أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th July,2000العدد:10142الطبعةالاولـيالاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

خصخصة الدفاع المدني
نظرا لارتفاع كلفة تشغيل الاجهزة الامنية وإدامتها، فقد اتجهت كثير من الدول في الوقت الحاضر الى خصخصة العديد من المؤسسات الحكومية وتحويلها الى قطاعات أهلية, ونظرا لنجاح ذلك التحول حيث هنالك خصائص يتمتع بها القطاع الخاص دون القطاع الحكومي ادت الى نجاحه بل وتفوقه من ناحية وتخفيف الكلفة الاقتصادية عن الدولة من ناحية اخرى,.
وإن كانت خصخصة الامن مفهوما جديدا بالنسبة للعالم العربي إلا أنه قد طبّق لسنوات عدة في دول اوروبا والولايات المتحدة الامريكية واثبت نجاحا وتميزا واضحا كالسجون وحراسة المنشآت وادارة التحقيقات.
ويعد الدفاع المدني من الاجهزة الاجتماعية الخدماتية ذات الصبغة الامنية إلا أن الطابع الاجتماعي والانساني يغلب عليه في اهدافه ومهامه، ولعل ما يظهر عليه الصبغة الامنية في مهامه هو الحوادث العمدية التي تحدث ويتطلب الأمر تدخله للانقاذ والتحقيق، كالحريق العمد والتلوث البيئي المتعمد وغيرها من الصور الانحرافية والاجرامية ذات الصبغة الجنائية, وهذه بطبيعة الحال يتم علاجها عن طريق جهاز الشرطة.
ولأعمال الدفاع المدني متطلبات خاصة مثل ارتفاع مستوى المخاطر في العمل ودوافع ذاتية للانقاذ والمساعدة ولذا فإنه يفترض ان يعتمد في تنفيذ مهامه على نوعية معينة من الناس تهوى هذه الأعمال وتتطوع للعمل بها دون الحاجة لمؤسسات عسكرية تؤطر تلك النزعة الانسانية لدى المتطوع.
كما ان المهارات اللازمة للانقاذ والمساعدة اثناء الكوارث والأزمات واطفاء الحريق ونحو ذلك والتعامل معها تعد في مؤسسات تعليمية تدريبية ليس بالضرورة ان تكون عسكرية, هذا بالاضافة الى الكلفة الاقتصادية المرتفعة الخاصة بالتشغيل والادارة لهذه الاجهزة.
ويمكن النظر الى العديد من شركات الاطفاء والانقاذ على سبيل المثال في اوروبا تجد انها اجهزة مرتبطة بالبلديات او انها مؤسسات وشركات مدنية خاصة تقدم خدماتها نظير عقود مبرمة مع الدولة، وتحرص كل شركة على ان تقتني الاجهزة الحديثة وتتعامل مع الحدث بكل كفاءة واقتدار.
ان مهام الدفاع المدني ليست اطفاء الحريق وإنما لديه العديد من المهام والمسؤوليات التي تتعلق بجميع جوانب الحياة اليومية في المنزل والمدرسة والعمل والشارع وفي كل مكان وان ذلك يتطلب جهدا غير عادي في مواكبة ما يستجد من تقنية وتدريب لنجاح مواجهة مثل هذه المهام.
ولذا فإن خصخصة الدفاع المدني من الاوليات التي أرى ان تتم دراستها ولو على مستوى تجريبي، ولعل تجارب الدول الاخرى وتجربة مطار الملك خالد في الاستعانة بشركات خاصة لمواجهة كوارث الطائرات دليل على نجاح خصخصة هذه الاعمال، ويمكن ان يبقى جهاز الدفاع المدني كجهاز مراقبة او جهاز للتخطيط والتنظيم والاشراف على إعداد سلامة المنشآت والمرافق العمومية لضمان تطبيق قواعد السلامة والتفرغ للتوعية من الحوادث والكوارث الطبيعية وكل ما يحقق السلامة العامة ويترك التنفيذ لشركات خاصة قد تكون اقل كلفة واكثر فعالية.
د, خالد سعود البشر
أكاديمية نايف العربية
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved