق البر مما ادى الى انخفاض التكلفة الاجمالية للسلع حيث ان تكلفة النقل البري تعتبر اقل كثيرا من تكلفة النقل الجوي والبحري وانعكس ذلك ايجابيا على وضع سوقنا المحلي، كما ساهم الجسر في تسهيل عملية نقل البضائع وتقليل نسبة الفاقد اثناء النقل الى اقل حد ممكن,كما ادى انشاء الجسر ايضا الى اتجاه جانب كبير من طلب المستهلك البحريني نحو اسواق المملكة ولا سيما اسواق المنطقة الشرقية، وفي المقابل فقد زاد الطلب من بعض المستهلكين في المملكة على بعض السلع المتوافرة في الاسواق البحرينية وهو الامر الذي ادى الى زيادة حجم التجارة الخارجية بين البلدين, وبالنظر لأن البحرين تتمتع بميزة نسبية في انتاج صناعة الحلي والمجوهرات فقد زاد الطلب من جانب المستهلك السعودي على هذه السلع من اسواق البحرين.
ومن ناحية اخرى فبالنظر الى ان القطاع الزراعي وصناعة المنتجات الغذائية اصبحت تحظى باهتمام متزايد من جانب المملكة لدرجة ان بعض هذه المنتجات اصبحت تتفوق على مثيلاتها في بعض الدول الاخرى، فانه يتم الاعتماد على اسواق المملكة في تغطية جانب هام من احتياجات السوق البحريني من هذه السلع، ومنها على سبيل المثال البيض والجبن والالبان والدجاج وبعض انواع الخضروات والفواكه وبعض انواع الصناعات الغذائية الاخرى التي تلقى قبولا من المستهلك البحريني.
كما شكل جسر الملك فهد عنصرا مهما شجع على إقامة العديد من المشروعات الصناعية المشتركة بين البلدين في العديد من المجالات ومنها على سبيل المثال صناعات الالبان ومنتجاتها وصناعة العصائر ومنتجات الالومنيوم وفي غير ذلك من القطاعات الصناعية, كما انه من المتوقع قيام العديد من المشروعات الاقتصادية مستقبلا بين البلدين في كافة الانشطة والمجالات الانتاجية والخدمية.
وبالنظر لأن البحرين تتمتع بميزة نسبية في انتاج الالومنيوم ويوجد لديها ثاني اكبر مصهر لانتاج الالومنيوم على مستوى العالم، فقد ساهم إنشاء الجسر في انخفاض تكلفة نقل الالومنيوم من البحرين الى المملكة بهدف استخدامه كمدخلات في إنشاء صناعات نهائية تعتمد على الالومنيوم في انتاجها.
وفي الوقت نفسه فإن البحرين باعتبارها مركزا ماليا دوليا في الوقت الراهن فإنها تعمل على جذب رؤوس الاموال الخليجية والعربية والدولية، وبالتالي فإن الجسر له دور هام في تشجيع رؤوس الاموال الخليجية للاستثمار والاستقطاب في البحرين وقد انعكس ذلك على تنامي حركة الاستثمار الخليجية بالبحرين.
وفي ظل اهتمام البحرين في الوقت الراهن بتطوير القطاع السياحي وسياحة الترفيه العائلي والسياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات اصبح للجسر دور ملموس في جذب العديد من السائحين وخاصة السياحة العائلية والعلاجية والترفيهية وغيرها من مجالات السياحة المتوافرة في البحرين.
وبفضل جسر الملك فهد فإن الاخوة مواطني المملكة هم دوما في مقدمة المسافرين من والى البحرين، فالبيانات الرسمية لحركة المسافرين عبر مختلف المنافذ البحرية والجوية والبرية (الجسر) بلغ مليون و528 الفاً و234 مسافرا، ومن ضمن هذا العدد يأتي الاخوة السعوديون في مركز الصدارة في حركة السفر من والى البحرين، ويتضح ان جسر الملك فهد هو الذي لعب الدور الكبير في تحقيق تلك النتيجة، وتكشف الارقام بأن مواطني المملكة المسافرين عبر الجسر من والى البحرين في الشهور الخمسة الماضية فقط بلغ 838 ألفاً و242 مسافرا من اجمالي 858 الفاً و776 يشكلون مجموع السعوديين الذين قدموا وغادروا البحرين عبر مختلف المنافذ الجوية والبحرية والبرية وهذه الارقام تعطي مؤشرات واضحة على اهمية جسر الملك فهد فيما يتصل بالتنمية السياحية في البحرين وفي عملية التواصل بين ابناء الشعبين الشقيقين.
كما اصبح للجسر دور متزايد في تدعيم التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون واصبح ملحوظا تنامي اتجاه قطاعات الاعمال الخليجية نحو تأسيس المشروعات الاقتصادية المشتركة التي تتمتع بالقدرة على الاستفادة من المزايا التنافسية والموارد المتوافرة في دول المجلس، مما يهيئ لها المناخ الاستثماري المناسب لتطوير انتاجها وتدعيم قدرتها التنافسية في الاسواق الاقليمية والدولية في ظل العولمة والمتغيرات والمستجدات الاقتصادية الدولية المتلاحقة.
وسوف يتعاظم دور الجسر في السنوات القليلة المقبلة خاصة بقيام الاتحاد الجمركي الخليجي واتجاهات دول التعاون نحو تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل وقيام سوق خليجية مشتركة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved